انتابت أولياء الأمور حالة من الذعر على أطفالهم، خصوصًا بعد انتشار فيروس الغدة النكافية منذ أكثر من يومين فى العديد من المدارس على مستوى الجمهورية. كانت آخر الأرقام التى أعلنتها وزارة الصحة اليوم لم تتعد 78 حالة مصابة بهذ الفيروس- حسب التقارير المعلنة إعلاميًا- وهو رقم يراه الخبراء المتخصصون فى مثل هذه الفيروسات ليس ب"الأزمة". ويرى الأطباء، أن الفيروس عادى ولا يمثل خطورة على صحة أطفالنا، وأنه باتباع أساليب الوقاية يمكن حماية أطفالنا من الإصابة منه. ماهو المرض، وأسباب الإصابة به، وكيف نقى أطفالنا منه، والعلاج منه؟ أسئلة تجيب عنها "بوابة الأهرام" من خلال هذا التحقيق. تقول الدكتورة مها مراد، أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة، ورئيس مستشفى أبو الريش سابقا، إن فيروس الغدة النكافية يصيب إحدى الغدتتين الموجودتين خلف الأذن فى الجهة الأمامية من الرقبة، وهى الغدد المسئولة عن إفراز اللعاب، وأيضا لها علاقة بزيادة المناعة لدى الطفل، مشيرة إلى أن هذا الفيروس ينتشر فى وقت الخريف، الذى يكون مصاحبًا لفترة دخول المدارس، ومع التزاحم الشديد تزداد العدوى. أضافت، أن العدوى تنتقل عن طريق اللعاب، ويبدأ الفيروس بإصابة إحدى الغدتتين ثم سرعان ما ينتقل للغدة الأخرى، مؤكدة أن الفيروس يؤثر سلبًا فى بعض الحالات على الأطفال الذكور وينتقل الالتهاب فى بعض الحالات إلى الخصيتين، ويمكن أن يؤدى للعقم مستقبلا، أو إلى البنكرياس، ويحدث ذلك إذا لم تتم الإسعافات اللازمة، وهى الراحة التامة وعدم فرط الحركة، وأيضا إعطاء الطفل مخفضات الحرارة والسوائل الكثيرة. وأشارت أن أعراض المرض عبارة عن ارتفاع فى درجة الحرارة، صداع، ألم فى العضلات، تعب، تورم وألم فى إحدى الغددتين، ناصحة كل أم أن تقوم بتطعيم بطفلها، إذا ثبت انتشار العدوى بهذا الفيروس فى المحيط الموجود فيه طفلها، حتى ولو تم تطعيمه عند العام و3 أشهر، وتؤكد أن هذا الإجراء الوقائى لابد منه، خصوصًا إذا كانت مناعة طفلها قليلة، وأن تأثير التطعيم السابق قد تلاشى. وأكدت مراد أن فيروس الغدة النكافية يمكن أن يصيب الشخص البالغ أيضا، خصوصا لو كان لم يتم تطعيمه وهو طفل، أو أنه ضعيف المناعة، مشيرة بأن التطعيم الذى يتعاطاه الطفل عند سن العام و3 أشهر يمكن أن يستمر مفعوله من 5-6 سنوات. وفى سياق متصل تقول دكتورة عزة عبد اللطيف، أستاذ طب الأطفال بالمركز القومى لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع، إن الوقاية من هذا الفيروس تكون بعدم مشاركة الأطفال للأدوات الشخصية فيما بينهم، حيث أن الفيروس ينتقل عن طريق اللعاب، مشيرة بأن تكون الأم أكثر حذرا عند ظهور العدوى من الفيروس في محيط الجيران أو المدرسة وتسارع بعزل طفلها. وتؤكد أن فترة حضانة الطفل أو الإنسان البالغ تترواح من 2-3 أسابيع، مضيفة بأن فترة العدوى القصوى هى قبل ظهور أعراض الفيروس والتى تتمثل فى ارتفاع درجة الحرارة ب24 ساعة، لذلك يصعب اكتشاف العدوى، والتحصن ضدها فى الغالب. تضيف عبداللطيف أن نسبة الإصابة بالغدة النكافية من الأطفال الذكور أكثر منها فى البنات، مشيرة بأنه ليس هناك أسباب علمية وراء ذلك سوى أن الذكور أكثر نشاطا وفقد للطاقة وقلة المناعة من البنات. من جانبه يطمئن الدكتور محمد ضياءالدين، رئيس مدير عام الشؤون الوقائية بوزارة الصحة سابقا، الأمهات قائلا: "أقول للأمهات لاداعى للهلع فالنسبة المعلنة إعلاميا حتى الأن لا تمثل رقما يمكن وصفه ب" الأزمة". وأضاف ضياءالدين بأن فيروس الغدد النكافية ليس خطيرا، ويشبه فى أعراضه فيروس الأنفلونزا، مشيرا بأنه شائع الانتشار فى فصل الخريف، وينتشر بصورة سريعة فى المدارس، لأنها تمثل تجمعات كبيرة للأطفال عن طريق العوى لذلك الوقاية الوحيدة فى هذه الحالات هى العزل وتغييب الأطفال، مع الراحة التامة وشرب السوائل الكثيرة فى حالة ظهور أعراض المرض والتى لا تتعدى ارتفاع درجة حرارة الجسم. ويؤكد أن التطعيم عند سن عام و3 أشهر ضد فيروس الغدة النكافية، أصبح مدرجًا فى جدول التطعيمات الأولية للطفل من قبل وزارة الصحة، مؤكدا أن وزارة الصحة فى حالات انتشار هذا الفيروس تخاطب المدارس بعزل الأطفال المصابين، وإعطائهم إجازة مدتها 15 يومًا حتى يتم شفاؤه. يذكر أن مرض الغدة النكافية هى عدوى يسببها فيروس معروف ".paramyxovirus"، وينتقل هذا الفيروس عن طريق الاتصال المباشر بالشخص المصاب، وعن طريق اللعاب، ويعتبر المرض من الأمراض التى لا يمكن تجنبها إلا عن طريق التطعيم، وبدأ انتشاره عام 1967.