"بوابة الأهرام" ترصد سيناريو الصراع القطرى على كعكة "هيرمس" أكبر بنك استثمار فى الشرق الأوسط

دخلت صفقة الشراكة بين "المجموعة المالية هيرمس القابضة"، أكبر بنك استثمارى فى الوطن العربى ومصر، مع الجانب القطري المنعقدة، اليوم الأحد، مراحلها الحاسمة بعد موافقة الجمعية العمومية غير العادية ل"هيرمس".
بدأ مسلسل الصراع القطرى لقضم نصيب من كعكة "هيرمس" بمفاوضات للدخول فى شراكة استرتيجية مع المجموعة بعد مرور شهور قليلة من ثورة الخامس والعشرين من يناير، وبدأت تتبلور ملامح تلك الشراكة خلال الربع الأول من العام الحالى 2012، عندما أعلنت "هيرمس" عن بحث "كيو انفست" تملك نحو60% من هيرمس قطر بقيمة250 مليون دولار، عن طريق نقل ملكية كامل حصة المجموعة "المالية هيرميس القابضة" فى عدد من شركاتها العاملة فى قطاعات الوساطة فى الأوراق المالية والبحوث وإدارة الأصول وخدمات بنوك الاستثمار، والاستثمار فى قطاع البنية الأساسية وما يرتبط بها من عناصر وأصول مادية ومعنوية إلى "إى اف جى هيرميس قطر".
وبعد أن قررت "هيرمس" عقد جمعية عمومية لمناقشة الشراكة مع الجانب القطرى فى مايو الماضى، فُوجئت قبل عقد العمومية بيومين، بإعلان من تحالف يضم مجموعة من المؤسسات الاستثمارية الدولية وشخصيات مصرفية واستثمارية بارزة يحمل اسم "بلانيت انفستمنتس" لدراسة كامل أسهم المجموعة المالية هيرمس.
وبدأت لعبة القط والفأر بين الجانبين فى محاولة من "بلانيت" لإفشال الصفقة، وهو ما اتضح بعد مرور شهور قليلة، حيث لم يتقدم "التحالف" بأى عرض رسمى للرقابة المالية التى فتحت تحقيقًا موسعًا فى عروض الشراء للمجموعة للكشف عن حالات التلاعب، انتهى إلى إدانة التحالف بالتلاعب فى قوانين سوق المال، إلى أن أغلق التحالف ملف الاستحواذ والدخول فى ملفات أخرى فى وقت لاحق.
وفى إطار مسلسل العقبات التى واجهت الصفقة، رفضت الهيئة العامة للرقابةالمالية قرارات الجمعية العمومية التى عقدتها "هيرمس" فى مايو 2012 والذى وافق خلالها مساهموها على العرض القطرى وقبلته من حيث الشكل حتى تتقدم الشركة بالرد على كل الاستفسارات التى تطلبها الهيئة، إلا أن الشركة أكدت ثقتها فى اتمام الصفقة ودعت لجمعية عمومية ليتم الانتهاء تماماً من الصفقة بنهاية الربع الثالث من عام الحالى 2012.
وتم عقد الجمعية العمومية، اليوم الأحد، والتى وافقت على الشراكة، وتنتظر قيام الهيئة العامة للرقابة المالية بالموافقة على محضر الجمعية العمومية المنعقدة اليوم، لإنهاء باقى إجراءات الصفقة.
وتعد "كيو انفست" بنك استثمار مُرخَّص من قِبَل هيئة مركز قطر للمال منذ أبريل 2007، ويخضع لرقابة هيئة تنظيم مركز قطر للمال، برأسمال مُصرَّح به، بقيمة مليار دولار أمريكي ورأسمال مدفوع بقيمة 750 مليون دولار.
ويتكون هيكل الملكية من مصرف قطر الإسلامي ومستثمرين مؤسسيين آخرين، بالإضافة إلى أفراد مرموقين من أصحاب الثروات الطائلة.
ويتركز نشاطها فى مجالات الصيرفة الاستثمارية وإدارة الاستثمار والوساطة المالية وإدارة الثروات من خلال مجموعة عمل ناشطة متخصصة في مجال الأعمال والمبيعات والتوزيع.
فيما تأسست "المجموعة المالية هيرمس القابضة" 1984، لتصبح أكبر بنك استثمار فى مصر والعالم العربى وترتيبها هو رقم 1 فى مصر، ورقم 2 فى الكويت، ورقم 1 فى دبى، ورقم 3 فى أبو ظبى، ورقم 4 فى عمان.
ويبلغ عدد العاملين فى الشركة 1080 فى تسعة بلدان عربية هى مصر والسعودية والإمارات وقطر والكويت والأردن وعمان وسوريا ولبنان و تمثل الإيرادات من مصر بكل أنشطتها المختلفة حوالى 35% من إجمالى الإيرادات.
وتصل الأصول تحت الإدارة 3.3 مليار دولار، فيما تصل أصول وحدة الاستثمار المباشر إلى مليار دولار.
ويعتبر أكبر مساهمى الشركة مؤسسات وصناديق استثمار مصرية وعربية ودولية وعلى رأسها، كأكبر مساهمى المجموعة، الصناديق السيادية فى دبى وحكومة أبو ظبى بالإضافة إلى 11 ألف مساهم، وهى مسجلة فى بورصتى مصر ولندن.
ويقول الدكتور أشرف الشرقاوى رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية إن الهيئة العامة للرقابة، دورها الحفاظ على مصالح المساهمين وتقوم بدورها كرقيب على مصالح السوق وحماية حقوق الأقلية وفقًا لقوانين سوق المال.
وأضاف الشرقاوى، أن رفض الهيئة لقرارات الجمعية العمومية التى عقدتها "هيرمس" للمرة الأولى وناقشت فيها العرض المقدم من جانب الشركة القطرية، جاء نتيجة عدم استيفاء كامل المستندات التى توضح أبعاد عرض الشراء وحقوق صغار المساهمين وفقًا للقواعد المتبعة فى الهيئة.
وأوضح ل"بوابة الأهرام" أنه إذا تقدمت الشركة بمحضر يتفق مع القواعد التى تنتهجها الهيئة العامة للرقابة المالية، فإن الهيئة لا تمانع فى الموافقة على قرارات الجمعية العمومية.
بينما تؤكد منى ذو الفقار، رئيس هيرمس، أن الصفقة ليست لها أية أبعاد سياسية، وإنما تعد شراكة من شأنها أن تخلق كيانا قويا تمتلك فيه "كيو انفست" حصة أغلبية، سعياً لتأسيس أكبر مصرف استثماري فى العالم العربي، يساعد على دخول أسواق إفريقيا وتركيا وجنوب شرق أسيا.
وأوضحت، أن المقصود بقيام شركة كيو انفست بشراء 60%، هو أن تقوم "هيرمس"، كجزء من نشاطها، بوضع تمويل أولي فى الصناديق التي تديرها المجموعة فى قطر، بحيث يتم طبقًا للاتفاقية، تقسيم قيمة هذه التمويلات الأولية على كل من "كيو إنفست" و"المجموعة المالية هيرميس" كمساهمين فى "هيرمس قطر المحدودة"، طبقا لنسبة ماسهمة كل منهما فى الكيان الجديد عند إتمام تنفيذ الاتفاقية وبناء على ذلك، سيتم بيع الحصص المذكوره إلى كيو إنفست وفقا للقيمة السوقية لتلك الصناديق فى تاريخ أخر يوم عمل قبل تنفيذ الاتفاقية.