فى عام 1960 فاز المرشح الديمقراطى جون كينيدى بالرئاسة الأمريكية متغلبا على الجمهورى ريتشارد نيكسون فى معركة لعب فيها التلفاز دورا كبيرا بعد أن قرر المرشحان لأول مرة فى التاريخ تنظيم مناظرة بينهما على الهواء. وشهدت المناظرة (تقليعة) ديمقراطية جديدة فى ذلك الوقت حين وافق كينيدى على نصيحة مستشاريه باستخدام الماكياج لتظهر صورته بشكل أفضل على الشاشة من غريمه الذى رفض ذلك وبدا أكثر شحوبا للناخبين. أما فى عام 2008 فقد فاز الديمقراطى باراك أوباما على الجمهورى جون ماكين وكانت شبكة الإنترنت هى (تقليعة) أوباما الجديدة التى استخدمها لأول مرة فى التاريخ وبكفاءة شديدة للتواصل مع الناخبين وجمع التبرعات الفردية الصغيرة التى شكلت مجتمعة ملايين أسهمت فى فوزه بالرئاسة. ولكن الوضع اختلف مع انتخابات 2020 التى استخدم فيها جو بايدن المرشح الديمقراطى وسيلة قديمة من وسائل التواصل الإنسانى وهى البريد لحصد ملايين الأصوات التى أسهمت فى تحقيقه الفوز بالانتخابات. وبالمناسبة فإن استخدام البريد للتصويت فى الانتخابات الأمريكية ليس أمرا جديدا وإنما يعود لانتخابات 1864 التى تنافس فيها الجمهورى أبراهام لينكولن والديمقراطى جورج ماكليلين وتم خلالها السماح للجنود المشاركين فى الحرب الأهلية بالتصويت عبر البريد من مواقع القتال. أما بايدن فقد استغل انتشار جائحة كورونا ليطالب مؤيديه بعدم التوجه لمراكز الانتخاب واستخدام البريد بدلا من ذلك. ولم يكتف بذلك بل جند بايدن المئات من أنصاره ليزوروا الناخبين فى منازلهم ويحصلوا على دعمهم له ثم يقوموا بإرسال الاستمارات لمراكز الانتخاب. تقليعة جديدة ل بايدن ولكنها.. قديمة. نقلا عن صحيفة الأهرام