** ما حذرت منه منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، حدث، وواصل فريق ليفربول الإنجليزى الذى يلعب له نجمنا محمد صلاح، طريق الانهيار والتراجع، وفقد لاعبوه ذاكرة الانتصارات، واللعب الجميل، وتوالت الهزائم بوجه خاص فى ملعبه أنفيلد الذى كان قلعة حصينة لا يجرؤ أى منافس على التسجيل فيها، بل كان فوز الريدز على ملعبه هو القاعدة الأساسية، ولم يكن لها أي استثناء، فما الذى حدث؟! أصبح هذا الملعب مستباحًا لكل من هب ودب، وفقد الفريق انسجامه وتناغم خطوطه، والمصيبة الأكبر كانت في خط دفاعه الهش، وحارس مرماه البرازيلي أليسون بيكر، الذي أعاد إلى ذاكرتنا فضيحة الأهداف الخمسة التى اهتزت بها شباك مرماه، عندما كان حارسًا لمرمى فريق إيه إس روما الإيطالى قبل مجيئه لليفربول، ووقتها ساهم نجوم الريدز صلاح ومانيه وفيرمينو فى تسجيل الأهداف الخمسة فى مرماه فى بطولة دورى الأبطال الأوروبي"الشامبيونزليج". ويبدو أن أليسون قد عاوده الحنين لارتكاب الأخطاء القاتلة، بل والكارثية التى تسببت فى خسارة فريقه فى أكثر من مباراة فى الأسابيع الأخيرة من الدورى الإنجليزى "البريمييرليج" هذا الموسم. ولكن.. ماذا كانت نتيجة هذا التراجع المخزى فى النتائج وبوجه خاص فى البريمييرليج؟! ابتعد الفريق تمامًا عن المنافسة، ليس على صدارة البطولة فحسب، وإنما أيضًا أصبح مهددًا بصورة كبيرة بعدم القدرة على حجز مكان بين الأربعة الأوائل الذين يلعبون فى الشامبيونزليج الموسم المقبل، بل ربما فشل وأنا هنا لست متشائمًا فى الحصول على أحد المركزين الخامس أو السادس المؤهلين للدورى الأوروبى "يوروبا ليج"!!. وإذا كنت قد عنونت مقالاً سابقًا لى منذ ما يقرب من الشهرين ب"حتى لا تتركهم الجماهير يمشون وحدهم!"، فإننى أعود وأقول: يبدو أن هذه الجماهير ستسير وحدها فعلًا، ما لم يلحق اللاعبون ومديرهم الفنى الألمانى يورجن كلوب، أنفسهم ويحاولوا تحسين الصورة على الأقل، بالقتال من أجل العودة إلى المربع الذهبى، أو أحد المركزين الخامس أو السادس على أسوأ تقدير فى البريمييرليج، والتصميم فى الوقت نفسه على تحقيق نتيجة إيجابية فى دورى الأبطال الأوروبى "الشامبيونزليج"، الذى يلعبون فيه مباراة العودة لدور ال16، يوم 10 مارس المقبل ضد فريق لايبزج الألمانى، الذى سبق أن فازوا عليه فى الذهاب 2/صفر. والذى يدهشنى حقًا، الحالة السيئة التى وصل إليها الألمانى كلوب الذى أعده واحدًا من أفضل المدربين فى الدورى الإنجليزى، ولكنه خذلنى، وأراه بات يؤلف كثيرًا، وينفعل أكثر بمناسبة وبدون مناسبة، سواء على حكام الساحة أو الفار، ولم يكن كلوب يفعل ذلك فى الموسم الماضى عندما كان فريقه ينطلق بسرعة الصاروخ نحو إحراز اللقب، ولا فى العام السابق له عندما أحرز بطولة دورى الأبطال "الشامبيونزليج". فما الذى حدث؟ هل أفلس الرجل؟ هل الغيابات الكثيرة والإصابات المتتالية وحدها هى السبب؟ وهل سوء معاملته لنجوم الفريق وفى مقدمتهم صلاح، عندما رفض منحه شارة الكابتن فى إحدى المباريات التى غاب فيها كل النجوم القدامى بسبب الإصابة، وأعطاها لأصغر اللاعبين سنًا (ألكسندر أرنولد)؟ هل نضب معين أفكاره ولم يعد عنده جديد يقدمه بعد أكثر من 5 سنوات مع هذا الفريق الإنجليزى؟ وهل السبب عدم التعاقد مع نجوم من طراز عالمى، خاصة فى مركزى قلب الدفاع، خلال الميركاتو الشتوى الأخير؟ وهل وهل وهل...؟ أسئلة كثيرة تدور بالرأس، وربما كانت كلها مجتمعة وراء هذا التدهور غير المسبوق لليفربول فى عهد كلوب. وظنى وأنا أكتب هذا الكلام قبل مباراة ليفربول ضد شيفيلد يونايتد فى البريمييرليج يوم الأحد الموافق أول مارس 2021 أن الريدز إذا لم يستيقظوا ويفيقوا بتحسين نتائجهم خلال شهر مارس الجارى، فلا يلومن إلا أنفسهم!! لأنهم وقتها سيسيرون وحدهم فعلًا إلى الهاوية. ولا يبقى سوى أن أكرر حزنى وأسفى الشديد على هذا التراجع فى المستوى العام لليفربول ونجومه، والمثير لدهشتى فى كل هذه الغيوم التى تحيط بهذا الفريق، وبعد هذه الخسائر المتتالية، أن أرى نجمنا محمد صلاح مازال حتى كتابة هذه السطور، هو الهداف الأول للدورى الإنجليزى برصيد 17 هدفًا، بعد أن سبق وفاز بهذا اللقب موسمين متتاليين!. وفى الختام أقول: إذا كنت وجهت حديثى منذ أسابيع طويلة لصلاح، وقلت له: "ابق يا أبومكة مع الريدز ولا تغادر، فمستقبلك هناك"، فإننى قد أغير رأيي الآن وأقول له: فكر جيدًا وافعل ما تراه صالحًا لك، فأنت دون غيرك الأعلم بوضعك فى النادى، وما إذا كنت مستريحًا، أم أصبحت مترددًا ومتشككًا فى مستقبلك هناك.