أكد المهندس بهجت الداهش، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصرية، أن نحو 85% من مكونات المنتجات الكهربائية فى السوق المصرى مستوردة، مشيرًا إلى أنه بالرغم من أن عدد الشركات المصرية تبلغ نحو 260 شركة فى صناعة الأجهزة الكهربائية لكن طاقتها الإنتاجية لا تتعدي 15 % فقط. وأشار الداهش في تصريحات ل "بوابة الأهرام" إلى أن مصر لا تصنع "ترموستات" مطلقاً والتى تعد مكونًا رئيسيًا فى صناعة الأجهزة الكهربائية، كما أن مكونات "الغسالات الفول أوتوماتيك" مستوردة بالكامل، وأن غالبية الشركات الموجودة فى السوق المصرى هى أفرع لشركات عالمية كبرى تطبق قواعدها. وأضاف الداهش أن الشركات التى تدعى أن منتجاتها صناعة إيطالية 100% ما هو إلا كلام دعائى وإعلاني فقط، وأن "عقدة الخواجة" لدى الكثير من المستهلكين هى السبب. وطالب بهجت الداهش بتشجيع استثمارات الصناعات المغذية للأجهزة الكهربائية وتوطينها أكثر من تشجيع صناعة المنتج الكامل، لأن الأمل فى تصنيع المكونات للحد من الاستيراد، قائلا "إن لم نستطع خلال عدد من السنوات القليلة المقبلة من أن نطور صناعة مكونات الأجهزة الكهربائية والتوسع فيها، خاصة مع تطبيق اتفاقية الجات ورفع الجمارك بشكل تام، فإن كل المصانع مهددة بالغلق لأننا سنفقد التنافسية مع المنتجات المستوردة. وأضاف الداهش أن هناك آليات أخرى ضرورية تستلزم تطبيقها مع تشجيع هذه الصناعة وهى إقامة منطقة للصناعات المغذية للأجهزة الكهربائية لكي تكون بمنطقة العاشر من رمضان تتكامل بها جميع المصانع وتحتوى على مجمع للتصدير وآخر للاستيراد مما يمنح الفرصة لجميع الشركات الصغيرة والمتوسطة في أن تحصل على ما تريد من منتجات أو تصدرها دون الاحتياج لسقف مالى ضخم. واعتبر الداهش أن تلك المجمعات المتكاملة هى أحد أهم أسباب نجاح الصين، كذلك عمل مركز بحوث وتطوير لهذه الصناعة، حتى لا نفقد المنافسة كشركة مصر "للكباسات" التى ظلت 15 سنة بدون تطوير لماكيناتها ومنتجاتها، في حين أن الكباس المستورد أكثر تكنولوجيا وأقل سعراً، بالإضافة إلى عمل قاعدة بيانات لجميع الشركات ليتعارف جميع المصنعين على منتجات بعضهم البعض، خاصة أن هناك مصانع أغلقت لأنها لم تجد من يشترى منتجاتها، بخلاف المعارض المختلفة فى البلدان الأفريقية والأوروبية ليكتمل النهوض بهذه الصناعة.