حالة من الجمود الثقافي والفني تعيشها الأوساط الأدبية العربية إثر تعليق أنشطتها بسبب وباء كورونا الذي اجتاح العالم، إلا أن بعض المؤسسات الثقافية تحاول جاهدة أن تعوض هذا الفراغ عبر استخدام وسائل التواصل الإلكترونية، و مؤسسة الإمارات للآداب واحدة من هذه المنافذ الثقافية. في حديثها ل"بوابة الأهرام"، قالت إيزابيل أبو الهول ، الرئيسة التنفيذية ل مؤسسة الإمارات للآداب ، وعضو مجلس الأمناء، إن المؤسسة تحرص على سلامة وصحة موظفيها وعائلاتهم كأولوية قصوى في كافة الأوقات والظروف وهو الأمر الذي حدا بهم إلى اتخاذ قرار فوري بالعمل عن بعد حفاظَا على سلامتهم في ظل تفشي فيروس كورونا ، موضحًا أنهم أكملوا الأسبوع الخامس في العمل عن بعد وسيستمروا إذا دعت الحاجة والضرورة لذلك التزامًا منهم كمؤسسة في دعم الجهود الحكومية لاحتواء الأزمة وحفاظًا على سلامة مجتمعنا وأفراده. ولقد استعطنا - كما تضيف "أبوالهول" - وبفضل استعداداتنا المسبقة باستخدام أحدث التقنيات والبرامج الإلكترونية في الانتقال بسلاسة من العمل المكتبي إلى نظام عمل أكثر تعاونية عبر الإنترنت، من خلال عقد الاجتماعات بشكل دوري سواء على مستوى الأقسام الداخلية أو المؤسسة ككل وكذلك على المستوى الخارجي عبر التواصل والاجتماع مع شركاء ورعاة مهرجان طيران الإمارات للآداب، وقالت "كلي فخر بالقول بأن تبني هذه التقنيات ساعدتنا على إثبات قدرتنا كفريق عمل قادر على التأقلم والتكيّف مع التغييرات التي قد تطرأ بشكل مفاجئ وتتطلب اتخاذ قرارات سريعة التنفيذ لضمان استمرارية العمل". وقال "أبو الهول" ل"بوابة الأهرام": "من ضمن إجراءاتنا في العمل عن بعد، يقوم فريق عمل البرنامج بمراجعة وتقييم بعض جلسات الدورة الثانية عشرة من مهرجان طيران الإمارات للآداب التي تم تصويرها خلال فترة انعقاده في فبراير الماضي من العام الحالي، وقد حرصنا أن يضم برنامج المهرجان جلسات نقاشية تضم كتّابا من دول مختلفة ممن يتحدثون الإنجليزية والعربية معًا في جلسة واحدة ، وهو الأمر الذي يحدث فقط في مهرجان طيران الإمارات للآداب". وللمرة الأولى، ستقوم المؤسسة بطرح واختيار مجموعة من أفضل جلسات المهرجان التي سنقوم بطرحها أسبوعيًا للجمهور من خلال قناتنا عبر اليوتيوب: https://www.youtube.com/channel/UC4iKmNJmCSThBZ985GoShsw ويسعدنا كمهرجان أدبي أن نتمكن من مشاركة هذا المحتوى الرائع مع المجتمع المحلي والدولي، وممن يبحثون عن محتوى ملهم وترفيهي خلال فترة البعد الاجتماعي. واعتبرت المديرة التنفيذية للمؤسسة أن المهرجان استطاع وبدعم من الشريك للاتصالات ببث ثلاث من جلسات التعليم على الهواء مباشرةً لأكثر من 99 ألف طالب في 284 مدرسة على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة. بالإضافة لذلك، فقد استضافت الدورة الثانية عشرة من المهرجان نخبة من أفضل وألمع الأسماء الأدبية أبرزهم: طارق إمام وأمل فرح من جمهورية مصر العربية، جوخة الحارثي من سلطنة عمان، هدى بركات من لبنان، فاطمة بوتو من جمهورية باكستان، السير رانلوف فينيس، الدكتورة جين غودال من المملكة المتحدة، ماركوس زوساك من أستراليا، جو نيسبو من النرويج، إدنا إسماعيل من الصومال، ميتش البوم من الولاياتالمتحدة وغيرهم الكثير. وأكدت "نحن ملتزمون ومستمرون في تحديد أولويات رفاهية وسلامة فريق عملنا ومجتمعنا، ونتطلع لانقضاء هذه الأزمة والعودة مرة أخرى للقرب الاجتماعي". وقالت "أود أن أسلط الضوء على الدور الرئيسي الذي تلعبه القراءة والآداب، خاصة في هذه الأوقات الحرجة، في أن تلهم الأفراد والمجتمعات على التشبث بالأمل والإيجابية لننهض معاً من جديد"، مشيرة إلى أن تعزيز حب القراءة لدى القراء وغير القراء وغرس محبة الكتب في نفوس الصغار والكبار تصب في صميم أهدافنا، ولا شك لدينا بأن نشر حب القراءة والكتب في مجتمعاتنا ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى.