كان النبى صلى الله عليه وسلم - رفيقًا هينًا لينًا سهلًا، فى تعامله، وفى أقواله وأفعاله، وكان يحب الرفق، ويحث الناس على الرفق، ويرغبهم فيه، فعن عبادة بن شرحبيل قال: «أصابنا عام مخمصة، فأتيت المدينة، فأتيت حائطًا من حيطانها، فأخذت سنبلًا ففركته فأكلته، وجعلته فى كسائي، فجاء صاحب الحائط، فضربنى وأخذ ثوبي، فأتيت النبى صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقال للرجل: «ما أطعمته إذ كان جائعًا، أو ساغبًا، ولا علمته إذ كان جاهلًا»، فأمره النبى صلى الله عليه وسلم، فرد إليه ثوبه، وأمر له بوسق من طعام، أو نصف وسق». وكان صلى الله عليه وسلم رفيقًا فى تعليمه للجاهل، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: «بينما نحن فى المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابى فقام يبول فى المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه مه» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزرموه»؛ أى لا تقطعوا عليه بوله، فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه، فقال له: «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هى لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن»، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فأمر رجلًا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه». وعن أبى الدرداء رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «من أُعطى حظه من الرفق، فقد أعطى حظه من الخير، ومن حُرم حظه من الرفق حُرم حظه من الخير» وعن عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرفق لا يكون فى شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه».