شارك حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي ، كمتحدث رئيسي في جلسة "خارطة الطريق للتعاون الرقمي في إطار المبادرة العالمية التي أطلقتها الأممالمتحدة بقيادة أمينها العام أنطونيو غوتيرس وقد شارك في الفعالية الخاصة بإطلاق المبادرة الجديدة بجانب الأمين العام للأمم المتحدة رئيسة الاتحاد السويسري سيمونيتا سوماروغا، ورئيس جمهورية سيراليون جوليوس مادا، وعدد من الشخصيات العالمية. وأعرب بن راشد، في بداية كلمته عن تضامنه مع كل الذين يعانون من التداعيات الصحية والاجتماعية والاقتصادية ل جائحة كوفيد –19 في مختلف أنحاء العالم، مقدماً مواساته لعائلات أولئك الذين فقدوا حياتهم بسبب هذا الوباء العالمي. وأكد ولي عهد دبي خلال كلمته أن دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة بتعميق كل أشكال التبادل المعرفي والتقني لبناء اقتصادات رقمية متكاملة لتحقيق تقدم تنموي متسارع ومستدام، وتعزيز الحوار العالمي البنّاء للاستفادة من كافة الفرص التي تتيحها التكنولوجيا في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، مع التركيز على المجتمعات الأكثر هشاشة، وتلك التي تواجه معوقات تنموية جرّاء تخلّفها تكنولوجيا، أو تباطؤاً في مسيرتها التنموية التطورية بسبب ضعف بنيتها التقنية، إلى جانب المساهمة الفعالة في دعم برامج ومشاريع الأمم. وشدّد آل مكتوم "على أهمية الاستعداد للتغيرات المستقبلية، معرباً عن استعداد حكومة دولة الإمارات ، بقيادة صاحب محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، لوضع خبرتها وتجربتها في تطوير منظومة عمل الحكومية الرقمية الأكثر تطوراً من نوعها في المنطقة في خدمة المجتمع الدولي، وفي رسم منظومة حوكمة عالمية فعّالة لبناء جسور تعاون وثيقة بين دول العالم للتصدي لمختلف التحديات التقنية والرقمية. وقال حمدان" إن مبادرة خارطة الطريق للتعاون الرقمي ستعزز التعاون بين الحكومات وتشجع الدعم للقطاع الخاص والمنظمات الدولية والأفراد حول العالم". وأضاف : "شهد العالم في الأشهر الثلاثة الأخيرة مرحلة تاريخية ستكون محل نقاش مستفيض في كتب التاريخ.. شهدنا تحدياً هائلاً وتقدماً كبيراً في الوقت نفسه"، وتابع "رأينا جميعاً المشاكل الناجمة عن عدم وجود حكومات وسياسات رشيقة ومرنة ومستعدة لأي تحدٍ قادم سواء أكان سلبياً أم إيجابياً". ولابد من الاستثمار في المستقبل.. الاستثمار في القادم وليس في الموجود حالياً". وأوضح ولي عهد دبي ان حكومة دولة الإمارات استثمرت في التحوّل الرقمي على مدى 20 عاماً.. وهو ما مكّننا من مواصلة العمل بكفاءة تشغيلية بمعدل 100 في المائة في القطاع الحكومي خلال أزمة كوفيد–19 ضمن تدابير بيئة عمل افتراضية". كاشفاً ان ازمة الوباء جعلت من العمل بصورة منعزلة ومنفردة، أمر صعب وأنه لا توجد أي دولة ستكون أفضل حالاً إذا عملت لوحدها"، قائلا : إذا كان هناك وقت يتعين علينا أن نركز فيه على بناء جسور أكبر وأكثر متانة وأكثر مرونة فهو اليوم". وحول دور التكنولوجيا في التصدي للتحديات، قال الشيخ حمدان: "من خلال هذا الوباء، رأينا أنه من الممكن تسريع التقدم في أي قضية أو مهمة"، مستطرداً "لقد سرعت الحكومات عالمياً العمل على ثلاث سنوات من التنمية لتنجزها في ثلاثة أشهر". وختم ولي عهد دبي كلمته بالقول: انه "لا يمكن بناء المستقبل إلا على أسس التعاون الرقمي.. والتطور التكنولوجي لا يمكن أن يحدث ذلك دون هذا التعاون بين أطراف المجتمع الدولي كافة". ومن جهته قال أنطونيو غوتيرس، الأمين العالم للأمم المتحدة: "نحن نمرُّ بمرحلة حاسمة في حوكمة التكنولوجيا، فالعالم الرقمي أصبح عنصراً أساسياً في مسيرة التقدم. بالرغم من أهمية التكنولوجيا، يجب على حوكمة التكنولوجيا أن تواكب التطور في سرعته. ومن خلال "خريطة الطريق للتعاون الرقمي"، أحثّ جميع ممثلي الحكومات والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والتقنية أن يتواصلوا ويحترموا ويحموا الأفراد بشكل دؤوب في ظل العصر الرقمي." وقالت رئيسة سويسرا سيمونيتا سوماروغا في معرض مشاركتها في إطلاق خارطة الطريق التعاون الرقمي: "يجب وضع الرقمنة في خدمة جميع الأفراد، ولتحقيق ذلك يجب أن نضع مجموعة من القواعد والأنظمة المشتركة لضمان اتصال كل أطفالنا بشبكات التواصل." من جانبه، أكد رئيس جمهورية سيراليون جوليوس مادا خلال مداخلته بالقول: "تُبيّن لنا الفرص وتحديات التكنولوجيا الرقمية بشكل عام الحاجة للتعاون الدولي. ولابد أن تكون المواطنة الرقمية شاملة في كل الدول وما بينهما. ستجعل هذه الخارطة عالمنا وعالم أجيالنا في المستقبل بشكلٍ أفضل." وقال كلاوس شواب المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي: "نحن اليوم في حاجة متزايدة وملحّة لتعميق التعاون الرقمي عالمياً، وإذا لم نتعامل بسرعة مع التحدي المتمثل في تحقيق وصول عالمي عالي الجودة لشبكة الانترنت من قبل الجميع فلن نكون قادرين على بناء اقتصادات شاملة أو تحقيق أهدافنا للتنمية المستدامة." شارك في فعالية إطلاق "خارطة الطريق للتعاون الرقمي" في الأممالمتحدة كل من ونيك ريد الرئيس التنفيذي لمجموعة فودافون، وآجايا بانغا الرئيس التنفيذي لماستركارد. خارطة الطريق للتعاون الرقمي تستعرض "خارطة الطريق للتعاون الرقمي" المشهد الرقمي الحالي في ظل التعامل مع تداعيات الأزمة الراهنة لوباء فيروس كورونا المستجد، والشروط الجديدة التي فرضها في مختلف القطاعات التنموية، وهو ما يتطلب إعادة النظر في كافة الأطر والمنظومات المعمول بها حالياً. كما ناقشت خارطة الطريق الحاجة الماسة لبناء منظومة تعاون رقمية دولية بما يسهم في ترسيخ عدالة تكنولوجية خاصة في المجتمعات الأقل حظاً عبر الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة الرقمية.