فاروق جويدة يكتب: هوامش حرة هناك أعمال لا تقدر بالمال أو الشكر والعرفان لأنها أكبر من ذلك كله..وهذه الأعمال يشعر بها الإنسان فى لحظة ضعف أو احتياج أن تجد بجوارك وأنت تصارع دقات القلب المتعب من يعيد لك الثقة فى أن كل شيء سيكون أفضل.. انه فريق الممرضات ملائكة الرحمة هذه الإنسانة الهادئة البسيطة الوادعة التى تشعرك دائما بالأمان وحين تغيب عنك لحظات تشعر أن هناك ضوءا اختفي.. وفى الأيام الأخيرة ظهرت هذه الكتيبة من القلوب الوديعة إنها كتيبة الرحمة التى واجهت الفيروس الشرس بكل النبل والجسارة وهى تعلم أنها تعرض حياتها للخطر.. إنها تقف أمام مريض يحمل فى أنفاسه كل مقومات الموت والحياة إنها تتحدى الموت معه وقد تشاركه رحلة النهاية دون أن تفكر فى شيء.. إنها تعلم وهى تقف أمام هذا المريض الذى يودع الحياة أن حياته ارتبطت بحياتها إنه قدر عجيب وهى لا تتردد فى أن تواجه معه معركة شرسة قد تكون حياتها ثمناً لها.. إن كتيبة الرحمة التى تخوض الآن معركة حياة أو موت ضد فيروس الكورونا اختارتها الأقدار لهذه المهمة الإنسانية..كان من الممكن أن تنسحب من المواجهة.. أن تحصل على إجازة أن تختار مكاناً آخر أقل خطورة تعمل فيه ولكنها قبلت التحدي.. إن كل مشاعر العرفان والتقدير لا يمكن أن تكفى لهذه الوجوه التى وقفت فى الصفوف الأولى مع كتائب الأطباء يدفعون عنا هذا الخطر الرهيب ويقدمون حياتهم من اجل الواجب ومن اجل مهنة اختاروها وهم يعلمون مخاطرها.. إن مصر كلها يجب أن تنحنى تقديرا لكتائب الرحمة من الممرضات وكل واحدة منهن قدمت نموذجا فى العطاء..هناك من قدمت حياتها وأنقذت مريضا وربما رحلت معه وهناك من تقف الآن بشموخ أمام هذا الفيروس القاتل ولا يهم هل هذا المريض الذى تقف أمامه مسئول كبير أو موظف صغير أو طفل يقاوم الموت إنها تحمل صفات الملائكة لا تفرق بين هذا وذاك لأن الجميع عندها سواء.. إن من حق مصر أن تفخر بهذه الكتيبة الرائعة التى أعادت للمصريين روح الوفاء والإخلاص والرحمة كتيبة الممرضات المصريات وسام على صدر الوطن فى ساعة محنة..