هجوم لاذع بروح السخرية ونظرة قاتمة متشككة فى المستقبل.. هى محصلة تغريدات المصريين على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" حول تقييمهم لأداء الرئيس مرسي خلال المائة يوم الأولى من رئاسته، فى مقابل تغريدات أخرى حظيت بالنسبة الأقل من التأييد والمتابعة شارك بها البعض، ممن يعتبرون أن المائة يوم الأولى حملت إنجازات بارزة للرئيس. ما بين الهجوم على سياسات الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين ومابين الدفاع عنهما اشتعل الجدل على موقع تويتر بين رواد الموقع الذين انقسموا لفريقين وهو الأمر، الذى لم يسلم منه تيار الإسلام السياسي بأى حال من الأحوال. وأسقط رواد الموقع انتقاداتهم لأداء هذا الفصيل تارة على الرئيس وتارة على الإخوان والسلفيين خاصة مع تبادل الاتهامات مؤخرًا بين الفريقين بلقاء الفريق أحمد شفيق، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية على خلفية الأزمة المتفجرة داخل حزب النور. الرافضون والمنتقدون لأداء الرئيس اعتبروا أنه لم يضف جديدًا فمن وجهة نظرهم هو يعيد إنتاج النظام القديم بوجوه مختلفة ويسير على درب مبارك ولكن التبريرات دائمًا ما تكون "بما لا يخالف شرع الله"، على حد تعبيرهم، منتقدين تركيزه على العلاقات الخارجية على حساب غيابه عن الأزمات الداخلية، التى أسفر عنها تصاعد الإضرابات نتيجة، لعدم إقرار سياسات تدعم العدالة الاجتماعية والاقتصادية. كذلك تعرضوا لما يتعلق ب"حنثه لوعوده" -حسب تعبيرهم- وتعهداته حول إعادة محاكمة رموز النظام السابق وكل من تورط فى قتل الشهداء من ضباط الشرطة وعدم الإفراج والعفو عن معتقلى الثورة سواء الضباط أو المدنيين بل تم تشكيل لجان اعتبروها تمثل دربًا من البيروقراطية والتعقيد وهو ما تناقض مع عفوه عن المعتقلين الإسلاميين وفاء لعهده لبعض فصائل التيار الإسلامى. ارتفاع الأسعار، زيادة مساحة الاستقطاب على أسس سياسية ودينية فى الشارع، تقييد الحريات باستغلال الدين، الخروج الآمن للمجلس العسكرى دون محاسبة على تجاوزاته، اهمال الجبهة الداخلية على حساب الخارجية، الاتجاه للقروض بعد معارضتها، وهم مشروع النهضة، إهمال تطبيق القانون وتهجير مواطنين أقباط من مساكنهم فى 4 محافظات، أخونة الدولة.. كلها اتهامات اعتبرها الفريق الأول من إنجازات المائة يوم الأولى، معربين عن تخوفهم الشديد فيما تشير إليه تلك السياسات من كوارث مقبلة، على حد قولهم. ومن أمثلة تعليقاتهم التى تلونت بالسخرية اللاذعة حول انجازات المائة يوم: "قرض صندوق النقد مش حرام والفوائد مصاريف إدارية واحنا اللى فاكرينه طول السنين دى انه حرام"، "نفاذ المخزون الاستراتيجي من قلادات النيل، "مرسي من الجامع للمطار و من المطار للجامع"، "أثبت إن مشروع النهضة واسع على مصر وإنه وهم كبير جدًا"، "كامب ديفيد أصبحت التزام بالاتفاقيات الدولية بعد ما كانت خيانة أيام مبارك"، "بقاء معتقلين العسكر في السجون وهم السبب في كرسي مرسي وكلنا هنتحاكم بتهم ازدراء الأديان وكل واحد و نصيبه". وكذلك كان هناك تعليقات مثل: "فاز فيها العسكر بالخروج الآمن والتكريم على قتل الثوار والبلطجية و الحرامية هم الوحيدين اللى شايفين شغلهم وباقى الشعب مضرب "، "عرفت أن مصر كلها قابلت شفيق عشان تربط معاه، خايف اكون قابلته وانا ناسي"، "علم الشعب يعتمد على نفسه فى كل حاجه.. يكنس الشارع ويأمن بيته.. بوادر نهضة فعلا"، "الطماطم غليت والمانجا رخصت"، "زيادة مرتبات الداخلية عشان التعذيب يزيد وخالد سعيد يبقي منه 3"، "سب الدين بقى عادي على القنوات الدينية وكشف القناع عن كوارث الإسلام السياسى"، "مفيش حرية رأى، بقينا كفرة بسبب انتمائنا السياسى وظهر تجار دين محترفين". فيما يرى فريق آخر أن الرئيس ظلم نفسه عندما وعد بما لا يمكنه تحقيقه خلال هذه الفترة القصيرة وأن الموضوعية أن نقيس الإنجازات على الوعود التي وعد د. مرسي بانجازها خلال المائة يوم الأولى ولا أن نحمله مسئولية إصلاح منظومة البلاد كلها خلال تلك الفترة القصيرة لأنها لن تكفى لوضع أسس بناء الدولة، منتقدين عدم وفائه بوعوده وإنجاز ما وعد به. إلا أنهم أكدوا أن هناك إنجازات بارزة تستحق الإشادة، منها نشاطه على صعيد السياسة الخارجية وإنهاء حكم العسكر وتغيير قيادات الجيش ورد الاعتبار لشخصيات وطنية ساهمت بدور مهم فى تاريخ مصر وأسقطها النظام السابق من التكريم لمعارضتها لمصالحه، مثل تكريم الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس الأركان أثناء حرب أكتوبر، بالإضافة إلى تعيين قضاة الاستقلال في المناصب القيادية بوزارة العدل، واختيار النواب من الشخصيات الوطنية المستقلة. ومن أمثلة تعليقاتهم حول إنجازات الرئيس: "المشير وشلته قعدهم في البيت وانتهاء حكم العسكر إنجاز كبير"، "توقيع اتفاقيات وجذب استثمارات من كل دولة زارها "، "لأول مرة منذ 30 عامًا يكون لمصر نائب رئيس وشخصية مدنية تتمتع باحترام وثقة من الجميع"، "يطلب عدم تعطيل موكبه للمرور ويتمسك بالبقاء بمنزله وعدم الانتقال للمعيشة بالقصر الجمهوري وجعله للعمل فقط"، "منع طباعة وتوزيع صورالرئيس بالمؤسسات الحكومية بناء علي قرار د.مرسي وفر علي مصر 500 مليون جنيه"، "إنشاء ديوان المظالم بكل المحافظات"، "صرف علاوة اجتماعية بنسبة 15% للموظفين وأصحاب المعاشات وإعفاء 41 ألف فلاح من مديونية أقل من 10000 جنيه لتحقيق العدالة الاجتماعية".