هي إحدى شريرات السينما التي كان تتقن أدوار الشر بطريقة خاصة.. تزوجت من فنان مشهور وعملت مع كبار النجوم في المسرح والسينما.. صداقتها لكبار الساسة في الخمسينيات ربما كانت سببا في نهايتها التي لازالت مجهولة.. إنها الفنانة ميمي شكيب التي نحتفي اليوم الجمعة بذكرى ميلادها السابعة بعد المائة. تبناها الفنان نجيب الريحاني؛ حيث بدأت مشاورها الفني من خلال فرقته المسرحية، ثم عملت معه في بعض الأفلام "سي عمر"، ثم تركت المسرح بعد ذلك لتتفرغ للسينما. وخلال مشوارها الفني شاركت في مجموعة من الأفلام الخالدة منها: "عش الغرام، وبيومي أفندي، وشاطئ الغرام، و القلب له أحكام، وحبيب الروح، وحميدو، ودهب، والحموات الفاتنات، وإحنا التلامذة، والبحث عن الفضيحة"، إلى جانب فيلم دعاء الكروان، الذي يُعد أحد أهم أعمالها السينمائية ونالت عنه جائزة أفضل ممثلة دور ثان. صنفها النقاد كواحدة من شريرات السينما المصرية، حيث استطاعت خلال الادوار التي لعبتها أن تقدم شخصية الشريرة بطريقة أرستقراطية فها هي زوجة الأب القاسية، التي تتفن في تعذيب ابنة زوجها، وسيدة المجتمع المقامرة، والزوجة المستبدة "رجل البيت"، والعالمة، والفلاحة، وغيرها من الأدوار التي تركت بصمات في السينما والمسرح. ومسرحيا شاركت في: "حكم قراقوش و30 يوم في السجن، ولزقه إنجليزي وياما كان في نفسي وحسن ومرقص وكوهين، والستات ميعرفوش يكدبوا، والطرطور". تزوجت الفنانة ميمي شكيب من الفنان الراحل سراج منير، بعد قصة حب تدخل نجيب الريحاني في إكمالها بعد أن رفض أسرتها للزواج، حيث أقنعهم وتم زواجهما عام عام 1942. وخلال زواجهما عملا معا في مجموعة من الأفلام جسدا فيها دور الحبيبين أو الزوجين، منها "الحل الأخير" عام 1937 و"بيومى أفندى" عام 1949 و"نشالة هانم" عام 1953 و"ابن ذوات" و"كلمة الحق" عام 1953. بدأت الحياة تكشرعن أنيابها بعد أن توفى زوجها سراج منير فعاشت أيامًا عصيبة وفضلت حياة الوحدة والسكون وباتت تكره كل شيء ولا تفكر في مستقبلها، حتى منتصف السبعينيات، تعرضت للطامة الكبرى بعد أن تم القبض عليها في قضية الدعارة المعروفة باسم قضية "الرقيق الأبيض"، والتي رغم تبرئتها منها إلا أن آثار القضية ظلت تلاحقها في عملها وحياتها الشخصية، مما أجبرها على الابتعاد عن الأضواء فترة طويلة لتعش بعد ذلك حياة بائسة. لم يشفع لها حكم تبرئتها من القضية في العودة للأضواء مرة أخرى؛ حيث ابتعد عنها المخرجون وتهرب منها الفنانون، واختتمت حياتها الفنية بدور هزيل في فيلم "السلخانة" عام 1982. ولأن المصائب لا تأتي فرادى، كتب القدر نهاية شبيهة بنهاية السندريلا سعاد حسني، حيث استيقظ جمهورها صباحًا على خبر تصدر الصحف في 20 مايو 1983، بخبر مقتلها – أو انتحارها- بعد أن قيل إنها سقطت من شرفة منزلها لتودع ميمي شكيب الحياة ويظل الفاعل مجهولًا.