ظل الروبوت فى خيال هوليوود خارقا، قادرا على هزيمة الإنسان بقوته وامكاناته اللامتناهية، بداية من فيلم « ترمنيتور » للنجم أرنولد شوارزينجر ، وفى 2020، أصبح الروبوت ثورة تكنولوجية فى المجالات العسكرية والمدنية. وفى نقطة تحول فارقة فى تاريخ تطوير آلية ومعدات الحروب العسكرية فى العالم، كشفت شبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية النقاب عن نجاح سلاح الجو الأمريكى فى استخدام روبوتات على شكل كلاب بأربعة أرجل تم إرسالها من فوق متن مقاتلات تابعة له للمشاركة والانخراط فى ساحة المعارك ولعب دور فيها، وذلك خلال أحد أكبر وأضخم التدريبات العسكرية التى أجراها الجيش الأمريكى الأسبوع الماضى فى أحد مطارات صحراء «موهاف» وسط البلاد. وأوضح التقرير أن استخدام هذه الروبوت ات خلال تلك المناورات التجريبية، التى تعد واحدة من أكبر تجارب الجيش الأمريكى على الإطلاق عالية التقنية، لم يكن ضربا من الخيال العلمى أو حتى لونا من أفلام هوليوود الأمريكية، بل واقعا حقيقيا من شأنه الإسهام الجدى فى تغيير النظرة الحالية بأكملها لواقع وأدوات مستقبل الحروب والمعارك التى ربما لن تعتمد على العنصر البشرى فى مجمل جوانبها. ونقل تقرير الشبكة عن بعض مسئولى سلاح الجو الأمريكى، الذين رفضوا الكشف عن هويتهم، قولهم فى تصريحات أدلوا بها فى 3 سبتمبر الجارى، إن الروبوت ات من هذا النوع، والتى تم إرسالها من داخل طائرات عسكرية أمريكية من طراز سي- 130، استطاعت الطيران والتحليق فوق مهبط طائرات للعدو للكشف عن المخاطر والتهديدات فى الخارج قبل أن تتعرض لها العناصر البشرية المتواجدة فى الداخل على متن تلك المقاتلات لضمان سلامتهم. وأشار التقرير إلى أن الأنياب الإليكترونية الموجودة داخل أفواه الروبوت ات المصنعة على شكل كلاب ما هى إلا رابط واحد مما يطلق عليه الجيش الأمريكى «نظام إدارة المعركة المتقدم». وأضاف التقرير أن هذا النظام الروبوت ى يستخدم الذكاء الاصطناعى والتحليلات السريعة للبيانات لاكتشاف ومواجهة التهديتات التى تمثل خطرا ضد الأصول المملوكة للجيش الأمريكى فى المجال الفضائى، فضلا عن التصدى للهجمات المحتملة ضد الأراضى الأمريكية سواء بواسطة صواريخ أو آليات عسكرية أخرى. وعلى صعيد استخدامات الروبوت ات فى الأغراض السلمية وليست العسكرية هذه المرة، أعد موقع «مترو» الإخبارى البريطانى تقريرا موسعا بعنوان: «هل يمكن للروبوتات أن تحل أزمتى الرعاية الاجتماعية والصحية فى المملكة المتحدة؟». وأوضح التقرير, أن هناك روبوت فى المملكة المتحدة يعرف باسم «بيبر»، وهو روبوت صديق لكبار السن و يمكن أن يكون بمثابة يد المساعدة الحيوية لحل أزمة الرعاية الاجتماعية فى بريطانيا بأسرها. وشرح التقرير بعض ملامح ومهام هذا الروبوت ، مشيرا إلى أن هذا الإنسان الآلى ذا اللون الأبيض، مؤهل ثقافيا وعلميا وبإمكانه المشاركة فى محادثات غير مكتوبة، وأن من بين أدواره أيضا أن يذكر سكان المنزل أو المقمين فيه بتناول الدواء كما يقوم بتشغيل الموسيقى متى طلب منه ذلك. وذكر التقرير أنه على الرغم من أن هذه الروبوت ات ليس بمقدورها القيام بمهام جسدية أو تحضير الدواء، إلا أنه مستقلة تماما بمعنى أن بإمكانها أن تشغل نفسها بنفسها. ولفت التقرير إلى أن هذه الروبوت ات تعد جزءا من مشروع يعرف باسم «كيرسيس الدولي»، الذى تم اختباره فى جميع أنحاء المملكة المتحدة واليابان مع المقيمين فى دور الرعاية ولمدة عام، حيث حصل كل مقيم منهم على هذا الروبوت لمدة تصل إلى 18 ساعة على مدار أسبوعين. وفى النهاية، يتضح للجميع أن الروبوت ات لم تعد ضربا من الخيال العلمى أو جزءا من المجال السينمائى وإنما باتت واقعا معاشا من شأنه أن يسهم فى تغيير وجه الحياة بأكملها ليس فقط فى المجال المدنى بل والعسكرى آيضا. نقلا عن صحيفة الأهرام