فجّر طبيب معروف مفاجأة من العيار الثقيل قبل أيام، عندما قال فى تصريحات لأحد المواقع الالكترونية المعروفة، إن إحدى السيدات اللاتى يظهرن فى إعلان تليفزيونى شهير، لمنتج يزعم قدرته على تخفيض الوزن خلال شهور معدودة، ويتحدى أصحاب الشهية المفتوحة على الطعام، أجرى لها قبل سنوات قليلة جراحة لتكميم المعدة، خفضت وزنها بصورة كبيرة، إلى النصف تقريبا، قبل أن تظهر هذه السيدة، ضمن عشرات آخرين غررت بهم الشركة المنتجة لهذا العقار، من بينهم نجم تليفزيونى معروف، وبطلة للإعلان تؤكد نجاحه فى تخفيض وزنها أكثر من 80 كيلو جراماً فى أقل من عامين. ويتهم الطبيب الذى يعمل استشاريا للجراحة العامة وجراحات المناظير والسمنة بالإسكندرية الشركة المنتجة للعقار بالنصب والتدليس، ويقول إن المنتج الذى تملأ إعلاناته العديد من الفضائيات، وتورط فنانون فى الترويج له، ليس أكثر من مكمل غذائى، على غرار تلك المكملات التى يتناولها الرياضيون، خصوصا هؤلاء الذين يمارسون الرياضات العنيفة، ويخضعون لنظم حمية غذائية صارمة، تستلزم تعويض ما يفقده الجسم من فيتامينات وأملاح معدنية ضرورية لبناء العضلات وتغذيتها، وإن هذا المنتج لم يحصل على التراخيص اللازمة لتداوله، من الجهات المختصة فى مصر. ومنذ سنوات ومثل هذا الإعلان المستفز يدهم المرء فى عشرات من القنوات الفضائية ، وعلى نحو يدعو للتساؤل والدهشة، غير عابئ بالعديد من الدعاوى القضائية التى حركت ضد الشركة التى تنتجه، وانتهت الى أحكام تقضى بوقف بثه، بل حبس وتغريم من يقفون خلفه، وقد كان آخر هذه القضايا واحدة حركها جهاز حماية المستهلك ، انتهت بحكم قضائي، يقضى بتغريم الممثل القانونى للشركة المنتجة ما يقرب من مليون جنيه، وحبسه لمدة عام، إثر اتهامه بارتكاب جريمة الإعلان المضلل ، وعرضه ب القنوات الفضائية دون تصريح من المعهد القومى للتغذية . والأمر لا يتوقف عند حد هذا المنتج السحرى العجيب، وقدرته العجيبة على التغرير بملايين من المصابين بمرض السمنة، لكنه يمتد الى منتجات أخرى، لا يعرف لها أحد أصلا من فصل، فهذه لعلاج آلام الركبة والعمود الفقري، وتلك لعلاج العقم وعدم القدرة على الإنجاب للرجال، ناهيك عن عشرات من المنتجات الأخرى الخاصة بالفحولة وغيرها مما يثير الغرائز، ويورد الحالمين بالقوة الأسطورية موارد التهلكة. والأمر كذلك لا يتوقف أيضا عند حد مثل هذه الإعلانات، وإنما أيضا للقنوات التى تقوم ببثها، وجميعها تقوم على سرقة واضحة وعلنية لثروة مصر الفنية من أفلام وأعمال درامية، من المؤكد من طريقة عرضها أنها مسروقة بالثلث، ولست أعرف ما هى الخطوات التى يمكن أن يقطعها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ، لوقف مثل هذه الفوضي، وقد أصبح هو المسئول الأول عن وضع وتطبيق الضوابط والمعايير اللازمة، لضمان التزام الوسائل الإعلامية بأصول وأخلاقيات المهنة، إلى جانب القواعد والمعايير الضابطة للأداء الإعلامى والإعلانى؟ * نقلًا عن صحيفة الأهرام