يستأنف الرئيس الصربي الكسندر فوتشيتش ورئيس الوزراء الكوسوفي عبد الله هوتي في البيت الأبيض الجمعة محادثاتهما التي تحدث مسؤول أمريكي عن تحقيق "تقدم" في اليوم الأول منها، رغم رفض بلجراد البحث في الاعتراف بكوسوفو. وكتب مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي روبرت أو براين في تغريدة بعد ظهر الخميس "حققا تقدما كبيرا وستتواصل المناقشات" الجمعة. ويقوم أوبراين ومعه الموفد الأمريكي إلى المفاوضات الصربية الكوسوفية ريتشارد غرينيل بوساطة بين الطرفين. وقال أوبراين إن "التطبيع الاقتصادي يعني وظائف للشباب". ولا تهدف هذه القمة التي تعقد في واشنطن وغير العادية في عملية يقودها الأوروبيون تقليديا، رسميا سوى إلى "تعزيز العلاقات الاقتصادية" بين البلدين الواقعين في منطقة البلقان وسط واحد من أكثر النزاعات تعقيدا في القارة الأوروبية. وترفض بلجراد الاعتراف بالاستقلال الذي أعلنته كوسوفو من جانب واحد في 2008 بعد حرب تسعينيات القرن الماضي التي قتل فيها 13 ألف شخص. وتلقى صربيا دعم حليفتيها روسيا والصين بينما كانت الولاياتالمتحدة واحدة من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة الجديدة. ومع أن الحكومة الأمريكية أكدت أنها تريد وضع أي محاولة لمناقشة تسوية سياسية جانبا، طفت عقدة الاعتراف بكوسوفو على السطح من اليوم الأول من الاجتماع الذي يستمر يومين. نقلت وسائل إعلام صربية عن وزير المالية الصربي سينيسا مالي قوله على هامش الاجتماعات إن "المحادثات صعبة جدا والضغوط كبيرة، هائلة". وعبر عن أسفه لوجود صيغة في مشروع الاتفاق الذي عرض على المفاوضين، تعي بحسب بلجراد "الاعتراف المتبادل" بين البلدين، موضحا أن ذلك كان يمكن أن يجعل القضايا الاقتصادية المرتبطة خصوصا بالبنى التحتية للنقل والتي تدافع عنها واشنطن أقل أهمية. من جهته، قال الرئيس الصربي بعد ذلك إن الوثيقة "تتضمن بندا حول الاعتراف". وأضاف "كنا نعتقد أن هذا الأمر ما كان يفترض أن يدرج في وثيقة حول التطبيع الاقتصادي ولا يمكننا أن نقبل بذلك". وتابع فوتيشتش "ليس هناك أي إمكانية لأن أوقع وثيقة تتضمن الاعتراف بكوسوفو"، مؤكدا أنه "قال ذلك بأعلى صوت ممكن". وأكد الرئيس الصربي أن "هذا البند اختفى" من مشروع الاتفاق بعد احتجاجاته. لكن رئيس الوزراء الكوسوفي كرر مرة جديدة أن "هدفه" هو في الواقع "هذا الاعتراف المتبادل". وبدا متفائلا جدا وممتنا للبيت الأبيض. وقال "إنه حدث تاريخي بكل معنى الكلمة"، مؤكدا أن المفاوضين حققوا "خطوات كبير باتجاه اتفاق" يمكن أن يتم إبرامه الجمعة. حتى الآن، كان الأوروبيون يتولون في الصف الأول القيام بالوساطة التي يفترض أن تتواصل اعتبارا من الإثنين عندما يلتقي فوتشيتش وهوتي في بروكسل مع رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل. ويؤكد ريتشارد جرينيل مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه يريد كسر الجمود من خلال إعطاء الأولوية لقضايا اقتصادية عملية على أمل أن يحدث التطبيع الدبلوماسي بعد ذلك. وقال مستشار خاص للبيت الأبيض الثلاثاء "سنعكس السيناريو ونعطي الناس أولا القليل من الأمل بشأن النمو الاقتصادي ونبقي بعض القضايا السياسية للقاء الثاني". على الرغم من انعقاد القمة في البيت الأبيض، لم يتم إعلان مشاركة دونالد ترامب في هذه المرحلة. ومع ذلك، يمكن أن يحضر إذا تم التوصل إلى اتفاق.