** على امتداد أكثر من ثلاث سنوات، أتابع بشغف واهتمام أداء نجمين شابين في عالم الكرة العالمية، من شدة إعجابي بهما وبأسلوب كل منهما في التحرك والمراوغة وتسجيل الأهداف من جميع الأوضاع، وبالقدمين، وأتوقع لهما أن يكونا "فرسي الرهان" خلال السنوات العشر القادمة، مثلما كان الثنائي المذهل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو أهم لاعبين خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، مع احتمال استمرار "البرغوث " و"الدون" على القمة لموسمين أو ثلاثة قادمين، وإن كان مستواهما قد تراجع كثيرًا هذا الموسم على وجه الخصوص. هذان النجمان الشابان هما: الفرنسي كيليان مبابي المولود في 20 ديسمبر 1998 (22 سنة) لاعب باريس سان جرمان والنرويجي إيرلينج هالاند المولود في 21 يوليو 2000 (20 سنة) لاعب فريق بروسيا دورتموند الألماني.. فكل العيون تراقبهما وتستمتع بأدائهما وأهدافهما الرائعة، وجميع المدربين ورؤساء الأندية وملاكها يطمعون في الحصول على خدمات أي منهما، كل في فريقه. مبابي وهالاند نجحا في أن يلفتا الأنظار بشدة، بأدائهما الرائع وبأهداف كل منهما، وهما يخطوان خطواتهما الأولى في عالم الساحرة المستديرة .. - الأول مبابي وهو الأكبرسنًا استطاع بتألقه المبكر مع ناديه السابق موناكو، أن يقنع ديدييه ديشامب المدير الفني لمنتخب فرنسا بضمه في رحلة التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا، وكان عند حسن ظنه، وأسهم بدورفعال في تأهل "الديوك" للمونديال، كما لعب دورًا كبيرًا في فوزهم بالبطولة، ولم يختلف الحال كثيرًا عما فعله مع ناديه باريس سان جرمان خلال السنوات الثلاث الأخيرة، منذ انتقاله على سبيل الإعارة من نادي موناكو في 2017، ثم شرائه بعد ذلك بصفة نهائية في 2018، حيث كان له دور فعال ومؤثر للغاية في الفوز ببطولة الدوري الفرنسي "ليج آن" في المواسم الثلاثة على التوالي، فضلًا عن الوصول إلى نهائي دوري الأبطال"الشامبيونزليج" الموسم الماضي. أما عن أرقامه الفردية، فحدث ولا حرج، ويكفي أن نعرف إنه وهو في هذه السن الصغيرة يهدد نجومًا فرنسيين كبارًا، وأيضًا نجومًا عالمية في عدد الأهداف التي يسجلها، على مستوى البطولات المحلية، أو في دوري الأبطال "الشامبيونزليج". والثاني هالاند، ظهرت موهبته مبكرًا جدًا عندما كان لاعبًا في فريق ريد بول سالزبورج النمساوي، قبل أن يخطفه بروسيا دورتموند مقابل عشرين مليون يورو فقط .. وهو ماكينة أهداف لاتهدأ ولا تكل مثله في ذلك مثل مبابي، ولعلنا لا ننسى ما فعلاه في آخر مباراة لفريق كل منهما في الشامبيونزليج الأسبوع الماضي عندما سجل مبابي ثلاثية "هاتريك" في شباك من؟! برشلونة بجلالة قدره، وأين؟! في ملعب كامب نو معقل البارسا، وفي وجود من؟! العظيم ميسي الذي لم يفعل شيئًا سوى تسجيل هدف من ركلة جزاء!... وهي الثلاثية التي حفزت هالاند للتسجيل في مباراة فريقه هو الآخر ضد أشبيلية الإسباني، فسجل النجم النرويجي الشاب هدفين في مرمى هذا الفريق الأندلسي في عقر داره، وخرج هالاند بعد المباراة ليقول: أشكر مبابي لأنه فتح شهيتي للتسجيل مثلما فعل هو مع النادي الكتالوني. ولست هنا بصدد سرد تفاصيل أرقام كل من هذين الفتيين الذهبيين، وإنما أردت فقط التركيز على إنهما لاعبان موهوبان ويستحقان عن جدارة أن يكونا على قمة الساحة الكروية العالمية هذه الأيام والأيام القادمة. ولكن الشيء الوحيد الذي قد يعرقل مسيرة تألق هالاند، تمسكه بالبقاء في نادي بروسيا دورتموند، وهو ليس من أندية القمة في العالم، ولهذا أنصحه بأن يبحث عن ناد عريق يلعب له وأعلم تمامًا أن ريال مدريد وليفربول ومانشستر يونايتد وأندية أخرى كبيرة كثيرة تتمنى أن يلعب لها .. واستجابته هي التي ستضعه في مكانة أخرى مختلفة تمامًا عن وضعه مع ناديه الألماني. أما مبابي، فوضعه أفضل حاليًا لأنه يلعب في فريق بطل هو باريس سان جرمان، ويحتكر بطولة الدوري في بلاده، والأهم من ذلك أنه حصل مع منتخب بلاده على بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، كما وصل مع ناديه إلى نهائي بطولة دوري الأبطال "الشامبيونزلج" الموسم الماضي، وقادر هذا الموسم على إحراز هذه البطولة، بعد أن نجح في توجيه جرس إنذار شديد اللهجة إلى جميع الفرق المشاركة فيها، بعد فوزه الكبير 4/1 على برشلونة في عقر داره، ما يجعل مباراة العودة في باريس يوم 10 مارس القادم، مباراة تحصيل حاصل، وربما شهدت فضيحة جديدة للبارسا! مرة أخرى أقول لكل عشاق كرة القدم: تابعوا باهتمام وشغف هذين النجمين الصاعدين بسرعة الصاروخ، لأنهما لو حافظا على نفسهما، سيكون لهما شأن آخر في قادم المواسم، ربما – أقول ربما - لن يقل كثيرًا عما فعله ميسي ورونالدو طوال 15 سنة.