تكتسي الكعبة المشرفة كسوتها الجديدة ابتهاجًا بضيوف الرحمن "يوم عرفة" أعظم أيام الله الذي يوافق بعد غدٍ الخميس التاسع من ذي الحجة. تسلم الكسوة الجديدة كبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبدالقادر الشيبي الأربعاء الماضي (الأول من ذي الحجة) من الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، جريا على العادة السنوية التي تتم في مثل هذا اليوم من كل عام. ويتم تغيير كسوة الكعبة مرة في السنة وذلك خلال موسم الحج، والكسوة التي يتم إزالتها من الكعبة تقطع إلى قطع صغيرة ويتم إهداؤها إلى كبار الشخصيات الإسلامية. وتصنع كسوة الكعبة بمصنع "أم الجود" بمكة المكرمة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود، ويستهلك الثوب الواحد 670 كجم من الحرير الطبيعي، ويبلغ مسطح الثوب 658 مترًا مربعًا، ويتكون من 47 طاقة قماش، طول الواحدة 14 مترًا بعرض 95 سم، وتبلغ تكاليف الثوب الواحد للكعبة حوالي 20 مليون ريال سعودي.. ويبلغ عدد العاملين في إنتاج الكسوة 240 عاملا وموظفا وفنيا وإداريا. وكسوة الكعبة منقوش عليها عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، "الله جل جلاله"، "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، "يا حنان يا منان". كما يوجد تحت الحزام على الأركان سورة "الإخلاص" مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. ويبلغ إرتفاع الثوب 14 مترًا، ويوجد في الثلث الأعلى من هذا الارتفاع حزام الكسوة بعرض 95 سنتمترًا، وهو مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية ومحاط بإطارين من الزخارف الإسلامية ومطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويبلغ طول الحزام 47 مترًا، ويتكون من ستة عشره قطعة. كما تشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة المصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص، ويبلغ ارتفاعها سبعة أمتار ونصف المتر وبعرض أربعة أمتار مكتوبا عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية ومطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب، وتبطن الكسوة بقماش خام. كما يوجد ست قطع آيات تحت الحزام، وقطعة الإهداء و11 قنديلا موضوعة بين أضلاع الكعبة، ويبلغ طول ستارة باب الكعبة 7.5 متر بعرض أربعة أمتار مشغولة بالآيات القرآنية من السلك الذهبي والفضي، وعلى الرغم من ميكنة الإنتاج، فإن العمل اليدوي ما زال يحظى بالاهتمام. وتستبدل في الوقت الحاضر كسوة الكعبة الخارجية مرة كل عام، أما الكسوة الداخلية للكعبة ذات اللون الأخضر، فلا تستبدل إلا على فترات متباعدة، لعدم تعرضها للعوامل الجوية، مما يساعد على حمايتها وتماسكها لفترات طويلة. وتوقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة لما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها. ففي عام 1927م أصدر الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود أمرًا ملكيًا بتشييد مصنع أم القرى لصناعة الكسوة الشريفة، وبعد ذلك قبل نحو 50 عامًا وفي يوم السبت الثامن من مارس 1977م، افتتح مصنع الكسوة الجديد بأم الجود بمكة المكرمة، في عهد الملك خالد وكان الملك فيصل قد وضع حجر الأساس لهذا المصنع الذي يضم أقساما مختلفة لتنفيذ مراحل صناعة الكسوة، ابتداء من صباغة غزل الحرير، ومرورا بعمليات النسيج، وعمليات التطريز، وإنتهاء بمرحلة التجميع. ويعمل في هذا المصنع حوالي (240 فنيا) بالإضافة إلى الجهاز الإداري للمصنع، بإشراف الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي التي أسند إليها الإشراف على المصنع منذ عام 1993م.