5 - بعد 10 ساعات من الصمت الرهيب فى أروقة مبنى رئاسة الأركان الإسرائيلية حول ما جرى على جبهة قناة السويس ، خرج الناطق الرسمى باسم القيادة العامة للقوات الإسرائيلية ببيان يكشف عمق الصدمة من بين ثنايا السطور التى تبرر ما لحق بالإسرائيليين من خسائر هائلة وفادحة في الأرواح والمعدات، ومازلت أحتفظ بنص البيان الإسرائيلى منذ أن تلقيناه في مكتب المتحدث العسكري المصري باستغراب ودهشة قبل منتصف الليل مساء 6 أكتوبر والذى ورد فيه: إن القوات الإسرائيلية التى تقاتل على طول جبهة قناة السويس "وجدت نفسها" مشتبكة فى نفس الوقت فى معارك أخرى مع الكوماندوز المصريين الذين أنزلتهم الطوافات المصرية فى عمق سيناء وخلف الخطوط الأمامية للجبهة. وقبل أن تغرب شمس اليوم الثانى للحرب 7 أكتوبر ازداد اليقين لدينا فى القاهرة بحجم الصدمة التي دهمت إسرائيل عندما أطل الجنرال جونين قائد جبهة قناة السويس بتصريحات يقول فيها" إنه بعد 24 ساعة على بدء المعارك يمكن القول بشكل أكيد، أن المعارك قاسية جدا وبالذات بسبب حشود المدفعية المصرية الضخمة بالقرب من خط المواجهة على الضفة الغربية للقناة. وبعد ذلك بساعة واحدة فقط ظهر الجنرال حاييم هرتزوج، أكبر وأشهر المعلقين العسكريين والذى شغل منصب مدير المخابرات العسكرية الإسرائيلية قبل تقاعده، ليؤكد عمق الصدمة وحجم الانهيار الذى أحدثته مفاجأة العبور قائلا: إن الحملة الإسرائيلية لإلحاق الهزيمة بالمصريين لن تكون سهلة أو سريعة، وأن القتال كان حتى الآن مريرا داميا وليس هناك شك فى أن الصراع الذى يواجهنا ليس صراعا سهلا لأننا لا نتعامل فى اللحظة الراهنة مع عدد ضعيف، فقد اتضح أن مصر تستخدم تكتيكا جديدا فى الحرب بقوات الكوماندوز، التي قال عنها الجنرال كولمان قائد أحد المواقع في الوسائل بطائرات الهليكوبتر والقوارب وسيرا على الأقدام وأنهم يقاتلون بشراسة ومسلحون بأحدث الأسلحة وأجهزة الاتصال. ونقلت وكالة رويتر عن أحد كبار ضباط القيادة الإسرائيلية قوله: إن الصدمة مذهلة وأن الحزن سيخيم على شعب إسرائيل عندما تعلن عليهم الخسائر كلها، وأضاف قائلا: إن هذه الحرب ليست مثل حرب يونيو 1967 بل هى حرب قاسية جدا على الجبهة المصرية، كما أن السوريين يقاتلون بضراوة حتى الآن فى جبهة الجولان بينما يبدو الإرهاق واضحا على وجوه الجنود الإسرائيليين الذين أصابتهم الصدمة المفاجئة، وذلك على عكس ما كان يقال لهم طوال 6 سنوات أعقبت معارك يونيو 1967 بأن الحرب مستبعدة تماما وغير واردة لأن أعداءنا يعرفون كم نحن أقوياء.. واليوم وبعد 47 عامًا من نصر أكتوبر تعود مجددًا بعض نغمات الغرور وأحاديث القوة الفائقة لإسرائيل بشكل يدعو للريبة والتساؤل!! وغدًا نستكمل الحديث [email protected] * نقلًا عن صحيفة الأهرام