د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة تابعت من خلال شاشة التليفزيون و الصحف اليومية أخبار مهرجان الجونة السينما ئى، فى دورته الرابعة، بدءا من استعراض النجوم التقليدى على السجادة الحمراء، وحتى إعلان الجوائز فى مسابقاته المتنوعة يوم الجمعة الماضى. ولا شك أن عقد المهرجان فى منتجع الجونة السياحي بمدينة الغردقة على البحر الأحمر أتاح للأخوين نجيب وسميح ساويرس تدبير بنية أساسية فاخرة تتلاءم مع طبيعة المهرجان وضيوفه. ولكن الشئ الأهم فى نظرى هو توافر الحرفية والمهنية التى أتاحت تنظيم مسابقة جادة، انعكست فى التنويعة الكبيرة من الأفلام الفائزة وفقا لمعايير مهنية صارمة. بذلك الجهد الكبير وضع مهرجان الجونة نفسه فى مكانة قوية مع مهرجانات السينما المصرية العديدة (المهرجان القومى للسينما المصرية، والقاهرة الدولى، وجمعية الفيلم، والمركز الكاثوليكى، والإسكندرية، وشرم الشيخ، والقاهرة للسينما الفرانكفونية، والقاهرة وأسوان لسينما المرأة، والأقصر للسينما الإفريقية ، وبور سعيد للفيلم العربى، والاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة ....ولا أعرف إن كانت هناك مهرجانات أخرى!) وليس ذلك أمرا غريبا، ولكنه يتناسب مع مكانة مصر القديمة والعريقة فى مجال السينما التى تعود إلى عام 1896 بعد أشهر قليلة من عرض أول فيلم فى فرنسا والعالم! غير أن الكثير من تلك المهرجانات الأخرى لايعرف تقاليد السجادة الحمراء التى تقدم نجمات ونجوم السينما كل فى مجاله، بقدر مايسعى لتقديم نوعية ما من الأفلام المتميزة. وأعود إلى مهرجان الجونة وأجدد إعجابى بما شهدته من تنظيم رائع و فاخر، وما علمته من جوائز مستحقة للفائزين فيها. غير أننى أتمنى أيضا أن يقف مليارديرات مصر ومليونيراتها إلى جانب المهرجانات المصرية الأخرى، قومية كانت أم محلية أم مرتبطة بمؤسسات أهلية ومستقلة تهتم بصناعة السينما ، ففى النهاية تصب تلك الجهود بلا شك فى دعم قيم التنوير التى تحتاجها مصر كلها اليوم أكثر من أى شئ آخر!. نقلا عن صحيفة الأهرام