عادت أزمة العقارات المائلة بالإسكندرية مجددا لتطل بوجهها وهذه المرة بشارع أبو الحسن بمنطقة كوم الشقافة كرموز نطاق حي غرب، والذي شهد حدوث ميل بالعقار رقم 36، مما يمثل خطورة حتمية على قاطنيه و5 عقارات محيطة به. 30 أسرة هم عدد قاطني العقار المنكوب الجديد و5 عقارات أخرى مجاورة له، أصبح في انتظارهم مصير مجهول، في الوقت الذي قامت الأجهزة التنفيذية بالمحافظة بتسكينهم بشكل مؤقت بإحدى المدارس المجاورة للعقار المنكوب. بلاغ عاجل ل"عمليات المحافظة".. البداية عندما تلقت غرفة عمليات محافظة الإسكندرية بلاغا يفيد حدوث ميل بالعقار رقم 36 شارع أبو الحسن بمنطقة كوم الشقافة دائرة قسم شرطة كرموز بحي غرب، وتبين من الفحص أن العقار المائل مكون من أرضي و9 طوابق علوية، مأهول بالسكان، وجرى بناؤه عام 2009، وصادر له قرار إزالة حتى سطح الأرض، وكشفت المعاينة حدوث ميل مفاجئ للعقار، وفاصل بين العقار المجاور له قدره 10سم، ما يهدد حياة السكان. 3 قرارات عاجلة من المحافظ.. أصدر اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، ثلاثة قرارات عاجلة تتعلق بالسلامة الإنشائية للعقار والعقارات المحيطة، وتقديم كافة المساعدات لسكان العقارات المتضررة. العقار المائل بالإسكندرية وتضمنت القرارات إخلاء 5 عقارات في محيط العقار المائل، وذلك لحين التأكد من السلامة الإنشائية لتلك العقارات من قبل لجنة هندسية، حفاظا على حياة قاطنيها والمارة. كما أصدر المحافظ قرارا بتشكيل لجنة هندسية من كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، لفحص السلامة الإنشائية للعقارات المحيطة بالعقار المائل. وأوضح المحافظ، في تصريح له أن اللجنة ستقوم بفحص السلامة الإنشائية للعقارات المحيطة بالعقار المائل لتحديد موقفها الهندسي وعدم تأثرها، والتأكد من عدم وجود أي خطورة بها علي أرواح المواطنين، كما وجه محافظ الإسكندرية، وكيل وزارة التربية والتعليم، بتجهيز مدرسة الإخلاص بمنطقة كرموز، لإيواء سكان العقار المائل بكوم الشقافة وال 5 عقارات المجاورة له. العقار المائل بالإسكندرية وأشار الشريف في تصريح له، إلى أنه قد تم تجهيز المدرسة ب 40 سريرا وفرش وبطاطين وتقديم الوجبات لهم، وذلك بشكل مؤقت لحين انتهاء اللجنة الهندسية من كافة الأعمال، مضيفا بقوله:"مفيش حد هيقعد في الشارع .. تم تجهيز المدرسة مؤقتا من أجل عملية النقل وتجهيز الغرف والبطاطين". الأهالي:"شقى عمرنا راح".. على مدار 3 ساعات، أخلت القوات جميع سكان العقار المائل دون المنقولات، وعددهم 8 أسر، إلى جانب 22 أسرة من قاطني 5 عقارات مجاورة له، خوفا على أرواحهم. وكأن عقارب الزمن قد عادت إلى الوراء، فعقار كوم الشقافة المائل أعاد إلى الأذهان أجواء وذكريات عقاري الأزاريطة المائل في عام 2017، والورديان في العام 2019، بنفس المشاهد..عدد كبير من الأسر تفترش الطريق العام، بينما يقف آخرون خلف حواجز حديدية وضعتها قوات الأمن، أعينهم معلقة بالعقار في انتظار مصير قد بدى مجهولا لهم. العقار المائل بالإسكندرية "أنا حطيت شقى عمري في الشقة دي وكله راح على الأرض".. هكذا رد محمد علي، أحد قاطني العقار المائل، مشيرا إلى أنه وأسرته يسكنون في هذه الشقة منذ 10 سنوات بعد أن اشترى شقته به بتحويشة سنوات من العمل والشقى"، مضيفا: مش عارف حروح بعيالي فين وأنا شغال على باب الله". وعن ساعات الرعب التي عاشوها حتى الإخلاء، قال أحمد منصور، أحد الأهالي، فوجئنا صباحا بجيران يطرقون علينا الباب وأصوات تصرخ "العمارة بتقع"، وعندما هرعنا للشارع فوجئنا بالميل الكبير للعقار والفرق بينه وبين المجاور له. وتابع، العقار كان قد ظهر به خلال السنوات الماضية ميل وظل يزيد مع الوقت، واليوم زاد إلى حد كبير، ليضع نحو 8 أسر من قاطني العقار في مواجهة مصير مجهول. وعلى أحد الأرصفة تجلس ميادة صابر، إحدى قاطنات العقار بجوارها ثلاثة من الأبناء وبعض المتعلقات التي تمكنوا من إخراجها من شقتهم، حيث تقول:"ليس لنا مأوى آخر نلجأ إليه والمدرسة التي خصصتها المحافظة هي أمر مؤقت لا نعلم أين سنذهب بعد ذلك. العقار المائل بالإسكندرية وإلى جوارها جلست صفاء محمود، والتي ناشدت الرئيس عبد الفتاح السيسي التدخل ونقلهم إلى مساكن آدمية أخرى كما حدث في وقت سابق مع قاطني عقار الورديان المائل، مضيفة:"الرئيس أثبت دائما أنه أب لكل المصريين". وقال محمد علاء:"يرضي مين بس ..اشتريت شقة دفعت فيها شقى عمري وفي الأخر أبقى في الشارع، ومين اللي هيحاسب اللي بنى-على حد قوله.