قال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية، إن محافظة أسوان ستحتفل بظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى بمعبده الكبير بمدينة أبو سمبل ، يوم الخميس المقبل. وأضاف أن معبد أبو سمبل يعد أكبر معبد منحوت في الصخر بالعالم، ويعتبر آية في العمارة والهندسة القديمة، حيث تم نحته في قطعة صخرية على الضفة الغربية للنيل، وكان الغرض منه هو عبادة الشمس. وأوضح أن أشعة الشمس تتعامد على قدس الأقداس بمعابد أبوسمبل مرتين كل عام 22 فبراير و22 أكتوبر، حيث تخترق أشعة الشمس الممر الأمامى لمدخل معبد رمسيس الثانى بطول 200 متراً حتى تصل إلى قدس الأقداس. يتكون قدس الأقداس من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثانى جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته والإله آمون وتمثال رابع للإله بتاح. الطريف في الأمر ، وفقا لما صرح به جاد القاضي أن الشمس لا تتعامد على وجه تمثال "بتاح" الذى كان يعتبره القدماء إله الظلام. تستغرق ظاهرة تعامد الشمس 20 دقيقة فقط فى ذلك اليوم. جدير بالذكر أن هناك روايتين لسبب تعامد الشمس ، الأولى: هى أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعى وتخصيبه. أما الثانية: هى أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثانى ويوم جلوسه على العرش. وأشار رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية ان ظاهرة تعامد الشمس تم اكتشافها فى عام 1874، عندما رصدت المستكشفة "إميليا إدوارذ" والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وتسجيلها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل. ومن منطلق الدور القومى للمعهد القومى للبحوث الفلكية في إثراء الثقافة العلمية لدى المجتمع وتشجيعا للسياحة، فإنه يتم الإعداد لاحتفالية علمية لهذا الحدث بالتعاون مع الجهات المعنية في منطقة اسوان وابوسمبل ممثلة فى متحف النيل ومنطقة اثار اسوان وابوسمبل حيث ستقام محاضرات عامة لهذا الاحتفالية بهدف إثراء الحدث علمياً بإقامة فعاليات علمية احتفاءً بما قدمه الأجداد في مجال علم الفلك والهندسة والمعمار.