فى الحضارة المصرية القديمة وثق الفن للعادات والطقوس وسجل ملامج الحياة اليومية من زراعة وصيد وحروب وحزن وأفراح ولعب الأطفال عبر النحت والرسم، وألقى هذا الاحتفاء بتعبير الفن عن واقع المصريين بظلاله على الفن المعاصر، إذ نجد الشغف نفسه حاضرا لدى كثير من التشكيليين، ومنهم الفنان حسام أحمد هاشم ابن الجنوب الذى يحتفى بتسجيل مشاهد من مختلف أنحاء مصر، ويستحضر دوما الطقوس المصرية من قلب الواقع إلى فضاءات لوحاته . ومنها الطقوس المرتبطة بالأعياد مجسداً ما تتضمه من فرحة وبهجة. يقول الفنان حسام هاشم ل«واحة الأهرام المسائى»: تأثرت بكل ما هو حولى منذ الطفولة المبكرة، كنت أجرب حالات تأمل مستمرة للبيئة والحياة المجتمعية، فأمسكت القلم والفرشاة لتوثيق ما أراه من أشخاص بملامحهم المختلفة والعمارة بكل عراقتها وأصالتها، إلى جانب ما أعيشه من عادات ومواسم العيد، وعواصم المدن" ويتابع : «لكل عيد فى مصر العادات والتقاليد الخاصة به فى الغالب، مثل المولد النبوى وما يرتبط به من حلوى كالحصان وعروسة المولد وتجهيزات محلات الحلويات وزينتها ، كما فى أنه فى موسم الحج يقبل المصريون على الرسم على حوائط المنازل، وفى شم النسيم يقبلون على تلوين البيض بألوان مبهجة «ويضيف قائلا: للأسف بعض العادات أصبحت من التراث، والبعض الآخر فى طريقها للإندثار، وللذك أهتم بتوثيق كل ما يعبر عنها لاسيما مايرتبط بالأعياد كى تعيش بيننا وتعرفها الأجيال الجديدة». لم يدرس هاشم الفنون دراسة أكاديمية: «كنت أرسم بالفطرة وبتلقائية كل ما هو حولى واستخدمت فى البداية أبسط الخامات وهوالقلم الرصاص، ومن ثم تعرفت على أستاذى الفنان التشكيلى الكبير سعد زغلول ابن بلدى أسيوط التى تشغى بفنانين يحملون «الجينات الفنية للفراعنة، وبالتدريج تعرفت على الخامات المختلفة واستخدمتها كلها فى أعمالى، كما دخلت مجالات عديدة من الفنون التشكيلية من نحت ورسم وتصوير حتى استقريت على التصوير الزيتى ، وكذلك تنتقلت بين مراحل فنية عديدة ومدارس مختلفة تجريدية وسريالية وغيرها على مدار سنوات». من أهم ما يعتز به الفنان هو نجاحه فى استخلاص شخصية فنية خاصة به، يميزها تجسيده للذكريات المحملة بعبق التاريخ، ومفردات يكاد يواريها النسيان كالعمارة المصنوعة من الأخشاب المزخرفة مثل شرفات وأبواب المنازل ودور العبادة من منابر المساجد التى تحمل فنًا وتاريخًا، وسجل ما فى الذاكرة بمنظور خاص به مستخدماً الألوان الزيتية بطرق مختلفة بالفرشاة والسكينة، إضافة إلى استخدام اليد مباشر:"«اللون لذى عبارة عن وسيلة تنطق بالأحاسى حساس، والإحساس لا يصل إلا بالصدق مع النفس والاهتمام بالتفاصيل». حسام هاشم من مواليد أسيوط 1974، عضو عامل بنقابة الفنانين التشكيليين ، عضو بجمعية محبى الفنون الجميلة بأسيوط 1991م ، مؤسس ورئيس نادى الكاريكاتير الأول بصعيد مصر، عضو اتحاد رسامى الكاريكاتير الدولى الفيكو الفراعنة - عضو الاتحاد العالمى للفنانين التشكيليين العرب، وعضو اتيليه فنانى العالم ، شارك فى العديد من المعارض والملتقيات التشكيلية فى مختلف محافظات الجمهورية والملتقيات الدولية منذ عام 1989م ، وأقام أربعة عشر معرضا خاصا من عام 1997م ومعرض خاص جوال 2003، عرضت أعماله مصورة فى معهد العالم العربى بباريس عام 1998 له مقتنيات فى متحف القناطر بأسيوط ومتحف النيل بأسوان ، وداخل مصر وبعض الدول العربية والأوروبية.