وقف المخرج الأمريكي " أندرو مارتن " مذهولا وهو يشاهده يؤدي دوره فى فيلم " وإسلاماه " وقال له: "إنني لم أفهم كلمة مما قلت! ولكن وجهك وعينيك قالا كل شىء". كما كان أحب النجوم إلى قلب المخرج يوسف شاهين الذى قال عنه: "هو أبرع من يؤدي دوره بتلقائية لم أجدها لدى أي ممثل آخر، كما أنني شخصياً أخاف من نظرات عينيه أمام الكاميرا"!. محمود المليجي
إنه النجم" محمود المليجي " الذي جعل كبار النجوم يخشون الوقوف أمامه عينيه المعبرتين عن انفعالاته الداخلية واندماجه الكامل في تجسيد الشخصيات. يخطئ من يظن أن مشوار "المليجى" الذى نحيى غدا ذكرى وفاته، كان ممهدا أو مفروشا بالورد، فقد حفر فى الصخر، لم يلعب دور الفتى الأول، لكنه أبدع فى تقمص أدوار الشروالجريمة والنصب والابتزاز ورغم هذا، عشقه الجمهور. لهذا سجل رقما قياسيا فى عدد الأفلام التى شارك فيها "حوالي 700 فيلم و320 عملا مسرحيا وعشرات الأدوار التليفزيونية". محمود المليجي
ولد "المليجي" في حي المغربلين لعائلة ميسورة وعشق الفن فى صباه، مما جعله يهمل دراسته الثانوية وعرضه لغضب والده، والطرد من المنزل، فهام على وجهه وهو لم يبلغ بعد السابعة عشرة. وقابل وقتها من عرفوه على الوسط الفني، فعمل في مسرح "فاطمة رشدي" و"كملقن" فى فرقة يوسف وهبي الذي دعمه وأسند إليه العديد من الأدوار الصغيرة التى لفتت الأنظار إليه بقوة. محمود المليجي
وكبرت أدواره حتى وصل لأدوار البطولة، وعندما حصره المنتجون فى أدوار الشر أسس عام 1947 شركة إنتاج ليقوم فيها بأدوار تظهر إمكانيات أخرى عنده، فلعب أدوارا مليئة بالطيبة والإنسانية والكوميديا. محمود المليجي ولم تقتصر موهبة المليجى على التمثيل فقط، فهو أيضا كاتب السيناريو والحوار لعدة أفلام مثل "المغامر، الأم القاتلة، وعد" كما كتب قصة فيلمي "سجين أبو زعبل، والمبروك". نقلا عن جريدة الأهرام