قبل عامين كانت ياسمين ياسر طالبة بالصف الاول الثانوى بمدرسة سموحة التجريبية ولاحظت ان المدرسة بها عامل من ذوى الاحتياجات الخاصة ( الصم والبكم ) ذكى ولماح ولكنه يجد صعوبة فى التواصل مع الآخرين اقتربت ياسمين منه وحاولت التواصل معه لكنها لم تستطع فهم لغته، شغلها الأمر وعرضته على والدتها التى شجعتها على تلقى دروس فى لغة الاشارة بأحدى جمعيات الصم والبكم وتطوعت للعمل فيها ولكن ما زالت الصعوبات التى تواجه العامل البسيط فى حياته والتنمر الذى يتعرض له أحيانا بسبب عجز زملائها عن فهمه تشغلها وأرادت أن تقوم بعمل أكثر إيجابية وبعد إتقانها للغة الإشارة قررت نقل خبرتها لزميلاتها ومن هنا ولد فريق «سكوتك مسموع» أول فريق غنائى بلغة الإشارة مكون من ياسمين وشقيقتها «شهد» وأربع من زميلاتها هن رحمة وآلاء وإسراء وسلمي. بدأت ياسمين فى تعليم زميلاتها لغة الإشارة ثم فكرن فى التوسع فى التجربة بتقريبها من الناس عن طريق إطلاق صفحة على « الفيس بوك » وقناة على « اليوتيوب » لترجمة الأغانى الشهيرة ب لغة الاشارة ويكون التعليم بالغناء هو الخطوة الاولي بعد فترة أصبح المشروع هو الشغل الشاغل وشاركتها والدتها «منى ابو الخير» شغفها وأصبحت هى المشرف العام على فريق بنات ثانوي . وبدعم وبقية أولياء الامورنجحت البنات فى إطلاق عدد من «الكليبات» بلغة الإشارة بتمويل من عائلاتهن ثم قررن السعى فى نشر الفكرة فى المدارس الاخرى وتقدمن بمشروع للإدارة التعليمية لإقامة ورش عمل وندوات لتعليم لغة الإشارة للطلبة والمدرسين. وتقول والدة ياسمين أن الإدارة التعليمية رحبت بالفكرة وكذلك تلقاها الطلاب باحتفاء كبير لكن المدرسين لم يتحمسوا باعتباره عبئا اكبر عليهم، ثم أصبح الهدف هو دعم خطط الوزارة لدمج طلبة الصم والبكم فى المدارس العادية عن طريق التوسع فى تعليم لغة الاشارة للطلبة. ياسمين رغم انها لم تتجاوز الثامنة عشرة الإ أن قلبها أكبر من سنها فما يشغلها هو عالم الصمت الذى يعيشه 7 ملايين مصرى هم عدد الصم والبكم وضعاف السمع وفقا لإحصائية صادرة عن الأممالمتحدة، عاجزين عن التواصل مع المجتمع، فلا أحد يفهم لغة الاشارة رغم بساطتها فهى لغة مثل أى لغة لها قواعد لكنها تعتمد على الوصف والرمزية أكثر من الحروف، وتعتمد على حركات اليد والشفاه والوجه والجسم و تختلف من مكان لاخر ومن مجتمع لآخر ولكن هناك بعض الكلمات الموحدة. و تسعى للتخصص فى هذه المجال والعمل كمترجمة ل لغة الاشارة مستقبلا ولكن هدفها الأكبر هو نشر اللغة وتوصيلها إلى الناس لاختراق عالم الصمت الذى يعيشه الصم والبكم وكسر عزلتهم ودمجهم فى المجتمع «إنسان متفاعل وفرد منتج». وتستعد لإطلاق حملة لتمكين الصم والبكم وقبولهم فى الجامعات أسوة بالمكفوفين و ذوى الاحتياجات الخاصة فلا ينقصهم الذكاء أو الامكانيات كما تقول وكل ما ينقصهم أن يعرف المتكلمون لغتهم. نقلا عن صحيفة الأهرام