مصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية، يجمعهما علاقات وطيدة؛ صنعتها الجغرافيا، وصاغها التاريخ البعيد والقريب معاً، وأكدها الحاضر، وقاربت بين البلدين مصالح مشتركة، وجمعتهما قيم السلام ومبادئ الاستقرار، والرغبة فى النهوض والتقدم والرفاهية للشعبين. شهدت العلاقات المصرية الكونغولية، تحديدا فى العقدين الأخيرين تطورا إيجابيا وتناميا ملحوظا على جميع الأصعدة، سواء سياسيا أو اقتصاديا وكذلك ثقافيا مما يستوجب أهمية العمل على تحقيق تطور ملموس فى كافة مجالات التعاون المشترك. العلاقات السياسية هناك تطابق في وجهات النظر بين القاهرة وكينشاسا بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، منها مياه النيل والحاجة لاستمرار التفاوض بين كافة دول الحوض للوصول إلى التوافق الأمثل للمضي قدماً في المشروعات والبرامج الكفيلة بتحقيق كافة مصالح دول الحوض. وفى الوقت الراهن، تواصل الدولتان العمل على تطوير علاقاتهما في كافة المجالات، ولاشك أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، مع الرئيس فيليكس تشيسيكيدى، فى أديس أبابا فى 9 فبراير 2019، والذى جاء بعد أسبوعين فقط من تسلم الرئيس تشيسيكيدى الرئاسة فى بلاده، إنما يؤكد حرص البلدين على استمرار وتطوير التعاون السياسى والاقتصادى والاستراتيجى بينهما، لكل ما فيه خير وصالح الشعبين والقارة الإفريقية. وفى 9 يوليو الجاري (2019) التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي برئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيلكس تشيسيكيدى، على هامش رئاسته لقمة الاتحاد الإفريقى التنسيقية المصغرة الأولى بنيامى فى النيجر، حيث جدد الرئيس السيسي عزم مصر الاستمرار فى تقديم كافة أوجه المساعدات الممكنة للكونغو الديمقراطية كدولة تجمعنا بها علاقات تاريخية تمثل نموذجاً للتعاون والتنسيق والدعم المتبادل، مؤكدا في هذا الصدد تطلع مصر للارتقاء بمستوى التنسيق والتشاور السياسى الثنائى بين البلدين. مجلس الأمن الدولي تولت مصر رئاسة لجنة عقوبات الكونغو الديمقراطية، خلال عضويتها غير الدائمة فى مجلس الأمن الدولى للفترة 2016-2017، وتهدف اللجنة إلى دعم جهود حكومة الكونغو الديمقراطية ودول منطقة البحيرات العظمى لإحلال السلام والاستقرار ومواجهة خطر الجماعات المسلحة التى تعانى منها المنطقة. وأكدت مصر أهمية تحقيق الاستقرار فى شرق الكونغو الديمقراطية، باعتباره المفتاح الرئيسى للسلام والتنمية فى منطقة البحيرات العظمى. تأييد متبادل فى السنوات الأخيرة، أيدت الكونغو الديمقراطية مصر للفوز بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولى للفترة من 2016-2017 عن المقعد الإفريقى المخصص لشمال إفريقيا، وقد عملت مصر خلال عضويتها فى المجلس، وعضوية مجلس السلم والأمن الإفريقى، على الدفاع عن كافة القضايا التى تحقق مصالح الكونغو الديمقراطية، وكافة الدول الإفريقية من أجل مواجهة موجات العنف والتطرف التى تؤثر بالسلب على جهود الاستقرار والتنمية فى مختلف الدول. كما أيدت الكونغو رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، وقال الرئيس تشيسيكيدى فى كلمته أمام القمة الإفريقية بأديس أبابا فى فبراير 2019 عبارة رائعة موجهاً حديثه إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي: "إننى على يقين بأن خصالكم كقائد، والتمسك التاريخي لبلدكم مصر بالمثل الإفريقية، سوف يمكنكم من قيادة منظمتنا بفعالية ونجاح خلال ولايتكم". كما أكد الرئيس السيسي، مساندة مصر للكونغو الديمقراطية خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي، والثقة في نجاح الرئيس تشيسيكيدي بالاضطلاع بتلك المسئولية الهامة لقيادة العمل الإفريقي المشترك خلال العام الحالى. التبادل التجاري بلغ حجم التبادل التجارى بين مصر والكونغو الديمقراطية فى عام 2014 نحو 65 مليون دولار، بإجمالى صادرات مصرية يُقدر بحوالى 35 مليون دولار، وواردات مصرية بحوالى 30 مليون دولار. وتمثلت أهم الصادرات المصرية إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية فى عام 2014، في: سيارات الركاب، والمواد العطرية، فضلاً عن العصائر والفواكه. أما فيما يتعلق بالواردات المصرية من الكونغو الديمقراطية فأهمها: مواد خام مثل أقطاب النحاس، الزنك، الأخشاب.