في الوقت الذي تتخذ فيه دول الاتحاد الأوروبي خطوات لتعافي صناعة السياحة بتخفيف اشتراطات السفر غير الضروري، باستقبال المسافرين الذين حصلوا على جرعتين من اللقاحات المعتمدة حتى الآن في الاتحاد الأوروبي، وتفعيل الشهادة الخضراء الرقمية، لم تدعم منظمة السياحة العالمية الأمر، من خلال رفضها الاعتراف بتوفير جوازات سفر خاصة بالحاصلين على اللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19، مشيرة إلى أنه لم تتوفر معلومات موثقة بشأن قدرة تلك اللقاحات على منع الإصابة بالفيروس فعليًا. وكانت منظمة السياحة العالمية أصدرت في أواخر إبريل الماضي بيانًا أكدت فيه أن إصدار جوازات سفر خاصة بالملقحين ضد فيروس كورونا المستجد يرسخ لمبدأ عدم المساواة خصوصًا بالنسبة للدول الأكثر فقرًا التي تسير فيها حركة اللقاحات ببطء وهو ما يحرم مواطنيها من السفر، ولابد من إجراء دراسات إضافية لمعرفة إن كانت تسمح بتجنب الإصابة بالفيروس ونقل عدواه إلى الآخرين. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، عن عملها على إنشاء إطار دولي، موثوق به لسفر آمن، ولكن لا ينبغي أن يكون التطعيم شرطا. وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أعلنت السماح بدخول الأمريكيين الذين طُعموا باللقاحات التى تمت الموافقة عليها من قبل وكالة الأدوية الأوروبية EMA، في الصيف وأصبح بإمكانهم السفر إلى أوروبا للسياحة وأعقب ذلك بأيام خلال الأسبوع الجاري، استعداد أوروبا بالسماح لاستقبال المسافرين من دول ذات وضع وبائى جيد حصلوا على جرعتين من اللقاحات المرخصة أوروبيًا. وبدأت العديد من الدول والتكتلات الدولية إصدار موافقات وتوصيات باستقبال المسافرين الذين حصلوا على جرعتين من اللقاحات المعتمدة من وكالة مكافحة الأمراض دون قيد أو شرط، ودون الحاجة إلى الاستيفاء بمتطلبات الحجر الصحي. وبداية من شهر يونيو المقبل سيمنح الاتحاد الأوروبي شهادة خضراء رقمية لجميع مواطني الاتحاد الأوروبي وعائلاتهم المُلقحين، عندما يغادرون الاتحاد الأوروبي أو يعيشون في الخارج. وتتجه فرنسا إلى التوسع فى إصدار الشهادات الصحية الرقمية، أو المعروفة ب"جواز سفر كورونا"، على نطاق واسع مع بدء تجارب استخدام هذه الشهادات على الرحلات الداخلية، وتنوي الدنمارك إطلاق جواز سفر رقمي خاص بفيروس كورونا، كدليل على تلقي اللقاح. وأفادت صحيفة "ميرور" البريطانية أن المملكة المتحدة بدأت العمل على إصدار جواز سفر للملقحين ضد كورونا، للسماح لهم بالسفر خلال العطلات. وأصدرت الصين في مارس الماضي جوازات سفر كورونا لمواطنيها الذين تلقوا اللقاح والراغبين في السفر للخارج. وسمحت عدة دول بدخول السياح الذين حصلوا على تطعيم دون الحاجة للمكوث بالحجر الصحي، مثل قبرص وإستوانيا وجورجيا وأيسلندا وبولندا ورومانيا وسيشل. وفي منطقة الشرق الأوسط، سيتمكن المواطنين السعوديين الذين تلقوا لقاح كورونا اعتبارًا من 17 مايو الجاري السفر للخارج، بعد مضي أكثر من عام على وضع قيود للسفر بسبب تفشي الجائحة، وذلك بعد أن أعلنت وزارة الداخلية السعودية انه اعتبارا من ذلك التاريخ ستفتح المملكة كافة حدودها البرية والجوية والبحرية. ووفقًا لمنظمة السياحة العالمية فإن جميع دول العالم تأثرت بجائحة كورونا، وتعرضت ما بين 100 و120 مليون وظيفة سياحية مباشرة للخطر. ولا تزال توقعات الانتعاش السياحي حذرة لعام 2021 وفقًا لاستطلاع أجرته لجنة الخبراء التابعة لمنظمة السياحة العالمية، حيث توقع 45٪ من المشاركين في الاستطلاع تحركًا أفضل للعام الجاري مقارنة بعام 2020، فيما توقع 25٪ اداءً مماثلا، ورجح 30٪ تدهورا فى النتائج فى العام الحالى عن عام 2020. وذهبت التوقعات الإجمالية لفريق الخبراء، إلى التعافى فى عام 2021 بنسبة 50٪، منهم 4٪ فقط يتوقعون بداية التعافى من الربع الثاني من العام، و27٪ منهم يرشحون التعافي بدءًا من الربع الثالث، بينما يرجح 18٪منهم حدوث التعافي بداية التعافى من الربع الأخير من عام 2021. وتوقع 50٪ من المشاركين باستطلاع الرأي يتوقعون حدوث انتعاش حقيقى في عام 2022. وبحسب سيناريوهات منظمة السياحة العالمية الممتدة للفترة من 2021 إلى 2024 فإن التعافي قد يستغرق عامين ونصف إلى أربع سنوات حتى تعود السياحة الدولية إلى مستويات عام 2019.