شخصية القديرة سميحة أيوب مثال لوحدة المجتمع المصرى ركزنا على الموضوع الدرامى وليس أسماء النجوم يمتلك المخرج رؤوف عبد العزيز، رؤية درامية جيدة للأعمال التى يقدمها، ما يجعله يترك بصمة واضحة فى كل أعماله، ويقدم هذا الموسم مسلسل «الطاووس»، بطولة جمال سليمان وسميحة أيوب وسهر الصايغ وأحمد فؤاد سليم، وتأليف محمد ناير، وقد أثار المسلسل جدلا كبيرا بعد عرض حلقاته الأولى، بسبب تحويل صناع العمل إلى التحقيق، قبل أن يتم حفظ هذه التحقيقات، تصريحات كثيرة كشفها رؤوف عبد العزيز حول هذه الأزمة وكواليس العمل فى الحوار التالي. المجلس الأعلى للإعلام أصدر بيانا كاد أن يوقف عرض المسلسل.. ما السبب؟ المجلس الأعلى للإعلام أصدر بيانا بالتحقيق مع صناع العمل، بسبب أن بعض الناس قام برفع دعوى على المسلسل وادعت أنه يتعرض لها، لكن كانت جميع أوراق العمل سليمة بما فيها التصاريح الرقابية وتحقق المجلس من ذلك، وتم حفظ التحقيق. كيف جاءت فكرة المسلسل، وهل حادث "الفيرمونت" كان محركاً للأحداث؟ فكرة المسلسل دارت برأسى قبل حادث الفيرمونت، حيث تحدثت مع صديقى محمد ناير حول أحد حوادث الاغتصاب التى تمت بمنطقة التجمع الخامس وتناولتها الصحف، فقلت له لماذا لا نناقش هذا الموضوع فى عمل درامي، خصوصا أن معظم الأعمال التى تناولت هذه القضية كانت منذ زمن طويل وعن طريق السينما فقط، وتوقفنا عند نقطة مهمة، وهى أن حوادث الاغتصاب يتفاعل معها الناس لمدة معينة، لكن المشكلة الأكبر تكمن فى الضحية ذاتها كيف ستواجه المجتمع وهل سيتقبلها أم سينظر لها نظرة أخرى؟ وهل تستطيع الضحية أن تأخذ حقها؟ برغم أن حادثة الاغتصاب هى محور الأحداث، لكن شعرنا بصراع درامى أكبر بين شريحتين فى المجتمع، كيف؟ حاولنا ألا تكون القضية فى حيز ضيق، من هنا فكرنا أن هذه الضحية كى تستطيع أخذ حقها يجب أن يكون لها سند يحتمى بالحق، من هنا فكرنا فى أن يكون محامياً، لأن رجل القانون يستطيع أن يحمى ضحيته ويأخذ حقها ويقف فى وجه الجانى الذى يحتمى بنفوذه، وتولدت فكرة الصراع بين طبقة الأغنياء الذين يمتلكون المال والجاه، وبين الفتاة التى تمثل الطبقة الشعبية التى لديها أحلام بسيطة تتمحور فى فرصة عمل والعيش بسلام. ما سبب وجود شخصية الست "ماتيلدا"، التى جسدتها القديرة سميحة أيوب فى الأحداث؟ هناك من يرى أن الصراع فقط بين الجانى والضحية، لكن وجود هذه الشخصية كان مهما درامياً، لأنها تعتبر الصدر الحنون التى تعوض الضحية عن غياب الأهل، وفى نفس الوقت لديها مشاكلها الخاصة، لأن ابنها سافر إلى الخارج وتركها، واخترنا أن تكون امرأة مسيحية، ليعلم الجميع أن المجتمع المصرى نسيج واحد، فهذه السيدة محبوبة من الجميع وتقف بقوة مع الضحية، ولو نظرت للواقع الذى نعيشه، ستجد هذه الشخصية موجودة فى حياتنا. لماذا لم ترشح أحد نجوم الصف الأول لبطولة المسلسل؟ أعلم جيداً أن وجود أسماء كبرى يمكن أن يساعد فى عملية التسويق، لكن لم أفكر بهذه الطريقة، وما دار برأسى أن يكون السيناريو هو البطل الرئيسى للعمل وليس النجم، من هنا فكرت فى ترشيح الشخصيات التى تستطيع تجسيد الأدوار باقتدار، وكان ترشيحى الأول للفنان جمال سليمان والفنانة الكبيرة سميحة أيوب، وتوقفت أمام سهر الصايغ، لأنها تمتلك موهبة كبيرة ولديها وجه معبر عن أحلام وآمال شخصية "أمنية"، خصوصا بعد اغتيال حلمها، وفكرت أيضاً فى الأدوار الأخرى أن يكون معظمهم غير مستهلكين. أنت المخرج ومدير التصوير فى نفس الوقت، كيف استطعت التوفيق بينهما؟ عملت لسنوات طويلة مدير تصوير، ثم أصبحت مخرجاً وقدمت العديد من الأعمال، وهناك ثلاث شُعب لصيقة ببعضها فى العمل الفنى، وهى المخرج والمصور والمونتير، لابد أن يناقشوا فكرة العمل للوقوف على أدق تفاصيلها، حتى تخرج برؤية واحدة، وعن نفسى أحب المغامرة، لذلك عندما شعرت بأنى أستطيع أن أكون مخرجا، أخذت الخطوة فى الوقت المناسب، وقد أعطانى ذلك ميزة جديدة، وهى أننى أستطيع أن أفكر بعقلية المخرج وعين المصور فى نفس اللحظة، لأننى أترجم أفكاري، وأحاول عمل أسلوب سرد بصرى للقصة التى أقدمها للمشاهد.