فقدت الرياضة المصرية أحد أهم رموزها، اللواء أحمد فولي، رئيس الاتحاد الإفريقي للتايكوندو ونائب رئيس الاتحاد العالمي، عن عمر يناهز ال 70 عاما، وسط مظاهرة من الحب والتقدير من أسرته الصغيرة والكبيرة في الوسط الرياضي. وتستعرض «بوابة الأهرام» تاريخ «الفولي» الرياضي وأهم انجازاته الذي افنى عمره فيه. ولد أحمد فولي في الثامن من نوفمبر عام 1949 بالقاهرة في عائلة شرطية، فوالده هو اللواء محمد فولي مؤسس نادي اتحاد الشرطة. سار «الفولي» على خطى والده بدخول كلية الشرطة والعمل البوليسي، واتجه لمجال الإدارة الرياضية في عام 1985، حيث تم تعيينه عضو بمجلس إدارة الاتحاد المصري للدراجات، وفي عام 1996 انتخب عضو بمجلس إدارة الاتحاد المصري للتايكوندو ثم عضوًا بمجلس إدارة اللجنة الأولمبية المصرية. وفي عام 2000 تم اختياره نائب رئيس البعثة المصرية في دورة الألعاب الأولمبية سيدني 2000، «الخبرة الأولمبية كانت محطة جديدة مليئة بالفرح والمتعة، فقد كنت قريبًا جدًا من اللاعبين، وحضرت معظم منافساتهم بالدورة، لدي ذكريات ممتعة من أولمبياد سيدني زادت من تعلقي بالرياضة»، هكذا عبر «الفولي» عن مشواره في مجال الإدارة الرياضية وخاصة رياضة التايكوندو . في عام 2001 انتخب «الفولي» رئيسًا للاتحاد المصري للتايكوندو، حيث عبر «الفولي» عن تلك المرحلة قائلًا: «كان أبنائي يمارسون رياضة التايكوندو في نادي الزهور، مما شجعني على خوض انتخابات اتحاد التايكوندو ، وكانت بداية مهنة عالمية فيما بعد»، كما تت تعيين «الفولي» عضوًا بالمكتب التنفيذي للاتحاد العالمي للتايكوندو عام 2001. وخلال فترة رئاسته للاتحاد المصري للتايكوندو استطاع تحقيق طفرة عالمية للاعبي مصر، تحت قيادته حصلت مصر على أول ميدالية أولمبية في تاريخ التايكوندو وهي البرونزية التي أحرزها تامر صلاح في أولمبياد أثينا 2004، «هذه الميدالية غالية جدًا، فقد أثبتت أني على الطريق الصحيح» هكذا عبر «الفولي» عن هذا الإنجاز. في عام 2004، تم اختيار اللواء أحمد فولي بالإجماع لرئاسة الاتحاد الإفريقي للتايكوندو ثم اختياره نائبًا لرئيس الاتحاد العالمي للعبة، حيث قال وقتها: «هدفي كان تطوير رياضة التايكوندو في القارة الإفريقية وذلك عن طريق نشر اللعبة في أنحاء القارة وزيادة قاعدة الممارسين، وقد استطعنا تحقيق هذا الهدف، حيث حصدت القارة الإفريقية 5 ميداليات أولمبية بدورة الألعاب الأولمبية ريو دي جانيرو منها برونزية البطلة المصرية هداية ملاك، أشعر بالرضا تمامًا عن ما استطعت تحقيقه للتايكوندو المصري والإفريقي، ويجب العلم أن ما تحقق هو نتاج عمل جماعي بمساعدة زملائي في الاتحاد الإفريقي وعلى رأسهم: ايدي ايساكا (النيجر)، وإدريس الهلالي (المغرب)، وجوناسان ناجي (نيجيريا)»، وترأس البعثة المصرية في أولمبياد لندن 2012، كما انتخب عضوًا ورئيسًا لنادي الزهور، وايضًا شغل منصب رئيس اتحاد الكونفدراليات الرياضية الإفريقية. ومن أكثر ما ميز شخصية اللواء الفولي على مدار تاريخه، اهتمامه بالشباب ونقل خبرته لهم ومساعدتهم على إيجاد مكانتهم في الإدارة الرياضية العالمية مثل: محمد شعبان، رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد العالمي للتايكوندو، ووليد جودة، عضو لجنة التعليم بالاتحاد العالمي، وعزة الفولي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتايكوندو، حيث عبر عن ذلك قائلًا: «دائمًا لدي رغبة في نقل خبرتي للشباب، وعندما اقترح اسم أو أرشح شخص لتولي منصب عالمي فإني أرشح فقط الأشخاص أصحاب الإمكانيات والخبرات القادرين على تولي المسؤولية». و استمر «الفولي»في مزاولة عمله حتى النهاية. وبعد وفاة اللواء أحمد فولي، فقد ترك فراغ كبير في الوسط الرياضي عامةً وفي رياضة التايكوندو خاصةً، وجعل من الصعوبة على أي شخص أن يملأ هذه المكانة، ولكنه ترك أثر طيب وذكرى عطرة مليئة بالحب والتقدير، فهو أحد الأشخاص القليلين الذي اجتمع الجميع على حبه وتقديره.