هرب الإخوان من مصر بعدما كشف الشعب مخططاتهم الخبيثة ولجأوا إلى سلطان تركيا الذي فتح ذراعه لهم ومنحهم الجنسية، وسمح لهم بإطلاق القنوات الفضائية ل مهاجمة مصر . وكان من المفترض - وهم من دعاة التدين- أن يردوا الحسنة بمثلها، ويحفظوا الجميل، ولكن ذلك لم يحدث؛ فمنذ أيام اكتشفت السلطات التركية أن من قدمت لهم المأوى يتعاونون سرًا مع دول خارجية من بينها إيران ، ويقومون بتدريب عناصر تابعة للجماعة في جورجيا على اختراق أمن شبكات الإنترنت ، وجمع المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ولأن تركيا رأت في مثل تلك السلوكيات (السرية) خطرًا على الأمن القومي التركي، كان القرار هو اعتقال 23 من عناصر الإخوان المقيمين على أراضيها، ورفض منح الجنسية ل 50 آخرين من قيادات الجماعة. وكشفت التحقيقات أن قيادات الإخوان المقيمة في تركيا كانوا يتواصلون مع جهات إغاثة ومنظمات في بعض الدول الأوروبية، لتسهيل إيواء وتدريب عناصر يمنية ومصرية وسورية تابعة لهم من خلال التنظيم الدولي للإخوان دون استشارة الحكومة التركية أو التنسيق معها. بعض المراقبين يعتبرون ما حدث بداية لتخلي حكومة أردوغان عن دعم إخوان مصر، وربما إعادة النظر في السياسات الإقليمية التركية التي أفقدتها كثيرًا من تعاطف دول الجوار، وأدت لظهور تحالفات دولية مناهضة لها. ولكن بعيدًا عما إذا كان ذلك صحيحًا أم لا، فإن ما حدث يؤكد من جديد أن الإخوان المصريين لا ولاء لهم إلا لمصالحهم الخاصة، وأن من يتعامل معهم لا يجني إلا الغدر ونكران الجميل، حتى ولو كان يظن نفسه سلطانًا لكل المسلمين. [email protected] * نقلًا عن صحيفة الأهرام