علينا أن نعترف بأننا نعيش الآن ظروفًا معيشية قاسية.. فلا أحد ينكر تلك الحالة الصعبة التى "تعصر" الجميع دون استثناء فى ظل ارتفاع جنونى فى أسعار كل شيء ، وفى ظل رسوم يتم سدادها عن كل شيء، ولكن علينا أن نضع فى الاعتبار أنه يومًا بعد الآخر يتم تنفيذ الكثير والكثير من الإنجازات التى تتحقق فى كل مكان على أرض مصر فى جميع المجالات، وهى إنجازات بكل تأكيد سوف تنعكس بشكل إيجابى على المجتمع ككل فى القريب العاجل إن شاء الله. وحتى نشعر بتلك الإنجازات ونتفاعل معها، علينا فقط أن نرفض تلك الأفكار المسمومة التى تبثها حولنا وسائل الإعلام المعادية للدولة بشكل ممنهج، وأن نواجهها بكل ما أوتينا من قوة؛ فهى أفكار شيطانية تستهدف فى المقام الأول السيطرة على العقول باختراع قصص وحكايات وهمية؛ من أجل نشر الشائعات والأكاذيب والترويج لثقافة الفوضى فى المجتمع .. وللأسف الشديد هناك من يعيشون أسرى تلك الأوهام، فلم يجن الواحد منهم سوى المزيد من الشقاء والتعاسة. هؤلاء البؤساء ضحايا الأكاذيب والأخبار المفبركة يذكروننى بحكاية كنت تناولتها من قبل عن الرجل الذى خرج إلى عمله ولكنه لم يعد، فظلت زوجته تنتظره إلى أن فوجئت به بعد مرور 20 عامًا يطرق باب البيت ويدخل ليرتمى بين يديها، ولما سألته أين كان يعيش كل تلك المدة.. سالت دمعةٌ من عينه وقال: حينما خرجت من البيت اقترب منّى شخص غريب، ثم همس فى أذنى كلامًا لم أفهم منه شيئًا، وقال لى: هذه تعويذة سحر أسود بموجبها أصبحت الآن عبدًا لى، ودون أى مقاومة ذهبت معه إلى بيته الذى كان أشبه بالقبر، فرأيت هناك عددًا من الرجال يخدمونه، وكان كل واحد منهم يحمل فى رقبته قلادة بها مفتاح، فإذا جاء الليل دخل كل منهم سجنه وأغلق القفل بالمفتاح وينام فصرت أفعل مثلما يفعلون. مرت الأعوام وكبر الرجل فلما مرض وشارف على الموت قلت له أنت الآن تموت، ولا نعلم كيف يكون الخلاص من السحر الأسود الذى ابتلينا به، فضحك الرجل وقال: أنا لا أعرف شيئًا من السحر، لكن نفسك الضعيفة جعلتك عبدًا لي، وخوفك من الهلاك جعل روحك سجينة فى زنزانة تغلقها بيديك أنت وزملاؤك. حقًا إنها سجون يصنعها الضعفاء بأيديهم ويعيشون بداخلها وذلك بتقبلهم لما يقال لهم من أبواق أهل الشر الذين يحرضون الشعب ضد الدولة فيقتنع بكلامهم نوعية هذا الرجل دون مناقشة، بينما المفتاح فى أيديهم.. وهو التفكير وتشغيل العقل .. فلو فكرنا فيما يقال لنا من شائعات وأكاذيب سوف نكتشف أنها مجرد خطط ممنهجة تستهدف هدم الدولة المصرية . [email protected]