هل يمكن لأحد أن يصف الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا بأنها «غامضة» ؟! نعم، هكذا وصفتها دانيلا إلسر الكاتبة المتخصصة فى الشئون الملكية. وجاء هذا الوصف نتيجة ما تضمنه الخطاب الأخير الذى ألقته الملكة بمناسبة أعياد الميلاد والعام الجديد، حيث ترى إلسر أن الخطاب تضمن رسائل خفية وصفتها ب«الصارخة» لحفيدها هارى وزوجته الأمريكية ميجان ميركل. وتشير إلسر إلى أن الملكة، التى تبلغ من العمر94 عاما، ويتم انتقاء كل كلمة تقولها بدقة متناهية، كما يتم اختيار مظهرها الخارجى بعناية فائقة، أصبحت بارعة بشكل مثير للإعجاب، فى قدرتها على إعطاء إشارات معينة من خلال أشياء بسيطة لا ينتبه إليها العامة. ففى كل عام أثناء القائها الخطاب السنوى بمناسبة أعياد الميلاد، يظهر عدد من الصور العائلية بجانب الملكة على مكتبها. تلك الصور لا يتم اختيارها بطريقة عشوائية، وعند بث الكلمة على الهواء ، يتم فحص اختيارها للصور التى تظهر بجانبها وتحليلها بدقة لقراءة ما تشير إليه. وفى الخطاب الأخير، ظهرت الملكة اليزابيث متألقة باللون الأرجوانى وترتدى دبوسا (بروش) اعتبره الخبراء قطعة ذات مغزى شخصي، حيث ورثته عن والدتها. كما ظهر إلى جوارها على المكتب تذكار عائلى صغير عبارة عن صورة شخصية وغير رسمية لزوجها الأمير فيليب. وعادة ما كان يظهر ثلاث إلى أربع صور على المكتب الخاص بالملكة، مع وجود المزيد من الصور على الطاولات الجانبية. وفى عام 2019 وهو العام الذى أعلن فيه هارى وميجان ابتعادهما عن الحياة الملكية، لُوحظ خلال إلقاء الملكة للخطاب السنوي، عدم وجود أى صور لهارى وميجان، دوق ودوقة ساسكس، بينما ظهرت صور الأمير فيليب وعائلة كامبريدج، والأمير تشارلز وزوجته كاميلا دوقة كورنوال ووالدها الملك جورج السادس. كما كانت هناك صورة تجمع الملكة بالأمراء تشارلز وويليام وجورج. وبينما غابت عن الصور التى عُرضت خلال خطاب الملكة فى يوم عيد الميلاد العام الماضى بشكل ملحوظ، صورة هارى وميجان وطفلهما الجديد، آرتشي، أصرت مصادر من داخل القصر على أن الصور اختيرت لتمثل الخط المباشر للخلافة ، لكن بالنسبة لهارى وميجان، كانت هذه علامة أخرى على أنهما بحاجة لإعادة النظر فى اختيارهما، للابتعاد عن الحياة الملكية، حيث يبدو أن تهميشهما كان قد بدأ بالفعل حتى فى أدق التفاصيل. أما بالنسبة لخطبة العام الحالي، فخطاب الملكة لم يتضمن الإشارة لأى من الصعاب التى واجهتها عائلتها خلال العام الحالي، مثل ابتعاد هارى وميجان عن الحياة الملكية، وإصابة الأميرين تشارلز وويليام بفيروس كورونا. وعلى مدى الأشهر ال 12 الماضية ، هيمنت القصص حول الخلاف بين هارى وعائلته على الأخبار الملكية. ومرارًا وتكرارًا، كانت هناك تقارير توضح أن العلاقات بين الأمير المنشق ووالده وشقيقه متصدعة. وتوضح إلسرأنه لو كانت الملكة قد اختارت وضع صورة لدوق ودوقة ساسكس وابنهما البالغ من العمر 18 شهرا، خلال إلقائها الخطاب لكان سيتم اعتبارها رسالة ودليلا على أن الملكة تضع العائلة فوق كل اعتبار، ولكن ذلك لم يحدث. وأضافت إلسر أن الملكة اختارت مجموعة من الصور من أحد معارض التصوير الفوتوغرافي، الذى كانت قد أشرفت على إقامته كيت زوجة الأمير ويليام،لتعرض ضمن الخطاب، وهذا دليل واضح على رضا الملكة عن كيت. وفى الفيديو الذى بثته «بى. بى. سى» للخطاب، ظهرت لقطات تضم بعض الاطقم الطبية فى بريطانيا، تعبيرا عن الامتنان تجاه الدور الذى قامت به خلال عام 2020 فى مواجهة جائحة كوفيد 19، كما ظهرت لقطات لعدد من أفراد العائلة المالكة، كالأميرين تشارلز وويليام، وزوجتيهما كاميلا وكيت، وبالطبع ظهرت لقطات للأمير فيليب زوج الملكة، بينما غابت عن الفيديو أى لقطات تضم هارى وميجان. ومع اقتراب عام 2020 على الانتهاء، تأتى الرسالة واضحة وهى أن دوق ودوقة ساسكس تم استبعادهما بدقة ، إن لم يكن بوحشية ، من قبل القصر الملكي. وفى الوقت نفسه، يستعد كل من هارى وميجان لعام ضخم ، مع إطلاق مشروعهما الخيرى الجديد «أرشيول»، إلى جانب عقدهما صفقات كبيرة مع شركات كبرى مثل نتفلكس وسبوتيفى .