فلسفة مشروع التنمية تقوم على توطين أهالى سيناء بتجمعات عمرانية حضارية جديدة وتوفير فرص العمل 25 مزرعة نموذجية فى الشمال والجنوب بالمناطق الأكثر احتياجا بمساحة تتجاوز ألف فدان مزارع نموذجية مقامة قرب تجمعات سكنية للأهالى بها كافة الخدمات والاحتياجات الطرق الجديدة باتت شرايين حياة.. تربط كل المناطق وتصل إلى المزارع والتجمعات الجديدة سيناء.. بداية التاريخ.. وأصل الحكاية.. أرض الأنبياء كانت ولا تزال وستظل مصرية. إنها أرض السحر والجمال والطبيعة الخلابة والمدن السياحية العالمية، مثل شرم الشيخ ودهب. سيناء تعيش هذه الأيام ذكرى العودة إلى أحضان الوطن فى 25 أبريل «عيد تحرير سيناء»، وكنا هناك نحتفل بسيناء الجديدة خلال هذه الجولة. نصف مليون نسمة تقريبا، هم عدد سكان سيناء، ما بين الشمال والوسط والجنوب، فى مساحة مترامية تبلغ نحو 61 ألف كيلو متر مربع. فى العام الماضى، أجريت حوارا مع اللواء ناجى شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أحد رجال إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع سابقا، الذى أكد أن مستقبل أرض الفيروز سيكون باهرا، فقط إذا تم زرع سيناء بالمصريين، وأقيمت مشروعات ضخمة وعديدة، ليكونوا حائط صد أمام أى طامع. اليوم، ونحن نحتفل بذكرى غالية علينا، وهى عيد تحرير سيناء، الذى يتزامن مع ذكرى نصر العاشر من رمضان، رأيت بعينى أن ذلك الحلم قد بدأ يتحقق، وأننا نشهد ولادة "سيناء الجديدة". كيف؟ الإجابة فى السطور المقبلة. بدعوة كريمة من اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزى للتعمير، تشرفت بزيارة أرض الفيروز، للوقوف على مشروع "التنمية المتكاملة" الذى يشرف الجهاز المركزى للتعمير على تنفيذه فى سيناء، الذى يغير وجه سيناء القديمة لنرى سيناء جديدة. جذبتنى فكرة المشروع، كإقامة مزارع صحراء سيناء، مشغوفا بزيارة أرض الفيروز، إلا أن جلسة شاى مع المهندسين وبعض العمال، فى مقدمتهم المهندس أحمد رماح، مدير التنسيق والمشرف على أعمال التشغيل والصيانة بالمشروع، جعلتنى أغير رأيى تماما، ليكون تركيزى على الهدف الأسمى للمشروع، وهو توطين وزراعة المصريين فى سيناء، فهؤلاء المهندسون والعمال أغلبهم قادمون من شتى محافظات مصر، من قنا والمنيا والشرقية والدقهلية، ليصبحوا من "السيناوية الجدد"، بعدما استوطنوا سيناء الغالية، شباب جاء من مختلف المحافظات يستوطنون أرض الفيروز، ويحاولون إقناعى بالمجيء للحياة والاستقرار، جنبا إلى جنب معهم فى الأرض المباركة، التى باتت "سيناء الجديدة". وعندما جلسنا لنأخذ قسطا من الراحة مع أكواب الشاى الصعيدية، تحت ظلال الأشجار، كانوا يقنعوننى بأن الحياة فى سيناء أفضل بكثير من الحياة فى باقى محافظات ومدن مصر. ونظرا لأننى من أبناء القاهرة، وجدت كلامهم شديد الغرابة بالنسبة لى، وهنا كان السؤال الأهم: كيف تكون الحياة فى سيناء أفضل من القاهرة وباقى المحافظات؟ الإجابة كانت هى مفتاح اللغز فى فهم طبيعة سيناء الجديدة، وأهلها من "السيناوية الجدد". حياة مختلفة المهندس خالد شوقى، مدير مشروعات خليج السويس، ومن المشرفين على مشروعات التنمية المتكاملة، جلس بجوارى وهو يؤكد أنه ما عاد يحتمل زيارة القاهرة أو الدلتا، فهو يعيش فى سيناء منذ سنوات طويلة، فى منزل فسيح، ونشأ أبناؤه وبناته فى سيناء، فى مدارس حكومية وصفها بأنها «ممتازة»، كما أن كل الاحتياجات المختلفة للحياة تتوافر فى سيناء، بدون مشاكل ومعاناة المدن، كالزحام الشديد والغلاء، وبعض العادات السيئة التى نشأت مع حياة الازدحام. أما محمد القناوى أحد العمال فحدثنى محاولا إقناعى بترك الحياة فى القاهرة، والرحيل للحياة فى أرض الفيروز، ساردا العديد من أوجه الحياة المختلفة تماما فى سيناء، عن مسقط رأسه فى قنا، حيث الجو شديد الحرارة فى الصيف، والبرد القارس شتاء، والازدحام الشديد، قائلا: "الحياة هنا فى سيناء مختلفة تماما، الأراضى واسعة، والهواء نظيف، والطرق كويسة، وأقدر أروح أى مكان بسهولة، والحياة رخيصة، وأطمئن على أولادى، اللى بيواصلوا التعليم وبيروحوا المدرسة ومستواهم كويس فى التعليم، كده غير الشغل الموجود هنا، وأى حد يقدر يلاقى شغل كويس وبإذن الله يكسب كويس". مفاجأة على أرض سيناء أرض سيناء الطاهرة، الوادى المقدس طوى، وتجلى المولى سبحانه وتعالى على جبل موسى، وعيون موسى، أرض طاهرة، وعالم آخر، حين تمتزج الرمال بدماء الشهداء الأبرار، وتحلق أرواحهم فى عنان السماء. اليوم.. رأيت بعينى ما لا كنت أتوقعه أبدا، صحراء سيناء القاحلة، وقد خلعت لونها الأصفر واكتست باللون الأخضر، مزارع ضخمة بعشرات الأفدنة، تضم النخل والزيتون والرمان، وسائر الخضراوات والفاكهة، أرض سيناء المباركة تطرح الخيرات من المزروعات، وتحتضن قطعان الماعز والأغنام، ومناحل عسل السدر الجبلى، بالإضافة إلى محطة لتوليد الطاقة الشمسية، ليس هذا فحسب، بل الأسماك أيضا، التى نمت فى قلب الصحراء. فلسفة المشروع فلسفة مشروع التنمية المتكاملة تقوم على توطين أهالى سيناء فى تجمعات عمرانية حضارية جديدة، تقوم بجوار مناطق زراعية، لتشجيع الأهالى على الزراعة، حسبما قال اللواء مهندس محمود نصار، رئيس الجهاز المركزى للتعمير. وأضاف أن مشروع «التنمية المتكاملة» تقوم فلسفته على "توطين أهالى سيناء"، فى تجمعات عمرانية متكاملة الخدمات، وتوفير فرص عمل لهم، ولغيرهم، من أبناء مصر، وبهذا يتم تحقيق أهداف عديدة فى مشروع واحد فى وقت واحد، الأول هو ربط إخوتنا من أهالى سيناء بالوادى والدلتا، بتوفير فرص العمل والخدمات المتكاملة من مرافق ومدارس ومستشفيات وغيرها، والثانى هو جذب المصريين من سكان الوادى والدلتا للإقامة فى سيناء، للتخفيف من الازدحام فى ربوع مصر، وكذلك زرع سيناء بالمصريين، بالإضافة إلى إقامة مشروعات عديدة أساسها الزراعة فى سيناء، بما يساعد على تحقيق الاكتفاء الذاتى من المنتجات الزراعية والحيوانية والسمكية لأهالى سيناء، وما يفيض عن حاجتهم يتم توزيعه داخل ربوع مصر، بما يحقق مزايا ومنافع اقتصادية عديدة، كما أن إقامة تلك المشروعات الزراعية والسمكية والحيوانية، يمكن أن تكون البذرة لإقامة مشروعات صناعية تقوم عليها مثل مصانع التصنيع الغذائى، بما يزيد من القيمة المضافة وفرص العمل. المياه.. أصل المشروع المياه دائما هى أصل الحياة، وبالتالى فإن أصل المشروع يقوم على توافر المياه، من خلال حفر الآبار الجوفية، التى تمثل أولى خطوات البداية وأهمها، وبالطبع يكون قبلها عملية تحديد المكان المناسب بالقرب من التجمعات البدوية البعيدة عن المدن الرئيسية، وبعد حفر الآبار تأتى أعمال تجهيز التربة الزراعية، ومد شبكات الرى وزرع أشجار الفاكهة، وبدء زراعة المحاصيل المكشوفة، بجانب بدء تربية الأغنام، وكذلك الاستزراع السمكى داخل أحواض تخزين مياه الآبار، وزراعة النخل البرحى، وبدء إنشاء الصوب الزراعية، كل ذلك جنبا إلى جنب مع تشجيع الأهالى على العمل بالمشروع، وتوفير باقى الاحتياجات من العمال والمشرفين والمهندسين، وبالتالى ومع مرور الأشهر والسنوات، باتت لدينا نواة قرية نموذجية تتضمن مناطق العمل، ومناطق السكن المناسبة وتوفير كل الخدمات من المرافق والمدارس والوحدات الصحية، لتكون مثل أى قرية فى الوادى والدلتا. 25 مزرعة نموذجية تمت إقامتها، مقسمة ما بين شمال وجنوبسيناء، مقامة فى المناطق الأكثر احتياجا، بمساحة تصل إلى أكثر من ألف فدان، بتكلفة لا تزيد على 250 مليون جنيه، والمهم أن هذا المشروع بتلك التكلفة، قد بدأ يؤتى ثماره، ومن المتوقع أن يغطى المشروع تكلفة تشغيله قريبا مع تزايد الإنتاج من المحاصيل الزراعية والمنتجات الحيوانية والسمكية. كما تم الانتهاء من مزرعتين جديدتين، مزرعة الحمة فى وادى أبو زنيمة، ومزرعة الرملة فى أبورديس، بمساحة نحو 65 فدانا لكلتيهما، وبتكلفة نحو 25 مليون جنيه، تخدمان تجمعات بدوية، كما أن مزرعة الحمة بها قرية نموذجية من ضمن التجمعات الجديدة. منافذ الحياة اللافت للنظر أن المشروع تعامل مع كل التفاصيل، حتى وإن كانت صغيرة، وإحداها إقامة منافذ بيع تحولت إلى أن تكون منافذ حياة، حيث إن تلك التجمعات الجديدة، تضم بيوتا بدوية، واستراحات للعاملين، بالإضافة إلى وحدة صحية وكذلك مسجد، ودار للمناسبات، بل ملعب كرة قدم، وتم إنشاء منافذ لبيع منتجات المزارع المتكاملة، تقوم ببيع المنتجات الزراعية للأهالي، وبذلك استطاع الأهالى شراء احتياجاتهم الغذائية من دون السفر لعشرات الكيلو مترات للحصول عليها، كما أنه يتم بيعها بأسعار اقتصادية منافسة، وبالطبع فإن جودة المنتجات مبهرة، مما يجعل هناك إقبالا كبيرا عليها. والمفرح أن تلك المنتجات الزراعية بدأت تفيض عن احتياجات التجمعات الجديدة، وبالتالى يتم طرحها بالأسواق فى شمال ووسط وجنوبسيناء، مثل أبو زنيمة وأبو رديس ورأس سدر والطور، من خلال التجار بأسعار منافسة، وإذا كان الإنتاج حاليا يتم تسويقه وبيعه فى سيناء، فمن المتوقع مع زيادة الإنتاج أن يتم التفكير فى طرحه للبيع فى باقى أنحاء مصر. مكونات المشروع مشروع التنمية المتكاملة يقوم على أساس إقامة مزارع نموذجية لتوفير المنتجات الزراعية والحيوانية والسمكية، ويتم إقامة تلك المزارع بجوار تجمعات سكانية للأهالى فى شمال ووسط وجنوبسيناء، وبالتالى يستطيع الأهالى العمل فى تلك المزارع القريبة من مساكنهم، بالإضافة إلى توفير منتجاتها الزراعية والحيوانية والسمكية. المهندس سيد السعيد، مدير الإدارة الزراعية بجنوبسيناء، كان دليلنا فى التعرف على خيرات سيناء الزراعية الجديد، فأرض سيناء التى باركها المولى سبحانه وتعالى، بدأت تبوح بأسرارها وتطرح خيراتها المكنونة منذ آلاف السنين، آبار مياه هى أساس الحياة ومحور المزارع الحديثة، أحواض زراعية تجود بالتين والرمان والموالح وغيرها من الخضر والفاكهة، كالطماطم والخيار والفاصوليا والمانجو والجوافة والمشمش، أما أشجار الزيتون فتنمو معلنة زيادة كبيرة فى حصة مصر من أجود أنواع الزيتون فى العالم، أشجار النخيل تسمو فى السماء وتمد ظلالها على الأرض المباركة التى تجود بخيراتها، حتى أحواض تخزين المياه تحولت إلى مزارع سمكية، فى مفاجأة لأهالى سيناء الذين لم يعتادوا على الأسماك لمعيشتهم الدائمة فى قلب الصحراء، لكنهم الآن بدأوا يعتادون تناول الأسماك. ولأن سيناء هى الأرض المقدسة، وتشتهر بأجود أنواع الزيتون فى العالم، يجرى حاليا تجهيز معصرة متقدمة لزيت الزيتون بمدينة الطور بجنوبسيناء، بطاقة نحو 3 أطنان فى اليوم، وبتكلفة نحو 7 ملايين جنيه، لخدمة أهالى سيناء، والتجمعات التنموية الجديدة، وتيسيرا على مزارعى سيناء، حيث تتميز المعصرة بأعلى تكنولوجيا عصر زيت الزيتون على البارد، مما يخفف المشقة على أهالى سيناء بدلا من نقل الزيتون لعصره فى الإسماعيلية أو السويس. كما يجرى حاليا الانتهاء من مركز 30 يونيو الذى يضم 16 حوضا للاستزراع السمكى، القائمة على المياه الجوفية، بالإضافة إلى 4 صوب زراعية كبيرة (مالتى سبان)، مساحة الصوبة فدان كامل، و10 أفدنة من العنب عالى الجودة، بالإضافة إلى تنفيذ تدعيم وصيانة الآبار الداعمة للتجمعات التنموية البدوية، بمحافظة شمال سيناء، بقيمة 40 مليون جنيه، وتشمل صيانة الآبار القائمة وحفر آبار جديدة، للمحافظة على استدامة الزراعات القائمة وتنميتها، بتكلفة نحو 80 مليون جنيه. مزرعة سمكية وأغنام وبداخل المزرعة، كانت هناك مزرعة لتربية الماعز والأغنام، تضم العشرات، وتتحمل جو الحرارة الشديد فى سيناء، فى فصل الصيف. أما المزرعة السمكية فتضم عدة أحواض سمكية، وتقوم فكرة تربية الأسماك بداخل خزانات مياه الآبار، التى تحتوى على نسبة قليلة من الملوحة، تكون مناسبة لتربية الأسماك، واللطيف أن الإنتاج السمكى يتزايد بشكل مطرد، ويتم بيع الإنتاج بشكل رئيسى فى مناطق جنوبسيناء، مثل شرم الشيخ وأبو زنيمة وأبو رديس. وبعد مرور عدة سنوات على بدء المشروع، ارتفعت الأشجار شيئا فشيئا، ومعها إنشاء منحل فى منطقة "مكتب" فى أبو رديس بجنوبسيناء، بطاقة 400 خلية، وسيكون إنتاجها متميزا من عسل السدر الجبلى، من أهم أنواع عسل النحل، وأكثرها فائدة صحية، وأغلاها سعرا. تعاون كل الجهات المشروع يعد نموذجا فريدا فى تكامل كل جهات وهيئات الدولة من أجل تحقيق الهدف، والابتعاد عن البيروقراطية المعتادة، كما أنه نموذج فى تعاون الحكومة والقطاع الخاص والأهالى، فى سيمفونية رائعة من المهم دراستها والاستفادة منها، فقد تكون نموذجا للتعاون بين جميع المؤسسات والجهات الرسمية والقطاع الخاص وأفراد الشعب. المشروع يجمع الجهات الرسمية فى الدولة كالوزارات، مثل جهاز الخدمة الوطنية، وجهاز تعمير سيناء التابع للجهاز المركزى للتعمير بوزارة الإسكان، الذى يتولى توفير التكلفة المالية للمشروع ويتولى تحديد نوع الزراعات المناسبة لكل مزرعة، وفقا لنوعية مياه البئر الموجود بها، والمناخ، وغيرها من العوامل الطبيعية، وإحدى شركات القطاع الخاص التى تتولى تجهيز الموقع منذ استلامه وتخطيطه وتقسيمه، ثم مباشرة كل أعمال التنفيذ بالاستعانة بالخبرات من المهندسين والعناصر البشرية من الأهالى، سواء من أهل سيناء المقيمين بالقرى النموذجية الجديدة، أو من أهل الوادى والدلتا الذين أصبحوا "السيناوية الجدد"، وبالتأكيد يتم المشروع بالتعاون مع وزارتى الزراعة والرى، وكذلك محافظتى شمال وجنوبسيناء، بل ووزارة الشباب والرياضة وغيرها من الوزارات. حياة جديدة وإذا كانت مشاكل سيناء معروفة منذ القدم، فإن مشروع المزارع المتكاملة يعد أحد الحلول غير التقليدية للكثير منها، وكان هدف الدولة أن تجمع الأهالى فى أماكن محددة، حتى تستطيع أن تقدم لهم الخدمات من شق الطرق وإقامة المساكن والمدارس والوحدات الصحية، وتوفير المرافق المختلفة من مياه وكهرباء (وربط هذه القرى النموذجية بالشبكة الموحدة للكهرباء) وأيضا ربطها بشبكة الطرق الرئيسية، بل وملاعب الكرة الخماسية، وغيرها من الخدمات. اليوم ومع مشروع المزارع المتكاملة، فإن حياة أهالى سيناء فى تلك المناطق تغيرت تماما، بدأوا طريقهم نحو الاستقرار فى تجمعات محددة، تقدم لهم الدولة سائر الخدمات، من الإسكان والمياه والكهرباء والتعليم والصحة. تم إنشاء البيوت البدوية فى التجمعات السكانية المقامة قرب المزارع النموذجية، بهاكل الخدمات، ولا تختلف عن أى منزل بالقاهرة أو الصعيد أو الدلتا، من مياه وكهرباء وطرق، كنواة ل "قرية سيناوية جديدة نموذجية". من جهة أخرى، فإن المشروع بات يغير من مجالات العمل بين أهل سيناء، الذين كانوا يعتمدون على الرعى، حيث بدأ ينتشر بينهم تعلم الزراعة، وأساليب الزراعة الحديثة، مثل الصوب الزراعية، وأساليب إقامتها، بل إن بعضهم قام بإنشاء بعض الصوب الزراعية على غرار الصوب التى يقيمها مشروع الزراعة المتكاملة، فى تحول جذرى لطبيعة العمل والحياة فى سيناء، لتصبح مثلها مثل باقى أنحاء قرى الدلتا والصعيد، مجتمعات تقوم على الزراعة والأنشطة المصاحبة لها. فوائد عديدة ربما يسأل أحدهم: كيف يساعد مشروع زراعى فى مواجهة الإرهاب؟ الإجابة وببساطة، أن إنشاء تجمعات سكانية للأهالى والسيناوية الجدد، فى شمال ووسط وجنوبسيناء، يعنى ببساطة أن تلك التجمعات الجديدة، والمزارع المجاورة لها، باتت حصونا ممنوعا على الجماعات والعناصر الإرهابية الاقتراب منها، وإلا سيتم اكتشافهم بسهولة، من سكان المنطقة، الذين لن يتوانوا لحظة عن الإبلاغ عن أى عناصر غريبة قد تقترب من مزارع الخير، أو من القرى النموذجية الجديدة، وبالتالى فإننا بصدد تحجيم قدرة العناصر الإرهابية على الحركة، وتضييق الخناق عليهم، وبهذا يتم قطع الطريق على الإرهاب فى أن يجد بيئة حاضنة له فى تلك أرض الفيروز. شرايين الحياة الطرق الجديدة التى تمت إقامتها فى شمال ووسط وجنوبسيناء، باتت شرايين الحياة، تشق الجبال والوديان والصحراء، وتربط كل مناطق سيناء، شمالها بجنوبها، وشرقها بغربها، كما تصل التجمعات الجديدة ومزارع الخير بالطرق الرئيسية.