تعقد هيئة المواد النووية، بعد غد الخميس، اجتماعًا موسعًا لدراسة عروض الشركات المحلية لتحديد إمكانياتها للمساهمة في المكون المحلي لمشروع الرمال السوداء والمقرر إقامته بمنطقة ساحل البرلس بمحافظة كفر الشيخ، ومدى قدرتها التصميمية والتصنيعية في إنتاج المهمات اللازمة له. وكشفت مصادر مطلعة بوزارة الكهرباء، عن أن هيئة المواد النووية تلقت 8 عروض من شركات وطنية، منها هيئة قناة السويس وشركتين تتبعان قطاع البترول، إضافة إلى عرضين من شركة المقاولون العرب، وعدد من الشركات الخاصة، وأنه سيتم دراسة إمكانيات هذه الشركات فى المكون المحلي للمشروع، وإنتاج المعدات والمهمات اللازمة له، على أن يتم رفع تقرير شامل إلى وزيري الصناعة والكهرباء، تمهيدا لرفعه إلى مجلس الوزراء حيث سيتضمن التقرير – ووفقا لإمكانات الشركات المصرية- ما إذا كان سيتم إنشاء شركة مساهمة مصرية مع الإستعانة بشريك عالمي لإقامة المشروع، او إعادة طرح المزايدة العالمية للمشروع، وهو القرار الذى كان قد اتخذة مجلس الوزراء الأسبق برئاسة الدكتور عصام شرف، أشارت المصادر إلى أنه فى حال اختيار البديل الثاني، سيتم تضمين المزايدة شرط الاستعانه بالشركات الوطنية فى المكون المحلي، من خلال وضع قائمة بالشركات التى تقدمت بعروضها لهيئة المواد النووية ضمن الزايدة. وقال المهندس محمود سعد بلبع وزير الكهرباء والطاقة، إن مشاركة الشركات المصرية فى مشروعات الكهرباء الكبرى، لها أولوية كبرى، وأنها سياسة متبعة من سنوات طويلة، وسوف تشهد المرحلة المقبلة تعميقها وزيادة الاعتماد على القدرات الوطنية فى تنفيذ كل مشروعات القطاع، مشيرًا إلى حرص القطاع على تنمية وتحسين برامج التعاون الفنى مع مختلف الجهات لاكتساب المهارات والخبرات المطلوبة لإعداد الكوادر والشركات الوطنية والوصول بها إلى العالمية، بالإضافة إلى دعم استراتيجية الشراكة فى التنمية مع التركيز على المشروعات ذات النتائج الملموسة. فى غضون ذلك قال الدكتور محسن محمدين رئيس هيئة المواد ل"بوابة الأهرام" إن الرمال السوداء المنتشرة فى العديد من المواقع المصرية، خاصه الشواطئ، تحتوى على غالبية المعادن النادرة، وأن هيئة المواد النووية انتهت من إعداد الدراسات الخاصة بها، وجدوى استغلالها، والتى أكدت أن الدولار يحقق عائدات 20% سنويا، موضحا أن استثمارات مشروع ساحل البرلس تصل إلي 125 مليار جنيه. وقال محمدين: إن المشروع يتضمن إنتاج 6 معادن من التيتانيوم، الذي يستخرج منه الألمينيت عالي الجودة والروتيل، الذي يتم استخدامه بصناعة "البويات والدهانات والبلاستيك والمطاط والسيراميك ومستحضرات التجميل والجلود والأدوية"، ومعدن الزركون، الذي يدخل في صناعه "السيراميك والزجاج وقلوب المفاعلات النوويه وسبائك مواتير السيارات". ولفت الدكتور محسن محمدين إلى أن المشروع سيقام بغرض فصل المعادن التي توجد في الرمال السوداء، للاستفاده منها في إقامه صناعات ضخمة، وهو ما دعا وزاره الكهرباء والطاقه للتأكيد علي ضرورة استغلال هذه الثروة، حيث قدر الاحتياطي التعديني المؤكد في هذه الرمال بحوالي 285 مليون طن، تحتوي علي متوسط قدره 3.4% من المعادن الثقيلة بطول 22 كيلومترا في القطاع الغربي، الذي يقع شرق البرلس، كما يوجد احتياطي تعديني مؤكد في القطاع الشرقي بحوالي 48 مليون طن تحتوي علي متوسط 2.1% من المعادن الثقيلة، وذلك طبقا للدراسات التي أجريت مسبقًا. كانت حكومة الدكتور أحمد نظيف، قد قامت بطرح المشروع في مزايدة عالمية إلا أن حكومة الدكتور عصام شرف ألغتها، وطالبت بإعادة الدراسة والطرح.