بدأت دعاية المطربين لألبوماتهم، والشركات المنتجة تتخذ ما يشبه التدليل على شراء الألبومات، كما قررت جميع الشركات الإحجام عن انتاج ألبومات جديدة، بسبب "القرصنة" التى ضربت سوق الكاست بالقاضية، فما أن يعلن مطرب عن قرب موعد إطلاق ألبومه إلا ونجد أغانيه فريسة سهلة التحميل من على الإنترنت، ليتكبد الاتحاد الدولي لمنتجي الكاسيت خسائر تقدر بنحو 4.3 مليار دولار سنويًا. هكذا أصبحت القرصنة بعبع كل مطرب وكابوس كل شركة إنتاج، وباتت أزمة تؤرق أعضاء الاتحاد الدولي لمنتجي الكاسيت، الذى يمثل شركات رائدة تنتج نحو 90% من إجمالي تسجيلات الفنانين العرب، ويشير الاتحاد إلى أن انتشار القرصنة في مصر من أعلى المعدلات في منطقة الشرق الأوسط وتصل إلى 50%، وتأتي في المركز الثاني بعد لبنان الذي تبلغ نسبة انتشار القرصنة فيه ما يقرب من 70%. وحتى يتم تفعيل قوانين محاربة القرصنة والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية، باتت شركات الإنتاج والمطربون يدللون على الألبومات التى أنتجوها، أمل فى تحقيق أى عائد مادي من ورائها يقلل من حجم خسائرهم التى أنفقوها على إنتاج الألبوم. أخيرًا ابتكرت المطربة الشعبية "هدى" طريقة جديدة للترويج لألبومها الجديد "إلا أنا" وهى طريقة تشبه التدليل على شراء الألبوم، حيث تقوم بالدعاية بنفسها للألبوم، حيث يأتي في برومو إعلان الألبوم، رسالة بصوتها، مضمونها "اتصل على رقم 0900 علشان تسمع رنات الألبوم الجديد" كنوع من تشجيع الجمهور على شراء الألبوم. لكن طريقة الدعاية لألبوم "إلا أنا" لم تفلح، حيث تم القرصنة عليه وانتشرت أغانيه على الإنترنت بعد طرحه مباشرة فى الأسواق. كما أصبح كثير من النجوم يلجأون إلى الإنترنت للترويج لألبوماتهم عن طريق صفاحتهم الرسمية على مواقع الفيس بوك، من بينهم الفنان عمرو دياب، الذى طرح المينى ألبوم "أصلها بتفرق" في الصيف الماضي على إذاعته الرسمية على الإنترنت، وهى حركة تتميز بذكاء كبير، حيث طرح ألبومه على إذاعته الإلكترونية بدلًا من أن يتم قرصنته على المواقع الأخرى. الأمر نفسه يفعله كثير من المطربين حاليًا من أجل الترويج لأغانيهم أو ألبوماتهم الجديدة على الصفحات الخاصة بهم على الفيس بوك، ليتحول الإنترنت من جانٍ على سوق الكاسيت إلى شاهد إثبات على حقوق الملكية الفكرية. فى محاولة من شركات الإنتاج للحد من القرصنة على الألبومات قامت هى الأخرى، خلال الفترة الماضية، باستحداث أسلوب آخر للدعاية، وأصبحت تضع عبارة "لو بتحب نجمك..اشترى الألبوم بتاعه" وهو ما حدث في ألبومى الفنان تامر حسنى وسامو زين. ومع ذلك تواصل القرصنة هجومها على سوق الكاسيت لتطرحه أرضًا بالضربة القاضية، ولتجعل أهم شركات إنتاج سوق الكاسيت تعلن تراجعها عن إنتاج الألبومات الغنائية، حيث يتوقعون أن ينهار ما تبقى فى سوق الكاسيت خلال العام الجديد. ولم يبق أمامهم سوى انتظار تدخل الجهات الرسمية للدولة لحل هذه الأزمة، ليعلنوا عودتهم ثانية إلى إنتاج الألبومات. وبنظرة شاملة للسوق المنهار نجد تراجعًا كبيرا فى عدد الألبومات المطروحة طوال عام 2010، فعلى سبيل المثال نجد موسم "عيد الأضحى" - الذى كان ينتظره كثير من المطربين لطرح ألبوماتهم - لم يتم فيه طرح أى ألبومات مصرية، خوفا من القرصنة. كما نجد شركة مثل "روتانا" التى كانت تنتج ما يقرب من 170 ألبوما فى السنة، لم تنتج فى هذ الموسم سوى ألبوم واحد فقط، وكان من نصيب المطرب تامر عاشور. ونفس الحال مع شركة "عالم الفن" التى كانت تنتج نحو 35 ألبومًا فى السنة لم تتطرح سوى ألبومين أحدهما للمطربة آمال ماهر، والثاني لخالد عجاج. ولم يختلف الأمر كثيرًا مع باقي شركات الإنتاج، الأمر الذى دفع ببعض المطربين من بينهم على الحجار وإيمان البحر درويش على خوص تجربة الإنتاج لأنفسهم. يقدرالاتحاد الدولي لمنتجي الكاسيت خسائر القرصنة على سوق الكاسيت بنحو 4.3 مليار دولار سنويًا، مما يؤكد أن أرباح القراصنة كبيرة جدًا، تفوق أرباح تجارة المخدرات.