كان النبى صلى الله عليه وسلم يعظم العشر الأواخر من رمضان ويجتهد فيها اجتهاداً عظيما يفعل ذلك – صلى الله عليه وسلم- وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فما أحوجنا نحن المذنبين المفرطين أن نقتدى به – صلى الله عليه وسلم- فنعرف لهذه الأيام فضلها، ونجتهد فيها، لعل الله أن يدركنا برحمته، ويسعفنا بنفحة من نفحاته، تكون سبباً لسعادتنا فى عاجل أمرنا وآجله وتخبرنا السيدة عائشة عن نشاط رسول الله فى هذه العشر فتقول «كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يجتهد فى العشر الأواخر، ما لا يجتهد فى غيره» رواه مسلم، وفى الصحيحين عنها أنها قالت: «كان النبى إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله» «شد مئزره» أي: يعتزل نساءه ليتفرغ للصلاة والعبادة. «وأحيا ليله» أي: استغرقه بالسهر فى الصلاة والذكر وتلاوة القرآن «وأيقظ أهله» للصلاة والذكر اغتناما لهذه الأيام المباركة فاجتهد أيها المسلم فى عباداتك وأدرك ما فاتك وشمر عن ساعد الجد والنشاط فالجنة حُفّت بالمكاره فهى غالية نفيسة، لا تُنال بالنوم والكسل واتباع هوى النفس يقول النبى – صلى الله عليه وسلم- «من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة» رواه الترمذي.