أحمد عبدالتواب كلمة عابرة أيا ما كانت أسباب نظام أردوغان فى اعتقال أكثر من 20 من عناصر الإخوان المصريين على الأراضى التركية، ورفض منح الجنسية لنحو 50 من عناصر وقيادات الجماعة، فإن الواقعة وحدها، وبمعزل عن أسبابها، تكشف تناقضات وصراعات مهمة داخل التنظيم الدولى للإخوان، تتمثل فى ضعف التزام أطرافه بمصالح بعضهم البعض، وأنه يمكن ألا يحرص بعض الأطراف على ستر الخلافات، دون اعتبار للآثار السلبية على صورتهم العامة أمام غيرهم! ومن الممكن أن تتعدد تفسيرات هذه الاختلالات، فإما أنها استجدت على الجماعة وتنظيمها الدولي، وإما أنها قديمة ولكن المراقبين لم يتمكنوا إلا من رصد بعض قشورها، دون أن يتبينوا أعماقها التى تنخر فى التنظيم. ومن هذه التناقضات أن أحد فصائل التنظيم الدولى قد يدوس على فصيل آخر ويعرضه لمخاطر جمة، كما فعلت تركيا فى هذه القرارات. وهناك أيضا أن أحد الفصائل قد يخرق اتفاقاته مع فصيل آخر ويبرم اتفاقات أخرى مع أطراف من خارج التنظيم لتحقيق مصلحة خاصة، دون اعتبار لمصالح فرقائه، كما فعل الإخوان المصريون فى تركيا ، أو على الأقل كما تروِّج الأخبار التى تنقل الأحداث الأخيرة، بأنهم فتحوا قنوات مع إيران دون إخطار تركيا ، وأن هذا ينطوى على عدم تقدير لظروف تركيا التى تحتضنهم على أرضها..إلخ. يتبين من كل هذا أنه لم يكن من الممكن للإخوان، منذ أن أظهروا جماعتهم فى العلن، أن يسيطروا على كتمان آرائهم ومواقفهم وسياساتهم كما كانوا يفعلون فى الماضي. وقد غابت عنهم هذه الحقيقة لانهم كانوا فى حالة لا توازن بسبب إفراطهم فى الإعجاب بقدراتهم على الحشد والتظاهر وتخويف وردع معارضيهم، فلم ينتبهوا إلى أن تصرفاتهم وأقوالهم صارت تُعرَض على الهواء، على المتابعين والمعلقين والناقدين والخصوم، ولم يعد من الممكن التراجع عنها أو التشكيك فى صحتها، لأنها تكون أحيانا مسجلة بالصوت والصورة، على غير اجتماعاتهم فى مراحل العمل السري، عندما كان يمكنهم أن يكذبوا حتى على كوادرهم وقواعدهم، وأن يزعموا بأن ما قالوه وما فعلوه لم يحدث أصلا!. نقلا عن صحيفة الأهرام