تستعد الأسواق لاستقبال شهر رمضان المعظم بطرح أنواع عديدة من السلع الغذائية بأسعار مخفضة تحريكا لحالة الركود التي خيمت علي الشارع التجاري منذ عام ونصف العام، حيث طرحت منتجات الياميش بتخفيضات تتراوح بين 20-40% مع ثبات أسعار المواد الغذائية الأخري مثل اللحوم والدواجن والألبان ومنتجاتها والحبوب التي يزداد الإقبال عليها في هذا الشهر مثل الفول والأرز. ومن خلال جولة في الأسواق علي بعض التجار قال رجب العطار رئيس شعبة العطارة وعضو مجلس إدارة غرفة القاهرة إن فاتورة الاستيراد لمنتجات الياميش انخفضت 50% عن العام الماضي بسبب الركود لتصبح 40 مليون دولار بدلا من 80 مليونا، وانخفضت الأسعار بنسبة تتراوح بين 20-40% بسبب الانخفاض الحاد في المبيعات برغم أنه لم يتبق سوي بضعة أيام علي حلول الشهر الكريم، مشيرا إلى أن منتجات الياميش تستورد تركيا وأمريكا وإيران والهند وسيريلانكا وسوريا التي يستورد منها قمر الدين فقط وأن هذه المنتجات سارية الصلاحية لمدة عامين، حيث يستهلك الثلث منها خلال الأسبوع الأول من الشهر الكريم، بينما الثلث الثاني يدخل في تصنيع حلوي المولد النبوي والثلث الأخير يدخل في تصنيع الحلوي واستخدامات الفنادق والقري السياحية. وعن حركة الأسعار والمبيعات في التوابل والعطارة أكد العطار أن السوق يشهد ركودا أيضا في بيع هذه المنتجات رغم استقرار الأسعار وهذا مرجعه أن شهر رمضان حل علي المسلمين في أعقاب انتهاء موسم امتحانات الثانوية العامة والجامعات، ومع بداية موسم التصييف علاوة علي تأخر وصول العلاوة السنوية الجديدة لجيوب الموظفين، مما يجعل القوة الشرائية للزبائن محدودة. ويري د. عبد العزيز السيد رئيس شعبة تجار الدواجن أن الكميات المستهلكة تزداد في شهر رمضان حتي الأسبوع الأول إلى 30% بالرغم أن الإنتاج اليومي يصل إلي مليوني دجاجة وأنه يتوقع أن تكون هناك زيادة في الأسعار تتراوح بين 10-15% نتيجة لزيادة الطلب، مؤكدا أن الكميات المستوردة تغطي الفجوة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك مشيرا الي أن الشعبة دعت إلى إقامة شوادر لبيع السلع الغذائية الرمضانية في الميادين والمناطق الشعبية. أكد نعيم ناشد معوض عضو شعبة الغلال أن الكميات الموردة إلى القاهرة ومحافظات الوجه البحري من التمور الجافة تزيد على ال 150 ألف طن من التمور الجافة ونصف الجافة وهي تأتي من أسوان وقنا والأقصر والوادي الجديد وتزيد على الكميات التي كانت مطروحة العام الماضي ب 40% لذا فان أسعار البلح تتراوح بين 4 جنيهات و10 جنية للكيلو في الجملة، ويستغل صغار البائعين هذا الموسم ويبيعونه بأسعار مرتفعة لتحقيق أرباح كبيرة لأنه موسم سنوي ويستوعب أكثر من 5 آلاف شاب يعملون في تجارة البلح الجاف في رمضان معظمهم من طلاب المدارس والجامعات في الأقاليم لتدبير نفقات الدراسة للعام الجديد من هذه التجارة. ويضيف أن التمور الجافة المستوردة لا تمثل أكثر من 7%من الكميات المطروحة من البلح الجاف في السوق المصرية وأسعارها مرتفعة، وهي تجلب من السعودية والعراق والإمارات بينما الكميات الموردة للخارج تزيد على 10% من المستوردة ومعظمها من التمور شبة الجافة من إنتاج الوادي الجديد، وكذا البلح السوبر الجاف الأسواني الذي يصدر إلي فرنسا وإنجلترا. وعن الحبوب الغذائية الأكثر استهلاكا في الشهر الكريم يشير نعيم ناشد إلي أن الفول الذي يزداد استخدامه بنسبة 150% عن باقي أشهر العام، حيث تستهلك 35 ألف طن في رمضان فقط ويتوقع أن يزداد سعره بنسبة 5% كما يزداد الإقبال علي الأرز وأن المستورد يساعد علي منع ارتفاع أسعار المحلي. أما السلعة الرمضانية التي تميز الشهر الكريم فهي الكنافة والقطايف كما يقول عتريس عرفة صاحب مصنع بالسيدة زينب فأسعارها لم تتحرك -هذا العام- بسبب الركود واستقرار أسعار الخامات، مشيرا إلى أن الإقبال على هذه السلعة يبدأ من النصف من شعبان وحتي منتصف الشهر الكريم. ويضيف أن حصة التجار من صادرات هذه السلعة أصبحت شبه منعدمة بعدما اتجهت الدول العربية إلى تصنيع المعدات وجذب العمالة المنخصصة في هذا المجال.