بعد الأزمة الأخيرة التى شهدها حزب النور، بين جبهتي الدكتور عماد عبدالغفور، رئيس الحزب، والمهندس أشرف ثابت عضو الهيئة العليا للحزب، هدأت الأوضاع داخل الحزب بشكل كبير، إلا أن صدور بعض القرارات من قبل عدد من الأعضاء، يؤكد أن الأمور لا تسير بشكل طبيعى داخل الحزب. الدكتور يسرى حماد، نائب رئيس الحزب، والمتحدث الرسمى باسمه كان من أكثر المدافعين عن عبدالغفور ضد جبهة المهندس أشرف ثابت عضو الهيئة العليا للحزب، لكنه يكشف خلال حواره مع "بوابة الأهرام" عن أن هناك تربصًا لأبناء حزب النور من قبل البعض في محاولة لتشويه صور الرموز الاسلامية فى نظر شباب التيار الإسلامى، وإسقاط الحزب..وإليكم نص الحوار: *بعد انعقاد الجمعية العمومية لحزب النور والاتفاق على بقاء الدكتور عماد عبدالغفور رئيسا للحزب لما بعد الانتخابات التشريعية المقبلة.. كيف ترى الأوضاع داخل الحزب؟ **الأوضاع هدأت بشكل كبير، ونحن فى انتظار ما سيسفر عنه قرار مجلس الشيوخ، الذى تم الاتفاق على إعادة تشكيله أو توسيعه؛ ليضم عناصر يرتضيها الطرفان، ولكن ما يؤرق الأمور أحيانا وجود بعض القرارات التى تصدر عن بعض الشخصيات من هنا وهناك، والتى لا نعرف مصادرها ولا من الذى يقوم بترويجها مثل أن مجلس الشورى القديم هو الذى يحكم فى الانتخابات الداخلية للحزب، خلافا لما تم الاتفاق عليه. *ماذا عن موقفكم من المهندس أشرف ثابت ونادر بكار.. هل تم إقصاؤهم من الحزب بعد الأزمة الأخيرة التى حدثت؟ ** مازالوا يقومون بواجباتهم داخل الحزب ،وليس هناك أى قيود أو إجراءات ضد أحد من أبناء الحزب، فالمسئوليات متعددة لجميع أعضاء الحزب ولغة الإقصاء ليست موجودة، بل يجب أن يتسع الحزب لجميع أبنائه، دون تهميش لأحد من أبناء التيار السلفى، وأعتقد أن الجميع حريص على ذلك. * ما هى استعدادات حزب النور لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ ** رئيس الحزب الدكتور عماد عبدالغفور، كلفنى باختيار لجنة للاشراف على وضع برنامج حزب النور للانتخابات البرلمانية المقبلة،وكلف أيضا المهندس جلال المرة أمين عام الحزب، بتشكيل لجنة لوضع معايير وأسس لاختيار الشخصيات التى ستمثل الحزب فى الانتخابات المقبلة،وأعكف حاليا على اختيار عدد من أساتذة الجامعات من المشرفين على اللجان المتخصصة من أبناء الحزب وأمناء المحافظات، مع الاطلاع على الخطة القومية الموجودة حاليا لوضع برنامج الحزب. * وما هى أهم ملامح البرنامج الذى ستضعه؟ ** البرنامج يعتمد على وجود رؤية قومية فيما لو يستطيع الحزب أن يطبقها بصورة جيدة وفعلية، فى حال تكليف الحزب بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، بتشكيل وزارة أو تبنى مشروعات عملاقة، أو إعداد مشروع قومى يجتمع حوله جميع القوى السياسية المصرية،والصورة التى نطمح أن تكون عليها مصر بعد 20 عاما، بالإضافة إلى تبنى وضع معايير واضحة لكل الأعمال والوظائف داخل البلاد، بحيث يكون هناك ضوابط محددة لكل ما يتم إنجازه سواء فى الادارات الحكومية أو الخاصة، بالإضافة إلى مشاركة القانونيين من أبناء الحزب، لدراسة التشريعيات الموجودة حاليا، إلى جانب تبنى الحزب وضع تصورات للتشريعيات التى تحتاج إلى تعديل فى مجلس الشعب القادم مثل مكافحة الفساد الإدارى وإعادة هيكلة وزارة الداخلية وضبط الإدارة فى مصر ووضع قوانين رادعة للاجرام وحماية أراضى الدولة، وذلك من خلال الزيارات التى يقوم بها الحزب داخل الوزارات مع الوزراء ومسئولى الدولة والأفكار التى يتم طرحها. * هل الحزب سيسعى لتكوين تحالفات انتخابية فى انتخابات مجلس الشعب المقبل مع الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية أم سيخوض الانتخابات منفردا؟ ** حتى الآن لم تتضح صورة الانتخابات البرلمانية المقبلة.. هل ستكون بالقائمة أم بالفردى أو سيكون هناك خليط، لكن البعض داخل الحزب يرى ضرورة تكوين قائمة تخص الأحزاب ذات المرجعية الاسلامية فى مقابل التكتل الواضح للاتجاهات العلمانية والليبرالية، خاصة وأن الشعب ينظر إلى التيارات الإسلامية على أنها شيء واحد، وأن نجاح أى حزب سيضاف لرصيده وأن فشله سيؤثر سلبا عليه. * اللجنة المركزية للانتخابات الداخلية للحزب.. هل انتهت من تقاريرها بشأن البت فى مدى مشروعية هذه الانتخابات؟ ** ننتظر إعادة تشكيل مجلس الشيوخ، لعرض المشكلة بأكملها ،وقد تم تجميع عدد كبير من الشكاوى المقدمة من أبناء الحزب فى جميع المحافظات، على أن يتم عرضها على مجلس الشيوخ فى حال انعقاده، لحل هذه الأزمة، كما أن هذا الأمر لن يكون بعيدا عن سمع وبصر مجلس أمناء الدعوة السلفية، بصفته مجلس الحكماء والمسئول عن الكيان المؤسسى لجميع مؤسسات الدعوة السلفية. *الجبهة السلفية اتجهت لتأسيس حزب "الشعب" فى ظل وجود حزب النور "السلفى" فى رأيك ما الهدف من ذلك ؟ **المجال السياسى ليس حكرا على أحد ،وكنت أتمنى حزبا ذات مرجعية إسلامية شرعية يمثل جميع أبناء التيار الاسلامى، حتى يتمكن من جمع كافة المتخصصين وأصحاب الرؤية والخبرة داخل كيان واحد، الأمر الذى يعطى ثقل وخبرة شديدة لهذا الكيان ،ولكن بعد أن أصبح الأمر كما نرى أعتقد أن من حق كل من يرى نفسه قادرًا على قيادة منظومة سياسية قادرة على طرح صورة مختلفة وإبراز قادة للفكر والرأى يمكن أن يكون إثراء للحياة السياسية المصرية،وفى النهاية سيتمكن من الفوز بثقة المواطنين مادام لديه رؤية سياسية حقيقية وكفاءات وخبرات قادرة على إعادة البناء والعطاء. * مسودة الدستور التى أنتجتها الجمعية التأسيسية لاقت الكثير من الهجوم والانتقادات خاصة فى أبواب الحريات وتطبيق الشريعة الاسلامية كيف ترى ذلك ؟ ** المشروع الإسلامى كله يعتمد على تطبيق شرع الله سبحانه وتعالى، وأن تكون الأحكام الشرعية سواء كانت مستمدة من كتاب الله أو من صحيح سنة الرسول عليه الصلاة والسلام واقعا ملموسا فى حياة الأمة خاصة بعد أن استطاعت الحملة الفرنسية ومن بعدها الكيان الانجليزى تهميش دور الشرع والأحكام الشرعية فى حياة المسلمين ، حتى أصبحنا نستمد كل القوانين فى دستورنا من مذاهب الشرق والغرب بدون رؤية أو معرفة الكنز الثمين الذى بين أيدينا متمثلا فى الأحكام الشرعية، وهو مبدأ ثابت لن نتخلى عنه سواء كنا داخل السلطة أو خارجها، وأعتقد أن مئات الآلآف التى سجنت وعذبت واعتقلت خلال العهود السابقة كانت بسبب إصرارها على أن تكون الشريعة الاسلامية هى المصدر الرئيسى والأساسى الوحيد فى إدارة الحياة داخل بلادنا. * لكن كيف ترى الهجوم الحاد على المادة المتعلقة بتطبيق الشريعة الاسلامية فى مسودة الدستور؟ ** البعض يهاجم بناء على رؤيته الغربية وتأثره بفكر الغرب، وجهله الشديد لأحكام الاسلام والثروة العظيمة التى بين أيدينا، كما أن البعض يعتقد أن بإمكانه أن يختار من بين المناهج المعروضة عليه فيقوم بوضع حكم الله بجانب أحكام التى هى من اختراع البشر ويقارن بينها على أنها فى منزلة واحدة، وهناك قلة تكره كل ما هو إسلامى ويعملون كطابور خامس فى بلاد المسلمين وهؤلاء معروفون بأسمائهم واستعانتهم لبعض المنظمات المشبوهة من الشرق والغرب ، حيث أن هناك بعض الشخصيات التى تقوم بزيارة بعض المحافظات لاقناع النخب من أساتذة الجامعات بالتعاون معهم لرفض أحكام الشريعة ومنع التحاكم إلى كتاب الله من خلال الدستور القديم. * هل ستضعون هذه الأحكام عقب استفتاء الشعب على الدستور ؟ ** هناك العديد من الأعمال والتجهيزات التى ستسبق هذه الخطوة، حيث يشارك فيها الحاكم والحكومة والشعب وجميع مؤسسات الدولة لتهيئة المجتمع لذلك ،وتوفير المناخ الصالح. *هل تطبيق الشريعة الإسلامية فى المجتمع يعنى منع المرأة من العمل ؟ **الشريعة لم تأتى لمنع المرأة من العمل، لكننا نتحدث عن ما هو الأفضل بالنسبة للمرأة، وبلا شك أن قيامها على رعاية الأسرة وتنشئة الأجيال القادمة وغرس القيم والأخلاق النبيلة فى نفوس الأبناء، لكن المجتمع المصرى يحتاج إلى دور المرأة فى مئات الوظائف الموجودة فى الدولة، والتى بلا شك كثير منها لا يستطيع أن يؤديه الرجال بنفس الكفاءة التى تستطيعها المرأة، نظرا لخبرتها فى كثير من المجالات مثل تعليم الأطفال والطب وعدد كبير من الوظائف التى ستساهم فيها المرأة بكل تأكيد، ولكن لا يوجد مانع من أن توفر الدولة سبل الرعاية والحماية للسيدات العاملات وأطفالهن حتى تتمكن المرأة العاملة من أداء المطلوب منها بكل كفاءة. كما أننا نرفض الصورة الغربية لعمل المرأة التى يتبناها البعض مثل مزاحمتها للرجال فى جميع المجالات كالأعمال البدنية والقتال فى الجيوش ،وكذلك الأعمال التى تحتاج إلى السهر والتواجد الدائم خارج المنزل. *إذن ما المقصود بتطبيق شرع الله.. هل تطبيق الحدود؟ ** البعض يفهم أن تطبيق الشرع هو الحدود، ولكن الشريعة الإسلامية تتناول جميع مناحى الحياة فيما يخص العبادة والعقائد وأصول الحكم والشورى والقضاء والأسرة والأخلاق والمعاملات المالية وغيرها من تعامل الدولة الاسلامية مع جيرانها من الدول الأخرى، ثم تأتى بعد ذلك العقوبات كما هو فى أى قانون موجود على وجه الأرض لاقامة الأمن والأمان داخل المجتمع المصرى، كما أن العقوبات تتميز أنها من عند الله سبحانه وتعالى، فليست من صنع البشر ،وبالتالى تقام على الجميع حكاما ومحكومين بدون أى استثناء لأحد. * هناك انقسام بين الأحزاب الاسلامية فى مليونية تطبيق الشريعة الاسلامية التى دعا إليها عدد من الأحزاب والائتلافات الاسلامية وما هو موقف حزب النور منها ؟ ** لا أعتقد أبدا أننا سنتمكن من إقامة شرع الله من خلال مليونيات ومظاهرات ،ولكن علينا بذل المزيد من الجهد فى تعليم أبناء المسلمين مبادئ وأحكام الشريعة، حتى يصبح مطلبا شعبيا عاما،ولذا فحزب النور يرفض المشاركة فى المليونية، على اعتبار أن أمامنا الكثير داخل الجمعية التأسيسية لم ينته بعد،وكثيرا من الأعمال قد تم إنجازه بالاتفاق والتحاور بين الأعضاء، وكثير منهم لا يقل حبا وتمسكًا وحرصًا على مصلحة الوطن، ثم يأتى بعد ذلك دور الجمعية التأسيسية فى التصويت على جميع مواد الدستور ،وبعد ذلك دور الندوات الشعبية التى نستطيع من خلالها توجيه أبناء شعب مصر، بعد ان نكون قد استغرقنا جهدا لإقناع الآخرين بحتمية إقامة شرع الله، فى مقابل الجهات الاعلامية التى تظهر للناس ظلما وعدوانا أن الشريعة ليست رحيمة بالخلق وأنها لتعذيب العباد. * ماذا عن طبيعة التعاون مع رئيس الجمهورية وحزب الحرية والعدالة فى المرحلة المقبلة؟ ** نرحب بأى تعاون مع أى حزب ذات مرجعية إسلامية سواء على مستوى الدولة أو فى أى مشروع من شأنه النهوض بأى ناحية من نواحى الحياة فى مصر، كما أن التعاون مع مؤسسة الرئاسة فى تنفيذ مشروعات تنموية تعود بالنفع على البلاد أو مدها بأى أفكار فهى بلا شك مسألة قومية يجب أن نتعاون فيها جديا، لأن أى نجاح للرئيس هو نجاح لمصر كلها ،وكذلك نجاح للمشروع الاسلامى الذى نضعه نصب أعيننا تحقيقه سواء بأيدينا أو بأيدى أى تيار إسلامى آخر، لذلك نقف وراء الرئيس بكل ما لدينا من قوة وسوف نساهم فى تنفيذ أى مشروع قومى. * حضور الدكتور عماد عبدالغفور، رئيس الحزب، احتفالات السفارة التركية أثار غضب بعض من قيادات الدعوة السلفية بم تفسر ذلك ؟ ** البعض تسرع وأطلق استهاجانات من هنا وهناك ظنًا أن هذا هو عيد الاستقلال فى تركيا هو نفسه إعلان سقوط الخلافة الاسلامية ،ولكن أن دارس للتاريخ يعرف أن عيد الاستقلال هو استقلال الإنجليز لتركيا، حيث تم جلاء الانجليز عام 1923، أما إعلان كمال الدين أتاتورك كان بعد ذلك ب6 شهور فى مارس 1924، الأمر الذى يعنى أن هناك تريص من أبناء حزب النور من قبل البعض فهناك محاولات لتشويه صور الرموز الاسلامية، حيث أن الطعن فيها يؤدى إلى إسقاطها فى نظر شباب التيار الإسلامى.