قال مقاتلو المعارضة في شرق سوريا إنهم أسروا قائد مقاتلة للقوات الجوية بعد أن أسقطوا طائرته اليوم الإثنين. وإسقاط طائرة حربية حدث نادر بالنسبة لمقاتلي المعارضة المسلحين بأسلحة خفيفة ويخوضون مواجهة مع جيش نظامي يفوقهم تسليحا، وقال التليفزيون الرسمي السوري إن الطائرة سقطت بسبب عطل فني. وفي الأشهر الأخيرة بدأت الحكومة تستخدم القوات الجوية في مسعاها لسحق الانتفاضة المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد والمستمرة منذ 17 شهرا. وقال التليفزيون السوري إن الطائرة سقطت بسبب مشاكل فنية خلال مهمة تدريب روتينية ويجري البحث عنها. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن الطيار قفز بالمظلة من الطائرة قبل تحطمها. وأذاع نشطاء تسجيلا مصورا على موقع يوتيوب على الإنترنت قالوا إن من يظهر به هو الطيار واسمه كما بدا في اللقطات العقيد الركن مفيد محمد سليمان. وظهر في التسجيل المصور المسلحون المعارضون الذين يقولون انهم اسقطوا الطائرة وأسروا سليمان وهم يستجوبون رجلا اصلع جزئيا أشيب الشعر. وكان يجلس الى مائدة ويرتدي قميصا أسود وبجواره عدة مسلحين يرتدون الزي المموه ويحملون بنادق. وقال أحد مقاتلي المعارضة الذي عرف بأنه النقيب أبو الليث ": سنعامل هذا الأسير وفق ما يمليه علينا ديننا وأخلاقنا ووفق التزامنا باتفاقية جنيف الخاصة باسرى الحرب." وقال الرجل الذي يعتقد إنه الطيار وكان يبدو هادئا إن الكدمات الطفيفة في وجهه بسبب سقوط الطائرة وليست من فعل المعارضين المسلحين وقال: "الثوار داووني وقدموا لي الإسعافات الأولية". ووضع أحد ناشطي المعارضة اليوم الإثنين تسجيلا مصورا آخر على موقع يوتيوب قال إنه صور في بلدة الموحسن في محافظة دير الزور بشرق البلاد وأظهر طائرة حربية تخترق السماء وسط إطلاق كثيف للنار وفجأة تندلع النار بالطائرة وتبدأ بالدوران مخلفة وراءها شريطا من الدخان. وهتف ناشط "الله أكبر .. طائرة مقاتلة من طراز ميج سقطت في بلدة الموحسن." ولم يكن بالتسجيل ما يبين إن كانت الطائرة سقطت بفعل نيران المقاتلين أم بصاروخ مضاد للطائرات ولم يتسن أيضا التحقق من مكان التصوير وتاريخ تسجيله. وقال مصدر في المعارضة يعمل مع المقاتلين في المنطقة لرويترز إن المقاتلين استخدموا مدافع مضادة للطائرات في اسقاط الطائرة. وأضاف المصدر "كانت طائرة ميج 21 واسقطت بواسطة مدفع مضاد للطائرات عيار 14.5 وهو أكبر عيار للمدافع المضادة للطائرات لدى المقاتلين". وقال المصدر: "الطائرة كانت تحلق على علو منخفض جداً وكانت من ضمن سرب. ليس لدي معلومات عما اذا كان الطيار قد نجا". ويقول المقاتلون الذين تتألف ترسانتهم في معظمها من بنادق هجومية ومتفجرات وقذائف صاروخية إنهم غير قادرين على منافسة القوة الجوية التابعة للجيش وفي الأسابيع الأخيرة شوهدت مقاتلات تطلق صواريخ على قرى يسيطر عليها المسلحون وعلى مدينة حلب الشمالية.