الهجوم على مبنى الكابيتول الأربعاء قبل الماضى لم يكن خلفه أحد أعداء الولاياتالمتحدة مثل كوريا الشمالية أو الصين أو روسيا أو حتى جماعة إرهابية، بل كان هجوما من قبل مواطنين أمريكيين من أنصار الرئيس دونالد ترامب، بعد أن غرد على صفحته على تويتر بأن منافسه جو بايدن سرق الانتخابات، وهو ما أثار حفيظتهم ودفعهم لاقتحام الكونجرس فى محاولة لإفساد أعمال جلسة المصادقة على فوز بايدن. الحادث ليس فقط كارثة اقتصادية وخسائر بلغت مليارى دولار لحقت بالاقتصاد الأمريكى المتضرر أصلا من كورونا وسيتحمل العبء الأكبر لها المواطن الأمريكى البسيط بل هو أيضا كارثة سياسية ومحاولة لهدم الديمقراطية وتعبر عن مدى اتساع الفجوة بين المعسكرين الجمهورى والديمقراطى ،ولا يمكن طمرها سريعا وستمتد آثارها لسنوات طويلة وابتداء من 20 يناير، سيسيطر الديمقراطيون على الهيئات المنتخبة الثلاث بواشنطن، حتى انتخابات الكونجرس عام 2022، وسيكونون قادرين على فعل ما يحلو لهم ولن يتمكن الجمهوريون من إيقافهم. الحادث بعيون العالم الثالث، هو نذير بانهيار النموذج الغربى ودلالة على زيف الديمقراطية التى تحاول واشنطن الترويج لها وفرضها على الدول النامية. أما الحادث، من وجهة نظرنا كعرب ومسلمين، فيشير إلى أن رئيس أكبر دولة يعانى اضطرابات نفسية ومراهقة سياسية وبالتالى فإن جميع قراراته طوال 4 سنوات باطلة وتحتاج إلى إعادة نظر من الرئيس بايدن، وما يخصنا منها قرارات: القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وقطع المساعدات عن الفلسطينيين، شرعنة الاستيطان، الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية.