عبدالله عبد السلام أفق جديد الصين تحظر استخدام فيسبوك وتويتر ووسائل التواصل الاجتماعى الأجنبية، لخشيتها على مواطنيها من الدعاية الأجنبية، ربما لأنهم غير قادرين على التمييز بين الصالح والطالح. أمريكا التى تدعى أن سر عظمتها انفتاحها على أى شخص وفكرة، تعتزم حظر تطبيق تيك توك الصينى .. ما الفرق إذن بين دولة لم تتفاخر يوما بسجلها فى مجال الحريات وأخرى تدعى أنها واحة الليبرالية والديمقراطية؟. التطبيق الصينى فكرته سخيفة، إذ يستطيع الشخص مثلا أن يرقص وحيدا بغرفته أو يلقى النكات أو يلتقط صورا مع الحيوانات ويتشاركها مع آخرين. لكن إدارة ترامب تراه خطرا على الأمن القومى، وتدعى أن المعلومات الخاصة ب 80 مليون مستخدم أمريكى شهريا، تحصل عليها الحكومة الصينية. هو إذن أداة مراقبة وتجسس. حسنا،إذا كان الأمر كذلك، علينا تصديق أن معلومات المشتركين فى فيسبوك وتويتر و مواقع التواصل الأخرى المملوكة لشركات أمريكية تأخذ السلطات الأمريكية نسخة منها، فلماذا يتم انتقاد الصين؟. ليس هذا فقط.. ألا يمكن استخدام المنطق نفسه مع التليفونات الذكية والكاميرات وغيرها؟. حتى الآن، لا دليل جديا على التجسس الصينى، كما تقول الصحفية الأمريكية آرش رازودن، لكن فى ظل مناخ عدم الثقة واعتقاد غالبية الأمريكيين أن الصين أصبحت عدوا استراتيجيا، كل شيء ممكن، يكفى أن التطبيق صينى. ولأن مسألة الحظر صعبة، إذ لا تستند لقانون، فإن الحل يدور حول استحواذ مايكروسوفت الأمريكية على التطبيق بأمريكا. قبل عقود، كانت الدول الاشتراكية، تؤمم الشركات الأجنبية أو فروعها، وكانت واشنطن تملأ الدنيا صراخا ورفضا. الآن تفعل أمرا مماثلا، إذ تجبر شركة أجنبية على التخارج من السوق لتشتريها شركة وطنية، ماذا يسمى ذلك؟ أليس سلوكا أقرب إلى البلطجة منه لاحترام قيم العدالة والقانون والترحيب بالاستثمار والانفتاح على العالم؟ الأمر مثير للمفارقة. رجال أعمال صينيون يمارسون لعبة الرأسمالية بقواعد أمريكية لكن إدارة ترامب، تعاملهم، كما يقول تشانج مين مؤسس تيك توك لموقع أتلانتك، كما لو كانوا حصان طروادة، الذى تستخدمه بكين لخداع الأمريكيين وهزيمتهم. هل كفت أمريكا عن أن تكون رأسمالية؟!. نقلا عن صحيفة الأهرام