بالقرب من النيل يجلس يوميًا صفوت حمدي أحد الموسيقيين الشعبيين في الصعيد، يخرج نايه ويعزف، مستغلًا أوقات الحظر في التدريب على العزف، ف الناي المستخدم في حفلات الإنشاد والمديح الجماعية توقف بسبب الإجراءات الاحترازية ل فيروس كورونا ، مثلها مثل السيرة الهلالية وألعاب العصي والتحطيب وصابية الخيول. يستخدم «حمدي» نفس الآلة التي استخدمها الفراعنة والمرسومة علي نقوش المعابد، حيث استغل الفراعنة نبات الغاب الذي ينمو في النيل في صنع آلة عذبة شجية اسمها الناي ، ومن خلال الفراعنة انتشرت في العالم أجمع، وهي الآلة التي يفضلها الصوفيون حتى الآن في حفلات المديح التي كانت تمتد في مثل هذه الأوقات لشهور الصيف كله. يؤكد «حمدي» في تصريحات ل«بوابة الأهرام»، أن فيروس كورونا كان له تأثيراته على الفن والفنانين وخاصة في الصعيد، حيث لم يجد الفنانون مفرًا غير صنع قنوات أون لاين على اليوتيوب لعرض فنونهم، حيث أنشأ قناة يقدم من خلالها فنونه وهو يعزف وحيدًا بالقرب من نهر النيل. تعلم صفوت العزف وحده وبمجهوده الذاتي منذ أن سمح له والده باستخدام الناي ، بعد حصوله على ليسانس الشريعة الإسلامية، حيث استطاع صفوت مثل معظم الموسيقيين في الصعيد أن يبدأ سماعي ويدرب نفسه على النوتة الموسيقية تدرب من خلال ناي نحاسي في البداية، ثم حديدي ثم صنع نايا من مواسير الدراجة النارية والبلاستيك، قبل أن يكون له القدرة لإمساك الناي المصنوع من نبات البوص "الغاب" الذي ينمو في نهر النيل وبعدها تتدرب على الكولة ليكون من ضمن الفنانين الأساسيين لكافة المداحين في قنا. تدرب على المقامات الموسيقية من النهاوند، والحجاز، والصبا، من خلال الحنجرة، حيث كل حنجرة لها قرار وجواب كما لها طبقة موسيقية معينة، كما كان عليه أن يسمع كثيرًا لأساطين العازفين للناي في الصعيد والدلتا، ليقرر بعدها أن يسلك هذا الطريق. ويضيف «حمدي» أن المسافة بين منزله الكائن في قرية المنشية بنقادة ونهر النيل بسيطة جدًا، فهو يواجه منزله لذا كان عليه أن يستغل هذه الأيام التي انتشرت فيها جائحة كورونا لخدمة الفن والتدريب على العزف بالقرب من نهر النيل الذي يعطي له خيالًا كبيرًا. ويوضح «حمدي» أن الناي ليست ضمن الآلات الوترية التي يمكن العزف عليها بسهولة فهي آلة شجية تحتاج الموهبة، لذا يكون الإبداع فيها مهمًا جدًا، ويضيف حمدي أن قديمًا كان الصعايدة يقومون بصنع الناي من الغاب والدفوف والطبلة بالجلد، إلا أن التأثيرات القوية للتكنولوجيا وتطور الصناعة جعلت للناي والكولة صناعة كبيرة، ف الناي يحتاج حنكة لصنع القالب الموسيقي عليه كي يعزف عليه الفنان بسهولة. أثرت كورونا على كافة فنون الفن الشعبي في الصعيد وهي تأثيرات قوية على الذين أخلصوا لهذا الفن وجعلوه من أساسيات حياتهم مثل صفوت حمدي الذي يؤكد أنه كان عليه أن يعزف علي النيل وحيدًا، وأن يفتح قناته على اليوتيوب لتلاميذه المحترفين للغناء، أو المحترفين للمديح ليقوموا بعرض فنونهم عليها أونلاين لحين رحيل فيروس كرونا، وعودة الفنون الشعبية في الصعيد لطبيعتها.
صفوت يواجه كورونا بألحان نبات النيل صفوت حمدي أحد الموسيقيين الشعبيين في الصعيد صفوت حمدي أحد الموسيقيين الشعبيين في الصعيد صفوت حمدي أحد الموسيقيين الشعبيين في الصعيد