آخر ما توصلت إليه إسرائيل حول نتائج الانتخابات الأمريكية أن بايدن فى طريقه للبيت الأبيض، وأن فرص الرئيس ترامب أصبحت ضئيلة .. لقد أخذت إسرائيل من ترامب كل شيء القدس والجولان وصفقة القرن والتطبيع مع الدول العربية والبقية فى الطريق.. إن إسرائيل تضخمت فى الفترة الأخيرة فقد حققت مكاسب كثيرة.. ولكن إسرائيل بدأت فى التدخل فى شئون الآخرين بصورة غريبة ومريبة.. كيف تجرأت إسرائيل لكى تعطى نفسها الحق أن تتدخل فى قضية سد النهضة .. وأن من حق إثيوبيا أن تستغل مواردها أو أن تعلن أن حلايب وشلاتين أراض سودانية.. إن هذه المواقف تعكس توجها جديدا ضد مصالح مصر وأمنها واستقرار شعبها.. إن هذا أيضا يعطى إسرائيل حقوقا فيها تجاوزات، كثيرة وهذا يعنى أن إسرائيل تريد أن تلعب أدواراً أكبر بكثير من حجمها حتى تتحدث فى قضايا شائكة مثل سد النهضة والخلاف مع إثيوبيا أو أن شلاتين وحلايب أراض سودانية.. إن إسرائيل تتصور أن قطار التطبيع الذى يجتاح العالم العربى سوف يرتب لها أدواراً جديدة فى المنطقة ويجب أن تدرك الدول العربية مخاطر و أطماع الفكر الصهيونى الذى لن يكتفى ب إسرائيل واحدة.. إن العالم العربى وهو يندفع فى قطار التطبيع ينبغى أن يدرك أن إسرائيل لها أهداف وأطماع لن تتخلى عنها، وأن الخطأ الأكبر أن يتخلى الفلسطينيون عن قضيتهم أمام صراعات وانقسامات طالت.. وأن أمريكا تبحث عن وريث لها يدير شئون العالم العربى ولهذا لم يكن غريبا أن ترى إسرائيل أن بايدن هو الرئيس القادم لأمريكا، وأن ترامب أدى دوره ومضى.. إن العالم العربى يعيش لحظة فارقة ما بين التطبيع مع إسرائيل والحروب الأهلية والأطماع الخارجية، وقبل هذا كله كورونا كارثة العصر.. نحن أمام متغيرات وتحديات تهدد الشعوب العربية حاضراً ومستقبلاً فهل يفيق النائمون.. إن تصريحات مسئولين كبارا فى إسرائيل حول تصريحات الرئيس ترامب عن حق مصر فى هدم سد النهضة واستنكار ذلك يمثل تدخلا مرفوضا فى الشأن المصرى وليس الإثيوبى وعلينا أن نتوقع المزيد.. موقف غريب من إسرائيل ولكنه متوقع.. * نقلًا عن صحيفة الأهرام