وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الجديدة تضخ دماء جديدة في فنون التراث الثقافي غير المادي في الصين

تشياو شيه هي وريثة عائلة تشاو لحرفة صناعة الجلود اليدوية، وتعد هذه الصناعة مشروعا فنيا ملحقا لقائمة التراث الثقافي غير المادي لمدينة ينتشوان عاصمة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي. في يوليو من السنة الماضية، فتحت حسابا لها بعنوان "المعلمة تشياو لفن صناعة الجلود" على تطبيق "تيك توك"، حيث أظهرت مهاراتها الفنية في هذه الحرفة اليدوية من خلال مقاطع الفيديو القصيرة التي قامت بتسجيلها وكذلك عبر البث المباشر أيضا، وفي أقل من سنة، استطاعت من خلال تسويقها لمنتجاتها الفنية في هذه الحرفة عبر 60 عرضا مباشرا على الإترنت أن تكسب أكثر من 2 مليون يوان، كما أنها وخلال عرض واحد فقط تمكنت من جمع 450 ألف يوان.
في أبريل عام 2019، أطلق تطبيق تيك توك خطة "الشراكة في التراث الثقافي غير المادي" من أجل مساعدة هذا النوع من التراث للانتشار بشكل أفضل، وأظهرت البيانات المنشورة مؤخرا لهذا التطبيق أنه خلال السنة الماضية، فاز أكثر من 40 مُجدّدا لهذه الفنون التقليدية بالملايين من المعجبين، وحتى الآن، غطت مقاطع الفيديو المتعلقة بهذا التطبيق 96 بالمائة من مشاريع التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني، والتي تضم 1318 مشروعا، وقد تم بث أكثر من 48 مليون مقطع فيديو لهذا النوع من الفنون التراثية والتي تم إعادة بثها أكثر من 200 مليار مرة وحصلت على حوالي 6.5 مليار إعجاب.
في الوقت الحاضر، يتزايد عدد الحرفيين الذين يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لمنتجاتهم، حيث إنهم يستفيدون من هذه المنصات لجعل منتجاتهم تندمج بشكل أفضل مع الحياة العصرية، وجذب المزيد من الأشخاص باستهلاك هذا النوع من المنتجات والعمل على احترام المهارات الموروثة وتقدير حكمة الأجيال السابقة.
يعد يوم 13 يونيو يوم التراث الثقافي والطبيعي، وللمزيد من التكامل بين التراث غير المادي وبين الإنترنت، أطلقت وزارة الثقافة والسياحة الصينية لهذا العام أول نشاط ترويجي على الإنترنت بعنوان "سفر التراث غير المادي عبر الإنترنت" لتوسيع الأنشطة التجارية وابتكار قنوات ووسائل جديدة للترويج لهذه الحرف التقليدية وتطويرها والعمل على حمايتها من الاندثار.
لقد تم استخدام مهارات جديدة، مختلفة ومتنوعة للترويج لهذه الفنون التقليدية على الانترنت، حيث تم بث أكثر من ألف فيلم روائي وفيلم وثائقي على مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الجديدة، كما أن هذه الفنون كانت مواضيع ساخنة بين مواهب الإنترنت وبين جيل الشباب، كما أن منصات البث المباشر تعمل على دعوة المستخدمين لمشاركة قصصهم المتعلقة بالحرف اليدوية وفتح منصات للتجارة الإلكترونية لبيع هذا النوع من المنتجات. وفي الآونة الأخيرة أطلقت تنسنت وأي تشي إي للفيديوهات القصيرة وتطبيقات تيك توك وكواي شو وويبو وغيرها من المنصات الأخرى مساحات فريدة لصور التراث الثقافي غير المادي.
ركزت فيديوهات تنسنت على الأطعمة الصينية، حيث قدمت "فطور الصباح الصيني" و"أصل النكهة"، وعرضت مجموعة متنوعة من الأفلام الوثائقية حول الأطعمة اللذيذة والمتنوعة والتي تندرج ضمن التراث الثقافي غير المادي والتي تبرز ثراء هذه الأطعمة وجودتها، أما فيديوهات منصة أي تشي إي، فقد مزجت بين عناصر التراث الثقافي غير المادي لفن التطريز وأوبرا كوتشين وأوبرا بكين، بينما جمعت مقاطع الفيديو القصيرة لتطبيق تيك توك والبث المباشر بين مهارات فن الخَطابة الهزلية والعزف على آلة القانون الصيني، مما حث المستخدمين للمشاركة في مختلف المواضيع وعرض القصص المتعلقة بهذا النوع من الفنون من حولهم.
إن الشباب هم مستقبل التراث الثقافي غير المادي، تعتمد أنشطة الترويج لهذا النوع من التراث على منصات الإنترنت، حيث يجتمع جيل الشباب، وبالتالي فإن هذه الأنشطة تدعو الممثلين الشباب إلى الابتكار والاستكشاف لإيجاد طريقة أكثر شبابية وعصرية للتواصل مع مختلف هذه الفنون التقليدية، كما أن المواضيع المختلف للمدونات الساخنة لمختلف النجوم على تطبيق ويبو الصيني والمدونين المشهورين في مجال العلوم الإنسانية والفنون والوكالات الأخرى ذات الصلة في مجال التراث الثقافي غير المادي في جميع أنحاء البلاد قد اجتذبت اهتماما متزايدا من قبل الشباب لحماية هذا النوع من التراث غير المادي، وذلك عبر سردهم لقصص التراث واكتشاف الآثار الثقافية غير الملموسة ومعرفة التراث الثقافي غير المادي، مما زخ دماء جديدة في عملية الترويج للفنون المتعلقة بالتراث الثقافي غير المادي وجعلها تتجدد على أيدي المزيد من الحرفيين الشباب.
وبدعم من وزارة الثقافة والسياحة، نظمت كل من وزارة التجارة ومكتب التخفيف من حدة الفقر التابع لمجلس الدولة وعلي بابا وجي دي، وبين دوه دوه وغيرها من منصات التجارة الإلكترونية الأخرى بشكل مشترك "مهرجان التسوق للتراث الثقافي غير المادي"، وذلك من أجل ربط موارد التراث الثقافي غير المادي مع هذه المنصات وبناء سلسلة جديدة من عمليات الإنتاج والاستهلاك لهذا النوع من التراث. وقد شارك في هذا المهرجان ما يقرب من 6500 متجر في الصين، وأكثر من 80 ألف نوع من منتجات التراث الثقافي غير المادي، والتي تتضمن حوالي 4500 مشروعا من التراث الثقافي غير المادي على جميع المستويات. يذكر أن إجمالي مبيعات البث الحي لمدة أربعة أيام من أسبوع التسوق لهذا المهرجان في نانتشونغ بمقاطعة سيتشوان تجاوز 30 مليون يوان.
ووفقا لأحد المسئولين في وزارة الثقافة والسياحة، فقد أصبحت عمليات المبيعات عبر الانترنت والبث المباشر إلى غير ذلك من مختلف الأنشطة الرقمية هي التوجه العام، كما أن إقامة هذا النوع من المهرجانات المرتبط بالتراث الثقافي غير المادي يسهم بشكل كبير في التخفيف من حدة الفقر في ظل إجراءات مكافحة كوفيد-19 والسيطرة عليه، وإلى حد الآن، تمت إقامة أكثر من ألفي ورشة عمل للحد من الفقر والتوظيف في التراث الثقافي غير المادي في الصين، والتي دفعت أكثر من 2200 مشروع للتراث الثقافي غير المادي ودربت ما يقرب من 180 ألف شخص وعززت ما يقرب من 500 ألف وظيفة، واستطاعت أن تُخرج أكثر من 200 ألف أسرة من دائرة الفقر.
تظهر الصورة الملتقطة يوم 6 يونيو فتاتين من قومية أقلية في ناننيغ بمقاطعة قوانغشي وهما تعرّفان بأحد م
صفحة البحث على التراث الثقافي غير المادي على تطبيق كواي شو.
فيديوهات تنسنت ركزت على الأطعمة الصينية اللذيذة .