انطلاق انتخابات أعضاء مجلس الشيوخ وسط إجراءات احترازية بسبب "كورونا"

تنطلق في التاسعة صباحا، عملية التصويت في اليوم الأول من الجولة الأولى لانتخابات مجلس الشيوخ ، داخل البلاد، ويستمر التصويت على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء عبر الاقتراع السري المباشر في ظل إجراءات صحية احترازية شديدة منعا لتفشي فيروس كورونا المستجد.
فيما انتهت عملية التصويت بالبريد للمصريين المتواجدين في الخارج، بعد الإدلاء بأصواتهم يومي 9 و10 أغسطس، وذلك بدءا من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء حسب التوقيت المحلي لكل دولة، حيث انطلق التصويت أولا في نيوزيلندا وانتهي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتجرى انتخابات مجلس الشيوخ بعد الموافقة على إنشائه في الاستفتاء على التعديلات الدستورية المصرية الأخيرة في أبريل 2019، وحدد له القانون عددا من الاختصاصات والمهام.
وأنهت الهيئة الوطنية للانتخابات استعداداتها وتجهيزاتها الفنية واللوجستية والأمنية بالتعاون مع جهات الدولة المختلفة لإتمام العملية الانتخابية لاختيار أعضاء مجلس الشيوخ .
وتبقى الهيئة في حالة انعقاد دائم وتواصل مستمر مع الوزارات والجهات الحكومية حتى إنهاء الجدول الزمني لاختيار أعضاء مجلس الشيوخ ، سواء بالتصويت في الجولة الأولى والإعلان عن نتائجها يوم 19 أغسطس، أو إجراء جولة إعادة في الدوائر التي لم تحسم مقاعدها يومي 6 و7 سبتمبر القادم، للمصريين بالخارج، وفي الداخل يومي 8 و9 سبتمبر، على أن يكون موعد الإعلان النهائي للانتخابات ونشرها في موعد أقصاه الأربعاء 16 سبتمبر.
ويصل عدد المقيدين في قاعدة بيانات الناخبين ويحق لهم التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ نحو 63 مليون ناخب، موزعين على 14 ألفا و92 لجنة فرعية على مستوى الجمهورية، تعمل تحت إشراف 27 لجنة عامة.
ويشرف على الانتخابات نحو 20 ألف قاض، موزعين على اللجان الفرعية والعامة، ويساعدهم 120 ألفا من أمناء اللجان، وأجرى توزيع اللجان الفرعية والعامة على 11500 مركز انتخابي ما بين مدارس وأندية ومراكز شباب.
ويتم انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ بموجب 100 مقعد للانتخاب بالنظام الفردي، و100 مقعد للانتخاب بنظام القوائم المغلقة المطلقة، إضافة إلى 100 مقعد بالتعيين يعينهم رئيس الجمهورية.
إجراءات احترازية
وحددت الهيئة عددا من الإجراءات الاحترازية لإجراء الانتخابات في ظل انتشار فيروس كورونا ، وتضمنت توفير كل ما يلزم من وسائل الوقاية للناخبين، وتعقيم المقار الانتخابية قبل بدء التصويت وبعده، ووضع مسافات آمنة أمام لجان الاقتراع للناخبين، وتكليف موظف مُختص من قبل الهيئة الوطنية لتنظيم المسافات الآمنة، وفرض ارتداء الكمامة الطبية على كل الأطراف، وإلزام المرشحين بالدعاية على مواقع التواصل، واستخدام مكبرات الصوت، وتقليل أعداد الناخبين من خلال زيادة عدد لجان الاقتراع.
وأكد المستشار لاشين إبراهيم أن مجلس إدارة الهيئة الوطنية للانتخابات اتخذ قرارا بإجراء انتخابات مجلس الشيوخ على مدار يومين، وذلك ليكون هناك إقبال كبير من المصريين على الانتخابات، وزيادة المشاركة في التصويت.
ودعا "إبراهيم"، جموع المواطنين للمشاركة بكثافة في انتخابات مجلس الشيوخ ، قائلًا: "أدعو المصريين إلى النزول بكثافة يومي الاقتراع المحددين في الداخل والمشاركة بقوة مع الالتزام بكثافة الإجراءات الوقائية لتجنب انتشار فيروس كورونا ، من أجل ممارسة حقهم السياسي وإظهار للعالم أجمع صورة مصر المشرقة".
وتابع رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات : "المشاركة في الانتخابات حق للمواطنين وأدعوهم لممارسة حقهم واختيار أعضاء مجلس الشيوخ ، والمشاركة ترسخ قواعد الديمقراطية وتمنح الحيوية للعملية السياسية، والضمانة الأهم لنزاهة العملية الانتخابية هي المشاركة الشعبية الواسعة".
وأضاف: "سيروا إلى المستقبل بخطوات ثابتة واتخذوا من دماء الشهداء الذكية باعثا ومن رفع لواء الوطن غاية ومن الديمقراطية طريقا ومنهاجا وضعوا وطنكم نصب أعينكم فإننا إلى زوال والوطن باق.. صوتكم أمانة في أعناقكم، وإن لوطننا علينا حق وللمستقبل حق، ولأبنائنا علينا ألف حق وحق فصونوا الأمانة وأدوا الحق".
رسالة للشباب والسيدات
شدد المستشار لاشين إبراهيم ، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات ، على أن الشباب هم أمل مصر وهم الحاضر والماضي والمستقبل ومشاركتهم في انتخابات مجلس الشيوخ بكثافة وفاعلية تؤكد حرصهم على وطنهم ومستقبلهم.
وأوضح: "أثق في أن شباب مصر سيوجه رسالة قوية للعالم أجمع عبر المشاركة بكثافة في انتخابات مجلس الشيوخ وسيؤكد إيمانه بالديمقراطية ولن يستكثر على نفسه ووطنه أن يقف في الطابور دقائق ليدلي بصوته، فهم يعرفون أن صناديق الانتخابات في انتخابات حرة ونزيهة هي الطريق للتعبير عن آرائهم واختيار مستقبلهم".
وبالنسبة للسيدات، قال المستشار لاشين إبراهيم ، إنه في كل الأحداث التي مرت بها مصر خلال السنوات الماضية كانت المرأة المصرية في المقدمة تدافع عن وطنها وتقود مسيرته، فالمرأة المصرية هي التي علمتنا جميعًا ووجهت لنا رسائل إيجابية عن المشاركة والمثابرة، لذلك أثق أن المرأة المصرية ستتصدر طوابير الناخبين بل ستشجع الرجال على المشاركة، وأضاف: "المرأة المصرية هي عمود الخيمة للأسرة والوطن ولن تتأخر عن أي واجب وطني فهي تعرف حقوقها وتحرص عليها".
وأوضح رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات ، أن الهيئة اتخذت جميع الإجراءات الاحترازية داخل جميع لجان الاقتراع للوقاية من فيروس كورونا ، من أجل المشاركة المكثفة من المواطنين، وتابع أنه سيتم تعقيم لجان الاقتراع مرة قبل العملية الانتخابية ومرة بعد انتهاء العملية الانتخابية في نفس اليوم.
وأضاف: "فرضنا على كل ناخب ومرشح وجميع المشرفين على اللجان ارتداء الكمامات حرصا على سلامتهم وتم توفير كمامات بمقرات اللجان لأعضائها"، مشددا على أنه لن يسمح بالدخول لمقر اللجان بدون ارتداء الكمامات.
الاستعلام عن اللجنة الانتخابية
أكدت الهيئة الوطنية للانتخابات أنه يمكن لأى ناخب، الاستعلام عن مكان لجنته الانتخابية ورقم اللجنة الفرعية ورقمه في الكشوف الانتخابية من خلال 3 طرق.
الأول عبر موقع الهيئة الرسمي www.elections.eg، وذلك من خلال إدخال الرقم القومي المكون من 14 رقما، والثاني إرسال رسالة قصيرة متضمنة الرقم القومي على هاتف رقم 5151، والثالث الاتصال على الخط الساخن 141.
غرامة قانونية
تشرف الهيئة الوطنية للانتخابات على العملية الانتخابية منذ بدايتها حتى إعلان النتيجة، وذلك طبقًا لما نص عليه قانون الهيئة الوطنية رقم 198 لسنة 2017، حيث ستتم الانتخابات تحت الإشراف الكامل للقضاء في شفافية ونزاهة وضمانات غير مسبوقة.
وحددت المادة 57 من قانون مباشرة الحقوق السياسية الصادر بالقانون رقم 45 لسنة 2014، عقوبة التخلف عن الإدلاء بالتصويت في الانتخابات أو الاستفتاءات.
ونصت المادة على أنه: "يُعاقب بغرامة لا تجاوز خمسمائة جنيه من كان اسمه مقيدًا بقاعدة بيانات الناخبين وتخلف بغير عذر عن الإدلاء بصوته في الانتخاب أو الاستفتاء".
توزيع القضاة
استعانت الهيئة بعدد كبير من القضاة بالهيئات والجهات القضائية المختلفة للإشراف على اللجان الانتخابية خلال يومي الاقتراع في الداخل.
واستحدثت الهيئة نظاما جديدا لتوزيع القضاة على اللجان إلكترونيا وإمكانية الاستعلام عن المركز الانتخابي واللجنة الفرعية التي سيشرف عليها من خلال قيام كل قاض بالدخول على الموقع الرسمي للهيئة وإدخال رقمه القومي من واقع بطاقته في الخانة التي تم تخصيصها على الموقع.
وبالنسبة لأمناء اللجان الفرعية من الموظفين الذين سيعاونون رؤساء اللجان فقد تم إخطارهم عبر رسائل نصية على الهواتف المحمولة الخاصة بهم تفيد بضرورة التوجه في الميعاد المحدد إلى المحكمة الابتدائية التابعين لها لاستلام خطاب تكليف العمل بإحدى اللجان الخاصة بانتخابات مجلس الشيوخ .
التصويت بالخارج
انتهت عملية التصويت في الجولة الأولى لانتخابات مجلس الشيوخ في كافة اللجان بالخارج، والتي انطلقت في التاسعة من صباح الأحد (9 أغسطس)، بحسب التوقيت المحلي لكل دولة، واستمرت لمدة يومين اثنين (9 و10 أغسطس).
وتصويت الناخبين في الخارج يكون عبر البريد لمن سبق أن سجل نفسه فقط خلال الفترة التي أتاحتها الهيئة من 25 حتى 31 يوليو الماضي، وهذا يعنى أنه غير مسموح للناخب بالتوجه إلى مقر البعثة الدبلوماسية المصرية التي ينتمي إليها ولكن سيكون الاقتراع من خلال إرسال رأي الناخب بالبريد على عنوان بعثته الدبلوماسية.
وأتاحت الهيئة للمصريين بالخارج بطاقات إبداء الرأي وإقرار التصويت يومي التاسع والعاشر من أغسطس في التاسعة صباحا بتوقيت كل دولة على موقع الهيئة الوطنية للانتخابات Www.elections.eg.
وبمجرد إتاحة دخول الناخب على الموقع عليه اختيار خانة تصويت الخارج وإدخال رقم التسجيل السري الذي سبق أن حصل عليه أثناء تسجيل بياناته على الموقع، لتظهر الأوراق وتكون جاهزة لطباعتها.
ويختار الناخب عددا من المرشحين المدونة أسماؤهم ورموزهم الانتخابية ببطاقة الاقتراع الخاصة بالنظام الفردي، بحيث يكون عدد من اختارهم من المرشحين مساويًا لعدد المقاعد المخصصة للدائرة الانتخابية التي ينتمي لها الناخب، ثم يصوت الناخب باختيار القائمة ببطاقة الاقتراع المخصصة لنظام القوائم، وملء نموذج إقرار التصويت ويوقع عليه من الناخب شخصيًا.
ثم يضع الناخب بطاقتي الاقتراع داخل مظروف لا يدون عليه أي معلومة أو بيانات من الخارج ثم يضعه داخل مظروف آخر ويرفق معه إقرار التصويت وصور ضوئية من بطاقة الرقم القومي أو جواز السفر ساري الصلاحية متضمنًا الرقم القومي، ووثيقة الإقامة بالدول محل التصويت، ويدون على المظروف الثاني من الخارج بياناته وعنوان اللجنة الانتخابية بالبعثة الدبلوماسية المرسل إليها، ثم ترسل الأوراق للجنة عن طريق البريد المستعجل، وذلك من التاسعة صباحًا حتى التاسعة مساء، بحسب توقيت كل دولة خلال يومي 9 و10 أغسطس.
اختصاصات "الشيوخ"
يختص مجلس الشيوخ بدراسة واقتراح ما يراه كفيلًا بدعم الديمقراطية والسلام الاجتماعي والمقومات الأساسية للمجتمع وقيمه العليا والحقوق والحريات والواجبات العامة، وتعميق النظام الديمقراطي، وتوسيع مجالاته.
ويؤخذ رأي مجلس الشيوخ في الاقتراحات الخاصة بتعديل مادة أو أكثر من مواد الدستور، ومشروع الخطة العامة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ومعاهدات الصلح والتحالف وجميع المعاهدات التي تتعلق بحقوق السيادة، ومشروعات القوانين ومشروعات القوانين المكملة للدستور التي تحال إليه من رئيس الجمهورية أو مجلس النواب، وما يحيله رئيس الجمهورية إلى المجلس من موضوعات تتصل بالسياسة العامة للدولة أو بسياستها في الشئون العربية أو الخارجية.
ويجب على مجلس الشيوخ أن يبلغ رئيس الجمهورية ومجلس النواب برأيه في هذه الأمور على النحو الذي تنظمه اللائحة الداخلية للمجلس.