أرض الفيروز.. استقرار و تنمية

* إطلاق حزمة من المشروعات بمدن العريش والشيخ زويد ورفح
* ميدان بالعريش لشهداء «الكتيبة 103 صاعقة » عرفانا لما قدموه من تضحيات
* الأهالى: القوات المسلحة حافظت على الأرض والعرض وأعادت الاستقرار
عادت سيناء آمنة مستقرة، تتطهر يومًا بعد يوم من دنس الإرهاب الأسود، يحميها رجال عقيدتهم «النصر أو الشهادة»، تتقدم بخطوات ثابتة نحو مستقبل أفضل للبناء والتنمية، عادت معه الحياة إلى طبيعتها بعد تواصل نجاحات العملية الشاملة «سيناء 2018» التى نفذها أبطالنا من الجيش والشرطة على كافة الاتجاهات الإستراتيجية للدولة، «الأهرام» قامت بزيارة لمحافطة شمال سيناء.
فى الطريق إلى شمال سيناء وبمجرد أن تعبر قناة السويس سوف تجد حركة دائمة وحزمة من المشروعات التنموية فى مجالات البنية التحتية والطرق ومحطات وإنشاء المدارس ومجتمعات عمرانية جديدة فى محافظة شمال سيناء، مع توافر كافة السلع والمنتجات بالاسواق والتى تعمل بشكل طبيعى.
«الأهرام» فى رحلتها إلى أرض الفيروز التقت اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، فى البداية قال، إن الوضع الأمنى بالعريش أصبح مثل أى مدينة فى مصر، وإن مظاهر الحياة تسير بشكل طبيعى جدا بمدن الشيخ زويد ورفح.
وأضاف أن المحافظة تعمل على تطبيق خطة التنمية التى وضعتها الدولة للنهوض بمستوى الخدمات المقدمة لأهل شمال سيناء.
وأردف أن القوات المسلحة تشرف على خطة التنمية التى أطلقتها الدولة بمحافظة العريش، من خلال الشركات المدنية العاملة فى المشروعات، حتى يتم الانتهاء من جميع المشروعات التنموية التى بدأتها الدولة بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة.
واستطرد أن التنمية الشاملة ترتكز على عدة محاور، أهمهما التنمية المجتمعية، وتضم مشروعات الإسكان الاجتماعى بالعريش، منها 18 عمارة جديدة بواقع 2608 وحدة بتكلفة 55 مليون جنيه، وقد أقيمت على أحدث الطرازات.
وأوضح شوشة، أن المحافظة قدمت جميع التيسيرات لحصول المواطنين على الوحدات السكنية وتم تسليم عدد منها بنظامى الإيجار والتمليك، مشيرا إلى أن الأسعار هى نفس التى حددتها وزارتا الإسكان والتضامن الاجتماعى على مستوى الجمهورية، لافتا إلى تسليم وحدات لأهالى العريش تتبع مشروع الإسكان الاجتماعى، فقد انتهينا من بناء 50 عمارة أخرى بواقع 1200 شقة فى حى السبيل.
وأضاف أن المحافظة أنشأت 1440 وحدة ضمن المشروع لأهالى مدينتى رفح والشيخ زويد ضمن المرحلة الأولى، مشيرا إلى أن قيمة الإيجار الشهرى للشقق 410 جنيهات، وتتحمل المحافظة 315 جنيهامنها، فيما يسدد المواطن 100 جنيه قيمة أعمال الصيانة، ونسعى إلى الاتفاق مع 3 جمعيات أهلية لفرشها بالأثاث والأجهزة الكهربائية.
وأما منطقة المساعيد وحسب كلام المحافظ فقد اقيم بها 105 عمارات فى ثمانينيات القرن الماضى، وحاولت المحافظة ترميمها ولكن حال دون ذلك الآضرار الجسيمة التى تعرضت لها، ومن ثم قامت المحافظة بإزالتها بالكامل، وإنشاء عدد مماثل من العمارة تحوى 2100 وحدة على 5 مراحل انتهينا من 4 ولم يبق منها سوى واحدة من المنتظر أن تنتهى خلال أسابيع قليلة.
وأردف شوشة، أن الدولة عند إعادتها للأوضاع نتيجة العمليات الإرهابية، نقيم حاليا فى مدينة رفح 626 عمارة، تشمل 1016 وحدة و400 بيت بدوى، كما سيخصص قطع أراض 200 متر لمن يرغب فى بناء منزل على طريقة محور ابنى بيتك.
انشاء محطات جديدة لتحلية المياه
محطة تحلية مياه الريسة بالعريش
وقال شوشة، إن المشكلة الرئيسية بالمحافظة هى المياه، حيث إن المصدر الوحيد لها ترعة الإسماعيلية التى تمدنا يوميا بما يترواح بين 40 50 ألف متر مكعب، وهذه الكمية غير كافية، وذلك فى الوقت التى تجاوزت شبكة مياه الشرب 40 سنة، وأصبحت غير صالحة وتعمل على إهدار المياه، وكان لابد من إعادة بنائها من جديد بتكلفة 866 مليون جنيه وتنفذ على مرحلتين، انتهينا من الأولى.
وللقضاء على تلك المشكلة نهائيا كان لزاما علينا أن نتجه إلى تحلية المياه، حيث تشغل المحافظة مساحة 220 كيلو على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف أن المحافظة انتهت من إقامة محطتى مياه بمدينة رفح بطاقة 11 الف متر مكعب فى اليوم، وفى الشيخ زويد محطتان بطاقة 10 آلاف متر مكعب فى اليوم، وفى العريش إقيمت 4 محطات تحلية أثنتان منها بالمساعيد ومثلهما وفى الريسة، الأولى بطاقة 10 آلاف متر مكعب والثانية 5 آلاف، وبذلك يصل إجمالى ما تضخه محطات المياه بمدينة العريش 25 ألف متر مكعب، بالإضافة إلى 40 ألفا من مياه النيل.
واستطرد شوشة، أن المحافظة تعمل حاليا على إقامة محطة عملاقة لتغطية احتياجات منطقة وسط سيناء من المياه، وهو المستهدف الأساسى من تنمية سيناء، مؤكداأن مظاهر التنمية بدأت تظهر بوسط سيناء، حيث تعتمد المنطقة حالياعلى محطات تحلية صغيرة.
وأوضح محافظ شمال سيناء، أنه خلال الفترة الماضية اضطر الأمن لإغلاق بعض الشوارع والميادين خلال الأحداث الماضية من العمليات الإرهابية، والحمد لله بعد تحقيق الأمن والأمان بفضل القوات المسلحة والشرطة قامت المحافظة بافتتاح 5 ميادين فى احتفالات أكتوبر الماضى، منها «ميدان شهداء الكتيبة 103 صاعقة»، وذلك عرفانا من المحافظة بالمجهود الذى بذله أبناء تلك الكتيبة التى كان يقودها الشهيد العقيد أحمد منسى، وإبطال شهداء البرث، مشيرا إلى أن الوضع الأمنى بالعريش أصبح مثل أى مدينة فى مصر، لافتا إلى أن القوات المسلحة ممثلة فى الهيئة الهندسية ستقوم بتطوير الطريق الساحلى وطريق الجيش ليصبحا الرئيسيين لمدينة العريش.
أما عن التنمية الزراعية، يوضح المحافظ، أن هناك نوعين من الزراعات فى شمال سيناء، أولهما التجمعات البدوية، من بين خطط الدولة إقامة منزل لكل مواطن ومنحه ه أفدنة، حيث أقيم 11 تجمعا تنمويا بالمحافظة خصص لها 5200 فدان وافتتح الرئيس 3 منها، وتعتمد جميعها على مياه الآبار والتى يصل عمقها إلى 1200 متر، ويعتمدالنوع الثانى على ترعة السلام و مياه النيل بمساحة 275 ألف فدان، من اصل 400 ألف فدان فى سيناء.
ميناء العريش
وتقع على مواجهة الشاطئ ب 500 متر وكان حمولة السفن لا تزيد على حمولة 15 الف طن فقط ، وجار تطوير الرصيف ليصل 3 كيلو لاستقبال السفن العملاقة، حيث انه اقرب نقطة للجنوب الأوربى بالنسبة لشمال افريقيا ، ليصبح ميناء محوريا رئيسيا و تقوم الهيئة الاقتصادية لاقليم قناة السويس بإنشائه وذلك خلال ال 3 سنوات المقبلة.
وقد تم استعادة كفاءة العمل بميناء العريش القديم بعد فترة تعطيل حيث يعمل الآن بكفاءة، وتأتى أول سفينة الأسبوع المقبل لتصدير «الملح، اسمنت، الرمل الزجاجى».
«الأهرام» تتجول داخل مدينتى الشيخ زويد ورفح
ولأول مرة «الأهرام» فى مدينتى الشيخ زويد ورفح بعد عودة مظاهر الحياة إلى طبيعتها، بل وأن إقامة المشروعات التنموية تؤكد عودة الأمن والاستقرار للمدينة، بعد أن قامت القوات المسلحة بإعادة الأهالى إلى منازلهم وإعادة بنائها وترميمها، بعد عمليات التهجير المؤقت لمواجهة العمليات الإرهابية وحماية الأهالى من خطر هذه المواجهات.
«الأهرام» التقت العميد طارق عادل رئيس مدينة الشيخ زويد، بحضور عدد من الشيوخ والأعيان والذى أوضح، أن المشروعات التنموية تسير فى المدينة بشكل سريع من أجل إعمارها وتقديم جميع الخدمات التى تيسر سبل العيش للأهالى حيث قامت المحافظة الشهر الماضى، بافتتاح محطة مياه الشيخ زويد بتكلفة 100 مليون جنيه بطاقة 5 آلاف متر مكعب يوميا، ومدرسة الحمايدة، كما تم إنشاء حديقة «الكوثر» للأهالى بتكلفة «2 مليون و400 ألف جنيه» على مساحة 2400 متر، مشيرا إلى أن المدينة تدخل فى الخطة الاستثمارية بالمحافظة، حيث يتم رصف 5 كم، وفرد 30 مترا كابلات أرضية وتدعم محطات الطاقة ب 3 محولات جديدة وإقامة خزان مياه لمياه الأمطار، حيث كانت السيول تؤثر على مظاهر الحياة خاصة فى السوق التجارى.
توافر جميع السلع الغذائية بالأسواق
وأكد رئيس مدينة الشيخ زويد، أن الأحداث السابقة كانت عائقا فى إقامة المشروعات التنموية ولكن بعد عودة الأمن والأمان للمحافظة حرصنا ان تتم الخطة التنموية وتطبق الخطة الاستثمارية خلال العام، وأكد ان المستوى الامنى للمحافظة أصبح فى أمان تام .
وخلال جولة «الأهرام» فى أرجاء مدينة الشيخ زويد حيث توجهنا الى السوق التجارى بالمدينة «سوق الثلاثاء»، حيث عودة الحياة لطبيعتها، حركة البيع والشراء داخل السوق تتم بشكل طبيعى، رجال، سيدات، أطفال، شيوخ، الجميع يسير بشكل طبيعى، طلبة المدارس يسيرون فى الشوارع لعودتهم الى منازلهم عقب انتهاء اليوم الدراسى.
شوشة يسلم شبابا عقود السيارات
وتلاحظ انخفاض شديد فى الأسعار وتوافر السلع الغذائية كافة وجميع احتياجات ومستلزمات الأسرة، سعادة غامرة ملأت وجوه الأهالى بوجود كاميرات التصوير وحديث الصحفيين معهم، حرصوا جميعا على تقديم رسالة إلى كل العالم بأن مصر بلد الأمن والآمان، وأكد التجار أن الحياة تسير بشكل طبيعى والمشروعات تعمل بصورة متسارعة، وأن القوات المسلحة والشرطة نسيج من أبناء هذا الوطن، وأن الأهالى يشعرون بالأمن والأمان بعد قيام القوات المسلحة والشرطة بأعمال القضاء على الإرهاب.
«الأهرام» حاورت احد أهالى مدينة الشيخ زويد «محمد عيد نور» والذى أكد ان مدينة الشيخ زويد أصبحت آمنة تماما بل أكثر مكان آمن الآن، وذلك بفضل قواتنا المسلحة والشرطة الذين قدموا العديد من الشهداء، لافتا إلى الإجراءات التى اتخذتها الدولة للحد من دخول وخروج أى مواطن من غير أبناء المدينة.
نور الدين صقر من سكان مدينة الشيخ زويد، قدم الشكر للقوات المسلحة والشرطة الذين ضحوا بكثير من الشهداء لننعم نحن بالأمن الذى افتقدناه من قبل على يد التكفيريين.
وأكد أحمد عثمان «مهندس تحلية»، أن عودة الأهالى لبيوتهم بمدينة الشيخ زويد منذ 4 اشهر، إحساس غامر بالسعادة والأمن، ولولا القوات المسلحة ما كنا نستطيع العيش مرة اخرى على أرضنا.
الأهرام تشارك فرحة شباب مدينتى العريش وبئر العبد تسليمهم سيارات الفان
جانب من السيارات التى تم تسليمها
جانب من مشروع الاسكان تحت الإنشاء
وأمام مقر مبنى محافظة شمال سيناء قام شوشة بحضور شيوخ وأعيان المدينتين، بتسليم شباب مدينتى العريش وبئر العبد سيارات الفان 7 راكب للعمل عليها بدلا من التوك توك بالمحافظة.
أوضح شوشة، أن المشروع تم بالتعاون مع البنك الزراعى للتنمية للاسهام فى خدمة سوق العمل للشباب، وسلم المحافظ أول 18 سيارة «فان» لعدد من أبناء المحافظة، وقال خلال حفل التسليم، إن المحافظة تعمل على تشجيع الشباب فى المشاركة والاستفادة من مشروع الإحلال.
والتقت «الأهرام» أحد شباب المستفيدين من المشروع ويدعى عبد الله سالم «34 سنة» من أبناء مدينة بئر العبد، وقال «كنت املك توك توك وكنا نعمل أنا وأخى بالتناوب عليه وقمنا ببيعه واشتركنا فى المشروع،،أكد أنه سعيد جدا بعودة الأمن الكامل للمحافظة، وأكبر دليل على ذلك إقامة المشروعات التنموية فى شمال سيناء، والكل يسير فى أمن وأمان بفضل القوات المسلحة والشرطة.
والتقينا سلمى أحمد من شباب بئر العبد «24 سنة» وحاصل على دبلوم تجارة، وكان لا يجد فرصة عمل، وقال عند إعلان المحافظة عن المشروع، سارعت للمشاركة فيه، واليوم بفضل الله حصلت على السيارة.
إنشاء 84 عمارة سكنية بمدينة رفح الجديدة
جار العمل فى 43 عمارة جديدة من إجمالى 84 عمارة وفى مرحلة التشطيب النهائى بمدينة رفح الجديدة، وتشمل كل واحدة 16 وحدة، كمرحلة اولى ويشمل المشروع كاملا 626 عمارة بإجمالى 1016 شقة، وتشرف عليها إدارة المهندسين العسكريين، وجار دخول جميع المرافق بها، وقد بدء العمل فى المشروع عقب الانتهاء من العملية الشاملة فى عام 2018، وأكمل أن العمل يسير بالمدينة منذ العام الماضى بشكل متواصل ويعمل بالمشروع 13 شركة بمتوسط 2000 عامل.
والتقت «الأهرام» 3 عمال بالمشروع وتحدث المعلم رمضان وأنس أحمد من محافظة الشرقية، اللذان يعملان بإحدى الشركات العاملة بالمشروع، وأكدا أن العمل يسير متواصلا وسريعا ونعمل لمدة شهر متواصل ثم نعود بعد إجازة أسبوع للعمل مرة أخرى، وأعرب محمود عتمان «خفير» من أبناء مدينة رفح، عن سعادته بالعمل بالمشروع الذى وفر فرصة عمل له، بعد ان سيطر الإرهاب على المدينة وبفضل قواتنا المسلحة أتاحت لنا فرصة العيش بكرامة وعزة.
فيما يتعلق بقطاع تنمية التربية والتعليم، قال اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء إن المحافظة بها 437 مدرسة متنوعة، ونعتبر أهالى شمال سيناء فى رفاهية من التعليم، حيث إن لكل 11 طالبا مدرسا ويتوفر لهم جميع الخدمات التعليمية والصحية الشاملة، مشيرا إلى أننا نعمل حاليا على التوسع فى إنشاء المدارس الرسمية «التجريبية» سابقا، وفيما يخص قطاع الشباب والرياضة لدينا 70 مركز شباب فى شمال سيناء، بالإضافة إلى 20 ناديا، ومدينة شبابية.
وعن تنمية قطاع الصحة، قال عبدالفضيل شوشة إنه تم تطوير مستشفى العريش وقامت المحافظة بتوقيع بروتوكول مع وزارة التعليم العالى لتحويل مستشفى العريش إلى مستشفى تعليمى لإنشاء كلية الطب، وجار تطوير تقديم الخدمات الصحية به على مرحلتين، وفى مدينة بئر العبد أقيم مستشفى كبير بتكلفة 231 مليون جنيه، ومثله بمنطقة نخل، انفق على تنفيذه 215 مليون جنيه، وذلك لتأمين الطريق الدولى.