الخبراء: العالم يبحث عن المحاصيل النظيفة والتعاون مع الحجر يدفع التصدير للأمام النظم الحيوية تتيح فرصًا اكبر لزيادة الصادرات المصرية الحجر الزراعى: فتح السوق اليابانية للبرتقال المصرى استغرق 9 سنوات أصبحت الزراعة العضوية أمل مصر لزيادة صادراتها الزراعية، وفى الوقت نفسه باتت حلما لكل المزارعين لإنتاج محاصيل نظيفة خالية من متبقيات المبيدات، وقادرة على المنافسة فى الأسواق العالمية، خاصة أن تلك الأسمدة وملحقاتها، من الأساليب الحيوية لمقاومة والآفات، ليس لها أى أضرار على البيئة، او على مستخدمها من المزارعين، ولا تغير فى تركيبة التربة الزراعية او تقلل من جودتها، بعكس الأسمدة الكيماوية التى يؤدى الإفراط فيها بهدف زيادة الإنتاجية، فضلاً عن عن حدوث ضرر كبير بالثمار وضعف فى إنتاجية المحاصيل الزراعية، وخلل فى تركيبة التربة وجودتها. «الأهرام التعاونى» تسلط الضوء على فرص مصر للمنافسة فى اسواق أوروبا والعالم بالمحاصيل الزراعية الخالية من متبقيات المبيدات، وخطورة الأسمدة الكيماوية وتأثيراتها الضارة على التنمية الزراعية . قال الدكتور محمد فتحى سالم أستاذ أمراض النبات ورئيس وحدة الزراعة الحيوية بجامعة السادات، انه استطاع بالتنسيق مع علماء وحدة الزراعة الحيوية ابتكار أحد أنواع السماد الحيوى الذى يعتمد على المعالجة بالسماد البلدة العضوى بطريقة الكمر، وكل نبات له أسلوب خاص به ليتم تسميده بالسماد الحيوى، الذى أعطى إنتاجية مضاعفة لمحاصيل الخضر مثل الطماطم والخيار والكرنب والفول البلدى والبطاطس ومعظم محاصيل الفاكهة كالموالح والفراولة والعنب والموز وغيرها، لافتا إلى أنه له تأثير ساحر على محاصيل مثل الأرز الذى ضاعف إنتاجية الفدان فيه بمساعدة علماء مركز البحوث الزراعية إلى 6 أطنان للفدان، وكذلك القمح والذرة الصفراء. وأوضح سالم أن العالم يتجه الآن وبقوة لاستخدام الأسمدة الحيوية لإنتاج محاصيل اورجانيك بدون اى متبقيات للمبيدات فى الثمار، بهدف زيادة تصدير الحاصلات الزراعية، والحفاظ على صحة المستهلك والمزارع ورفع إنتاجية الأراضى وتحسين صفات التربة وتنقيتها من الأملاح وترسيبات المواد الكيماوية المترسبة بين طبقاتها خاصة فى أراضى الوادى والدلتا التى انخفضت إنتاجيتها بسبب الأسمدة والمبيدات الكيماوية، مشيرا إلى نجاح علماء مركز البحوث الزراعية بالتنسيق مع وحدة الزراعة الحيوية بجامعة السادات، فى مضاعفة إنتاجية الأرز والفراولة وبعض محاصيل الخضروات والفاكهة فى أراضى الدلتا وبعض الأراضى الصحراوية، بشرط الامتناع نهائيا عن استخدام أى مركبات كيمائية. وكشف سالم، ان مصر نجحت فى زراعة عدد كبير من المحاصيل الأورجانيك وفتح أسواق جديدة لتصديرها لدول أوروبا وأمريكا والدول العربية مثل الفراولة وذلك باستخدام نظم الزراعة الحيوية وحققت أعلى إنتاجية وبجودة عالمية مع أقل تكلفة للفدان وأفضل سعر للمنافسة بأسواق أوروبا والعالم، لافتا إلى أن الإنتاجية تضاعفت من حيث حجم المحصول والثمار وجودتها، وأكد تحليل العينات قبل تصديرها خلوها تماما من اى متبقيات للمبيدات أو الأسمدة الكيماوية وأشار سالم إلى نجاح علماء مركز البحوث الزراعية بالتنسيق مع وحدة الزراعة الحيوية بجامعة السادات فى زراعة محاصيل مثل الباذنجان والخيار والثوم والخس والكرنب وتحقيق إنتاجية مرتفعة، لافتا الى السماد الحيوى تتم معالجته بالأسمدة البلدية او المخلفات الحيوانية بأسلوب الكمر لمدة شهر قبل استخدام السماد الحيوى على التربة الزراعية، لضمان تحقيق أعلى نمو فى المجموع الخضرى وعدد الثمار الذى يؤدى لتحقيق أعلى إنتاجية للفدان، وبالتالى زيادة دخل المزارع وفتح أسواق جديدة أمام المحاصيل المصرية الخالية من متبقيات المبيدات والتى يتهافت عليها العالم اشتراطات التصدير وأكد الدكتور أحمد العطار، مدير الإدارة المركزية للحجر الزراعي، ان الحجر الزراعى المصرى يلتزم باشتراطات الأسواق التى يتم التصدير اليها، ومعظمها تهدف لاستيراد المحاصيل النظيفة والخالية من متبقيات المبيدات، سواء كانت منزرعة بنظام الأورجانيك او بالأسمدة الكيماوية التى تستخدم بنظام علمى مدروس بحيث لا تزيد بها نسبة متبقيات المبيدات، لافتا إلى انه لا توجد دولة تشترط ان جميع المحاصيل الزراعية القادمة اليها تكون بنظام الأورجانيك. وأوضح العطار ان جميع الدول تلتزم باتفاقية الكودكس العالمية التى تحدد اشتراطات المحاصيل التى تدخل إلى الأسواق العالمية، وهى التى تحدد نسبة متبقيات المبيدات لمعظم الدول، لافتا إلى ان الإتحاد الأوربى له معايير خاصة كما وضعت دول الخليج معايير تناسبها وتعد من أصعب الاشتراطات الخاصة بخلو المحاصيل الزراعية تماما من متبقيات المبيدات، لافتا إلى ان معمل متبقيات المبيدات بوزارة الزراعة يقوم بتنفيذ كل هذه المعايير سواء للدول التى تشترط المحاصيل الأورجانيك وهى معظم الدول تقريبا او للدول التى تناسبها اتفاقيات الكودكس العالمية. وفى تصريح خاص للأهرام التعاونى، أكد العطار ان الحجر الزراعى المصرى نجح فى اختراق وفتح أسواق جديدة للمنتجات الزراعية المصرية خلال 3 سنوات فقط، لافتا إلى ان فتح الأسواق الجديدة هى عملية معقدة جداً وتتم بين الحجر الزراعى المصرى ونظيره لأى دولة نريد التصدير إليها، وبالتالى كل الدول التى قمنا بالتصدير اليها نفذنا فيها الاشتراطات الفنية المطلوبة للمحاصيل الزراعية المصرية والتى لم تخرج عن التأكد من سلامة الثمار والمحاصيل وجودتها وخلوها من متبقيات المبيدات لافتا إلى ان فنح سوق واحد يحتاج من سنة إلى 4 سنوات، ولكن بفضل تعاون كل أعضاء الحجر المصرى مع المصدرين المتفاهمين لحاجة العالم إلى المحصول الخالى من المبيدات، تم فتح 38 سوقا جديدا وهو انجاز كبير، خاصة ان هناك أسواق متشددة جدا فى معايير سلامة الغذاء وجودته مثل اليابان واستراليا ونيوزلندا والصين. وشدد العطار على ان جميع المحاصيل التى يتم تصديرها او التى تباع بالأسواق المحلية، يتم عمل التحاليل اللازمة لها والتى تؤكد سلامتها للمستهلك وخلوها من متبقيات المبيدات من خلال لجنة المبيدات بوزارة الزراعة، لافتا إلى ان المصدر المصرى بدأ يتعود على انتاج المحاصيل النظيفة بزراعتها بدون اى مواد كيماوية سواء بنظام الأورجانيك او بأى نظم للزراعة الحيوية لسهولة تصديها ويقوم بالتسويق باقى الكميات بالسوق المحلى لمحاصيل النظيفة. فضل الحجر الزراعى أما عبد الحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، فقال ان تصدير الحاصلات الزراعية المصرية موسم 2020 بلغ اكثر من 4 ملايين طن بقيمة تزيد على 2 مليار دولار، وذلك بفضل التعاون مع الحجر الزراعى المصرى الذى نجح فى فتح اسواق جديدة امام الحاصلات الزراعية المصرية خاصة فى التصدير لأسواق اليابان والصين، لافتا إلى ان المصدرين المصريين ايقنوا ان العالم يبحث عن الثمرة النظيفة، والمحصول الخالى من متبقيات المبيدات، وان زمن الأسمدة الكيماوية سوف يصبح من الماضى، لأن كل دول العالم تتجه الآن للزراعات الحيوية وانتاج المحاصيل الأورجانيك الخالية من المبيدات تماما . واوضح الدمرداش، ان مصر على اعتاب عصر جديدة من الزراعات الحيوية بعد نجاح الزراعة بالأسمدة الحيوية التي بلغ إنتاجها أضعاف السماد الكيماوى وبأعلى جودة وخالية تماما من اى مبيدات او متبقيات أسمدة، كما توفر المياه ومدخلات الإنتاج الزراعى، وليس بها أى ضرر سواء للبيئة او للمستهلك، لافتا إلى ضرورة قيام الدولة بتشجيع الزراعات الحيوية بديلا عن الأسمدة الكيماوية لزيادة حجم الصادرات وتوفير المحاصيل الزراعية الصحية للمستهلك المصرى. ونوه بأنه سيتم عمل العديد من الورش والندوات لشباب المصدرين لخلق المصدر الواعى لظروف الأسواق العالمية الباحثة عن الثمرة النظيفة وتعزيز قدراتهم وتوعيتهم بأهمية الزراعات بالأسمدة الحيوية بديلاً عن السماد الكيماوى. قانون الزراعات الحيوية على صعيد متصل، أكد حسين ابو صدام نقيب الفلاحين، ان قانون الزراعات العضوية، تمت مناقشته فى مجلس النواب 2020 والموافقة عليه، لبدء اعتماد الأسمدة الحيوية فى الزراعة بهدف رفع انتاجية الأراضى القديمة فى الوادى والدلتا، وتحقيق أعلى إنتاجية من الأراضى الصحراوية، لزيادة تصدير المحاصيل الزراعية المصرية الخالية من متبقيات المبيدات إلى أسواق اوروبا والعالم، لافتا إلى ان لائحة القانون التنفيذية لم تصدر حتى الآن وهو ما يؤخر تنفيذ القانون والتوسع فى الزراعات بالنظام الحيوى. واوضح ابو صدام، ان اكثر من 50 مركب للزراعة العضوية موجودة فى مصر وبعضها تنتجها وزارة الزراعة، ولكن حتى الآن لم يتم التوسع فى الزراعة بها بالرغم من انها تستخدم بدمجها ببعض أنواع الأسمدة العضوية لإعادة الحياة للتربة وإصلاح ما افسدة أملاح السماد الكيماوى،، لافتا إلى ان التأخر فى إصدار اللائحة التنفيذية لقانون الزراعات الحيوية يعرقل فرص مصر لتصدير الحاصلات الزراعية لأسواق العالم وأوضح ابو صدام أن السماد الحيوى يضاعف إنتاجية الفدان، لانه يعالج بالسماد البلدى عن طريق الكمر لمدة 30 يوما قبل الزراعة، كما يعمل على أصلاح التربة الزراعية ومدها بالبكتيريا الصالحة التى تغذى الجزور والأوراق وتنتج أفضل ثمرة زراعية خالية من اى متبقيات مبيدات، كما تجعل التربة نفسها تقاوم الأمراض الفطرية والحشرات، لافتا الى إنها تصلح لجميع أنواع الزراعات وفى كل المحاصيل، وتعمل بنظام خاص للتسميد كل محصول، وهى قادرة على رفع دخل الفلاح فى محاصيل مثل البرتقال والبطاطس والخرشوف والبصل والثم وغيرها نتيجة مذهلة وقال عبد الجواد إبراهيم مزارع ومنتج للفراولة، انه زرع 6 أفدنة بالفراولة مستخدما لأول مرة التسميد الحيوى، كما استخدم مادة حيوية جديدة لمكافحة الآفات الزراعية ورش الأوراق بديلا عن المبيدات الكيماوية، وكانت النتيجة مذهلة بحق من حيث حجم الثمار وجودتها ولونها وصلاحيتها للتصدير، خاصة بعد تحليل مكونات الثمرة والتأكد من خلوها من اى متبقيات للمبيدات، لافتا إلى انه نجح بالتنسيق مع معمل الحجر الزراعى المصرى وشركة التصدير فى إثبات خلو الفراولة من اى متبقيات للمبيدات وتصدير كامل إنتاجه لأسواق أوروبا وبعض الدول العربية. الخضروات فى أوروبا اما محمد على مزارع ومنتج للخضروات فيقول انه تمكن من تصدير كامل انتاجة من الخضروات وثمار الخرشوف إلى أسواق أوروبا بعد قيام معمل تحليل المبيدات بالحجر الزراعى باعتماد محصوله كثمار اورجانيك خالية تماما من اى نوع من متبقيات المبيدات وهى الاشتراطات التى حددتها أسواق ايطاليا وفرنسا وبعض دول أوروبا، لافتا إلى انه استطاع تصدير كامل إنتاجه والمنافسة به فى أسواق أوروبا ويأمل دخول السوق الألمانى فهو الأكثر احتياجا للثمار النظيفة والأكثر استهلاكا للخضروات والفاكهة فى كل أسواق أوروبا . وأوضح محمد ان تكلفة إنتاج محاصيل بالنظم الحيوية اقل بكثير من استخدام الأسمدة الكيماوية التى يبلغ ثمن الشكارة الواحدة 170 جنيها فى حين ان2 عدد جركن من السماد الحيوى يكفى فدان بالكامل وثمن الجركن لا يتعدى 80 جنيها، لافتا إلى انه يتم استخدام نظام الكمر فى الزراعة الحيوية بأستخدام كميات من اى نوع من السماد البلدى، لأن له قدرة كبيرة على إعادة الحياة مرة أخرى للتربة الزراعية التى تستعيد حيويتها وقدرتها على الإنتاج ومقاومة الآفات الزراعية ورفع إنتاجية الفدان أعلى إنتاجية للأرز ويقول أحمد عبد الحميد مزارع للأرز انه حقق اعلى إنتاجية من زراعة أرز سخا 107 بالأسمدة الحيوية فى مساحة 10 أفدنة، تحت إشراف خبراء مركز البحوث الزراعية من صنف سخا 107 المقاوم للحشائش والأمراض ويوفر المياه، لافتا إلى ان تقاوى ارز سخا 107 أحد الأصناف الذى ينتجها مركز البحوث الزراعية، وبعد زراعتها بالسماد الحيوى المخلوط بالأسمدة العضوية عى الأرض بنظام الكمر، تضاعفت إنتاجية الفدان ل 6 أطنان وذلك بعد الاستغناء تماما عن التسميد الكيماوى أو الرش بالمبيدات الكيماوية، موضحا أن زراعة الأرز بالأسمدة الحيوية أو العضوية، تزيد من إنتاجية الفدان كما تعيد تربة الأراضى الزراعية لجودتها وتقلل من الأملاح المترسبة من الكيماويات بالتربة كما تستهلك أقل كمية من المياه، بعد انتهاء عصر الغمر واستبداله بالرى بالتنقيط فى ايام محددة وبنظام الرش عن بعد بحسب تعليمات خبراء مركز البحوث الزراعية.