يأتي شهر رمضان المعظم هذا العام وقد انشغلت الأسر والعائلات بأرقام الإصابات وحالات الوفاة المخيفة جراء فيروس كورونا وما سببه من حظر التجوال وعزل منزلي؛ مما أصاب الأسواق بالركود، ومن ثم تراجع الطلب على الشراء، خاصة لسلع رمضان وفى مقدمتها الياميش والمكسرات بنسبة تراوحت بين 30 و40% عن العام الماضى؛ مما أجبر التجار على تخفيض الأسعار بمتوسط 25% لمعظم السلع خشية تعرضها للتلف، خاصة أن مدة صلاحيتها تتراوح بين ستة أشهر إلى عام، وذلك فى الوقت الذى بلغت فيه تعاقدات التجار على استيراد الياميش نحو 800 مليون جنيه، بل إن التمور الجافة تراجع الطلب عليها أيضًا بنسبة 25% برغم تراجع الأسعار 30% عن العام الماضى حتى يستطيع التجار تصريف الكميات الموجودة في مخازنهم البالغة أكثر من 250 ألف طن من الأنواع المختلفة. والتفاصيل في السطور التالية. بداية يقول رجب العطار، رئيس شعبة العطارة بغرفة تجارة القاهرة: إن موسم هذا العام تأثر كثيرًا بسبب الظروف الحالية؛ مما قلل اهتمامات الأسر باستعدادات الشهر الكريم سواء بشراء الياميش والمكسرات أو مواد العطارة والسلع الأساسية.. مشيرًا إلى أن منتجات الياميش والمكسرات المستوردة وصلت إلى الموانى منذ شهرين والتى يتم التعاقد عليها في أكتوبر من كل عام، لكن ظروف حظر التجوال وإغلاق المحلات مبكرًا أصابت السوق بالشلل التام ويخشى التجار تلف بضائعهم بعد أن بلغت فاتورة الاستيراد قرابة 50 مليون دولار بما يعادل 800 مليون جنيه من 12 دولة على رأسها الهندوسوريا إضافة إلى استيراد المشروبات ال رمضان ية كالعرقسوس والخروب والتمر هندى والتى يتزايد استخدامها داخل المطبخ المصري في رمضان . يؤكد رجب العطار أن جميع هذه المنتجات جديدة من إنتاج العام الحالي، وليس هناك أى كميات مخزنة من العام الماضي، بل إن الكميات التى تستورد قبل رمضان يتم استيراد كميات مماثلة لها على مدى باقى شهور العام لتلبية احتياجات المولد النبوي ومحلات الحلوى والقرى السياحية والفنادق، مشيرًا إلى أن هذا الموسم تدهور المحصول بالدول المصدرة في بعض الأصناف لظروف المناخ؛ مما يترتب عليه أن أسعارها ستشهد ارتفاعًا لأكثر من 250% فى الفستق على سبيل المثال الذى انخفضت الكميات المستوردة منه الواردة من تركيا وأمريكا ليسجل الكيلو هذا الموسم 24 دولارًا مقابل 14 دولارًا في الموسم الماضي، لكن ظروف تبعات فيروس كورونا دفعت التجار إلى أن يخفضوا الأسعار بما فيها السلع التى ارتفعت أسعارها في بلد المنشأ بنسبة تتراوح بين 18 إلى 20% خاصة السلع سريعة التلف؛ بل إن سلعًا مثل المشمشية والتين المجفف والزبيب والقراصيا يتغير لونها إذا خزنت أكثر من ستة أشهر. ويضيف العطار أن أصناف السلع ارتفعت أسعارها قليلًا ورغم ذلك هناك اتجاه لدى التجار بالتخفيض لتشجيع المستهلك على الشراء لأن تداعيات هذا الفيروس وظروف حظر التجوال دفعت التجار إلى التخلص من هذه المنتجات، وهو ما يعلل انخفاض معظم منتجات الياميش والمكسرات فالقراصيا المستوردة من شيلى ومن فرنسا والمغرب انخفضت أسعارها 20% عن العام الماضى والمشمشية 15% والزبيب 10% والتين المجفف 10% والكاجو الذى يستورد من فيتناموالهند؛ حيث يزرعه عدد من الدول الإفريقية مثل كينيا ونيجيريا وتقوم فيتناموالهند بتحميله وبيعه مجففًا، ومن المتوقع أن تنخفض أسعاره 10% عن الموسم الماضي، واللوز والبندق 5% انخفاض لكل منهما عن أسعار العام الماضى، أما قمر الدين فيستورد من سوريا ويباع بذات أسعار الموسم الماضي؛ حيث يتراوح سعره ما بين 40 إلى 50 جنيهًا للعبوة. وبالنسبة للمشروبات ال رمضان ية فلم تتغير أسعارها فيما ستشهد أسعار الأعشاب الطبيعية ومنتجات العطارة زيادة بمعدل 40% خاصة الكمون والحبهان الذى تنتجه الهند لم يخرج هذا المحصول العام الحالي بسبب موجات الصقيع الحادة؛ مما جعل سعره يقفز من12 دولارًا للكيلو إلى 40 دولارًا؛ مما جعل محلات بيع البن المحوج ترفع أسعاره 40% . شراء الياميش أما صلاح العبد رئيس شعبة الحلوى بغرفة تجارة القاهرة، فيؤكد أن هناك تراجعًا في المبيعات بنسبة تصل إلى 40% وليس هناك إقبال على شراء منتجات الياميش والمكسرات؛ لأنها ليست سلعًا أساسية، كما أن الأسر أصبحت مثقلة بنفقات أساسية أخرى؛ حيث إنها أنفقت جزءًا كبيرًا من الدخول على شراء المطهرات والمنظفات والكمامات لمواجهة أخطار كورونا، مشيرًا إلى أن هذا الموسم امتنعت الشركات عن حجز علب الياميش والمكسرات لعمالها؛ حيث كانت هذه الشركات والبنوك تتقدم قبل شهر شعبان من كل موسم لحجز هذه المنتجات، أما هذا الموسم فامتنعت جميعها بسبب أزمة كورونا، فيما لجأ العديد من الأسر إلى شراء التمور الجافة والحلويات الشرقية بدلًا من الياميش بالرغم من أن أسعار السلع هذا الموسم لم تتغير من الموسم الماضي، مشيرًا إلى أنه في المواسم الماضية كان الطلب على الياميش والمكسرات يصل إلى ذروته فى الأسبوع الأول من رمضان ، بينما يتواصل الطلب خلال باقي أيام رمضان حتى صباح عيد الفطر؛ حيث يتجه إلى الحلويات الشرقية والإفرنجية، مؤكدًا أن الحظر والعزل المنزلى للمواطنين ضاعف عملية الركود، وتسبب فى خسائر للتجار، ونأمل أن تمد الحكومة ساعات فتح المحلات حتى الثامنة مساء لتصريف المنتجات التى استوردوها خشية أن يصيبها التلف. التمور والحبوب الجافة ويقول نعيم ناشد معوض، عضو شعبة تجارة الحبوب الجافة إن أسعار التمور تبدأ في الجملة من 5 جنيهات للشامية "النوع الشعبي الأكثر إقبالًا" وتصل الى 15 جنيهًا للأسوانى ومحمد صلاح والشبح.. بدلًا من 20 جنيهًا للعام الماضي؛ حيث تبدأ بيع التمور اعتبارًا من منتصف شهر رجب، ويقوم تجار التجزئة بالتعاقد على شراء هذه الكميات اعتبارًا من أول شهر رجب من كل عام، ويتم في رمضان طرح أكثر من 200 ألف طن من التمور الواردة من أسوان والأقصر وسوهاج وبعض محافظات الوجه البحري، إضافة إلى ما يقرب من 50 ألف طن من بلح الواحات والوادي الجديد في شكل عجوة ونصف مجفف، إضافة إلى نسبة 3% من هذه الكميات المطروحة يتم استيرادها من السعودية والعراق، لافتًا إلى أن تجار التجزئة ينتهزون هذه المناسبة ال رمضان ية ويرفعون أسعار التمور 3 أضعاف سعرها رغم أن تجار الجملة حرصوا هذا العام على تخفيض الأسعار 30% لتحريك السوق. ومن ناحية أخرى، يرى عبد الله الإمام، عضو شعبة الحلوى بغرفة تجارة القاهرة، أن الإقبال على شراء المكسرات و الياميش لم يعد من الأمور التى تشغل المواطن هذه الأيام، وربما لا يحظى باهتماماتهم مثل الأعوام السابقة، وذلك بالطبع بسبب مناخ القلق الذى يعيشه المواطن من تداعيات الفيروس متفقًا مع كل وجهات النظر السابقة بأن تداعيات كورونا أجبرت التجار على تخفيض الأسعار هذا العام؛ لأن الفيروس ظهر بعد التعاقدات ووصول السلع، مؤكدًا توافر كل الأنواع منها بأسعار تقل عن العام الماضي، مشيرًا إلى أن الموسم كان يفترض تحركه قبل رمضان ب15 يومًا، أي في منتصف شعبان، لكن بهذه الوتيرة وحالة الركود التى نعيشها لا نتوقع تحركًا للسوق طوال الشهر الكريم، خاصة أن المواطن العادي يشغله الآن مستلزمات التعليم واحتياجات المنزل الأساسية، في حين أن الياميش والمكسرات هى سلع إضافية له ولأسرته، لافتًا إلى أن التجار يبذلون محاولات كبيرة لتصريف منتجاتهم خاصة سريعة التلف خشية تعرضهم للخسائر وعدم قدرتهم على سداد ماعليهم من أقساط للموردين تمثل قيمة هذه البضائع التى جلبوها لبيعها فى هذا الموسم. نقلًا عن الأهرام اليومي