أحمد عبدالتواب كلمة عابرة فى عبارة موحية بالمعانى المهمة، مرَّرها الرئيس السيسي فى سياق كلمته، أثناء زيارته الأحد الماضى مقر مركز قيادة الدولة الإستراتيجي ب العاصمة الإدارية الجديدة ، قال، ردا على من يتساءلون عمن يتحمل تكلفة مثل هذه الصروح الضخمة، إن إخلاء منشآت القيادة العامة للقوات المسلحة من القاهرة، بل فقط قيمة أراضى بعض قوات الحرس الجمهوري، تزيد بنحو 60 بالمائة عن تكلفة المنشآت الجديدة. وهذا كلام خطير، ليس فقط لأنه يؤكد القدرات الكامنة المتوافرة لمصر، وإنما أيضاً لأنه يضرب المثل العملى على إمكانية الاستفادة من هذه القدرات وتحويلها إلى مشروعات مادية، وهو ما لا يتحقق إلا بشرط حُسن التدبر والتدبير. وكما أنه يفسر الأمر للمتسائلين ببراءة، فإنه يُخرِس المتشككين بسوء نية، بكيف أنه أمام مصر مصادر تجمع منها الأموال المطلوبة لإنشاء مشروعاتها العملاقة، التى منها المدن الجديدة على أحدث مستوى يعرفه العالم المتقدم، وبكل وسائل الانتقال الأكثر تطوراً، من طرق وكبارٍى وأنفاق وسكك حديدية ومونوريل، مع أحدث شبكات التواصل عبر الأقمار الصناعية..إلخ. والحقيقة أن مشروع تطوير قناة السويس ، كان أول تجليات نجاح فكرة الاستفادة من القدرات الكامنة التى كانت معطلة عبر أزمان، بتشجيع أصحاب المدخرات على إخراجها من مكامنها واستثمارها فى مشروعات عملاقة. وقد قُدِّر نجاح مشروع القناة فى وقته بأنه معجزة لم يكن هنالك أمارات على إمكانية تحقيقها، بجمع أكثر من 60 مليار جنيه من مدخرات المصريين ، فى 8 أيام فقط لا غير، كان من المعانى الكثيرة على النجاح فى جمعها بهذه السرعة، الدليل القوى ليس فقط على توافر القدرات الكامنة الضخمة، وإنما، وهو الأهم، ثقة أصحاب مدخرات العمر أن يشاركوا بها فى مشروعات يعلمون أن المسئولين أمناء عليها. وكان هذا هو قاعدة الانطلاق الآمن الواثق نحو المشروعات الأكثر طموحاً فى المدن الجديدة، التي، أيضاً، ما كان لمظاهر نجاحها الواعد أن ترى النور إلا بإقبال المواطنين على مشروعاتها بالسكنى وبإقامة أعمالهم. كما تحقق أيضاً إقبال منقطع النظير فى مشروعات أخرى مثل استصلاح الأراضى والمزارع السمكية..إلخ. * نقلًا عن صحيفة الأهرام