انتهت الانتخابات الأمريكية ، وانفض السامر، لكن الرئيس دونالد ترامب ، يأبى إلا أن يبهر العالم مع مطلع كل صباح، بما يطلقه من تصريحات أقرب الى المزاح، ولعله سيواصل على هذا النحو، حتى مطلع العام المقبل، الموعد الرسمى لانتهاء فترة ولايته كرئيس للولايات المتحدةالأمريكية، ليظل يؤكد فى غير مناسبة، أنه الفائز الحقيقى بالانتخابات، وأن منافسه الديمقراطى جو بايدن ، قد سرقها منه، وفاز بنتائجها النهائية بالتزوير!. مع نهايات يناير المقبل، تنتهى رسميا ولاية الرئيس ترامب، التى بدأت فى 20 يناير عام 2017، وتنتهى فى التاريخ نفسه، بعد أربع سنوات لم تخل من إثارة وجدل، من المؤكد أن تداعياتها سوف تستمر طويلا، منذ نجح الملياردير القادم من دنيا المال والفضائح، فى الوصول إلى المقعد الرئاسى للبيت الأبيض ، ليثير طوال فترة رئاسته العديد من الأعاصير والزوابع، ليس فى أمريكا وحدها وإنما فى العديد من بلدان العالم. لايزال الرئيس ترامب يعتبر نفسه فائزا فى الانتخابات، ويرفض بقوة هزيمته، على يد منافسه العنيد، رغم ان الأرقام النهائية تقول عكس ذلك، بل إنه ذهب لأبعد من ذلك بكثير، عندما شكك فى نزاهة الانتخابات الامريكية برمتها، وهى التى ظلت طوال عقود قدس الأقداس، ومضرب الأمثال للملايين من الحالمين حول العالم، والنموذج المثالى للتداول الديمقراطى للسلطة، بتأكيد أن منافسه فيها لم يكن بالنزاهة المطلوبة، وأن نتائجها قد سرقت منه. المؤكد أن الرئيس ترامب لن يتوقف، عن إطلاق اتهاماته، عبر تدويناته اليومية على تويتر المثيرة للألم والسخرية، رغم أنه يعرف جيدا أن العد التنازلى قد بدأ بالفعل، وأن أيامه كرئيس لأكبر وأهم دولة فى العالم، قد أوشكت على الانتهاء. فى صباح يوم الجمعة الموافق 20 يناير عام 2017، غادر الرئيس الأسبق باراك أوباما المكتب البيضاوي، بعد أن ألقى عليه نظرة وداع أخيرة، بعد دورتين رئاسيتين، ليضع على مكتبه العتيق رسالة خطية للرئيس الجديد، فى تقليد حرص عليه العديد من الرؤساء الذين سبقوه إلى مقاعد الحكم، قبل أن يتوجه هو وزوجته، لاستقبال الرئيس ترامب وزوجته ميلانيا، ثم يتحرك الأربعة الى الكابيتول لحضور حفل التنصيب الرسمي. ويحار المرء كثيرا، عندما يسرح بخياله إلى ما يمكن أن يحدث، أو يفعله ترامب فى هذا اليوم المرتقب، فأغلب الظن أننا سنكون, رغم البروتوكولات الصارمة الحاكمة للاحتفال، أمام لحظات فريدة، ربما لن يشهد مثلها العالم مرة أخرى، وأغلب الظن أيضا أن صورة ترامب لن تختفى بسهولة عن شاشات الفضائيات، وصدارة الصفحات الأولى للعديد من الصحف حول العالم، ليظل واحدا من أكثر السياسيين الذين ظهروا على مسرح السياسة العالمية خلال هذا القرن، إثارة للصخب والجدل، والفضائح أيضا. * نقلًا عن صحيفة الأهرام