وجه ممثلو الادعاء في الولاياتالمتحدة اتهامات لمسئولين تنفيذيين سابقين في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالحصول على رشى، خلال عملية تقديم ملفات طلب استضافة بطولتي كأس العالم 2018 ، التي أقيمت في روسيا ، وكأس العالم 2022 التي تستضيفها قطر. وتأتي الحلقة الجديدة من مسلسل اتهامات الفساد قبل عامين ونصف العام من مونديال قطر 2022. وتضمنت لائحة اتهام مكونة من 70 صفحة ونشرت بالولاياتالمتحدة في وقت متأخر من مساء الإثنين، ادعاءات بدفع رشى لأربعة مسئولين سابقين ورسائل بريد إلكتروني تآمرية ومدفوعات عبر شركات وهمية في منطقة الكاريبي، تتعلق بطلب استضافة كأس العالم 2018 ب روسيا وكأس العالم 2022 بقطر. وبعد سلسلة من التحقيقات والاتهامات التي استمرت لأعوام، وشهدت أيضا اعترافات وفرض عقوبات بمنع ممارسة أنشطة تتعلق بكرة القدم مدى الحياة ضمن فضيحة فساد الفيفا، ضاعفت السلطات الأمريكية الضغوط على منظمي المونديال القطري. ولم يصدر رد فعل من الفيفا ومن قطر بشأن ما نشر، علما بأن الطرفين نفيا في وقت سابق ارتكاب أي مخالفات. وفي المقابل، جاء رد الفعل من جانب روسيا ، حيث نفى دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ادعاءات الولاياتالمتحدة بأن روسيا قد تكون قد دفعت رشى لمسئولين سابقين في الفيفا من أجل الحصول على حق استضافة كأس العالم 2018 . وقال بيسكوف، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الروسية (تاس): " روسيا حصلت على حق استضافة بطولة العالم على أسس قانونية تماما". وأضاف بيسكوف، أن حصول روسيا على حق استضافة كأس العالم "لم يكن له أي علاقة بأي رشى، فنحن ننفي الأمر بشكل قاطع". وتابع "قرأنا تقارير إعلامية ولا نستطيع فهم الداعي منها". وتتضمن لائحة الاتهام، التي نشرتها محكمة اتحادية في بروكلين أمس الإثنين، اتهامات لمسئولين عن الحقوق الإعلامية وشركة من أوروجواي، بالتزوير وغسل الأموال ضمن عدة ادعاءات. وتضمنت الادعاءات أن الراحل نيكولاس ليوز، الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية (كونميبول) وريكاردو تيكسييرا الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي، "تلقيا رشى مقابل التصويت لصالح منح قطر حق استضافة كأس العالم 2022". ويواجه جاك وارنر، نائب الرئيس السابق للفيفا والرئيس السابق لاتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي، تهمة "تلقي وعود وتسلم رشى يبلغ مجموعها خمسة ملايين دولار" لدعم ملف روسيا لطلب استضافة كأس العالم 2018 . وكان السويسري جياني إنفانتينو رئيس الفيفا صرح في ديسمبر 2017 قائلا: "للأسف، هناك تاريخ سيئ، وعلينا التعلم من ذلك والنظر للمستقبل". ونقلت لائحة الاتهام رسالة بريد إلكتروني تسلمها مساعد وارنر من شخص يشتبه في تآمره، وجاء فيها "برجاء إبلاغه بأن كل ما جرى الاتفاق بشأنه، هو ما يتم عمله خلال هذا الأسبوع". وجاء في الرسالة أيضا "برجاء إبلاغه أيضا بأنني أقل قلقا بشأن الوعود التي تعهدت بتنفيذها من جانبي، مقارنة بقدرته على الوفاء بوعده عندما يحين الوقت لهذا". وجاء فيها أيضا "سأواجه أزمة إذا لم يف صديقي العزيز بوعده". وذكرت لائحة الاتهام أيضا، أن رافاييل سالجويرو المسئول السابق في كرة القدم في جواتيمالا تلقى عرضا بالحصول على مليون دولار نظير التصويت لصالح ملف روسيا . وكانت تحقيقات أجريت تحت قيادة مايكل جارسيا الرئيس السابق للجنة القيم في الفيفا، كشفت تفاصيل بشأن أمور مشتبه بها تتعلق بعملية التصويت على حق استضافة كل من نسختي كأس العالم، لكنها لم تثبت اتهامات الرشى بحق اللجنة التنفيذية التي أصدرت القرارات في عام 2010. وعلى سبيل المثال، كان مبلغ قيمته مليوني دولار قد جرى تحويله إلى حساب فتاة عمرها عشرة أعوام، هي ابنة عضو في اللجنة التنفيذية، لكن لم يكن هناك "أي دليل" يربط ذلك بملف قطر 2022. وبعد موجة اعتقالات جرى تنفيذها بحق مشتبه بهم من مسئولي الفيفا في مايو 2015، قبيل إعادة انتخاب جوزيف بلاتر رئيسا للفيفا لولاية جديدة، وجهت اتهامات بحق 42 شخصا جرى الإعلان عن أسماء 26 منهم. ويخضع خوان أنخيل نابوت الرئيس السابق لاتحاد أمريكا الجنوبية، للحبس حاليا في سجن في فلوريدا، بينما أطلق سراح خوسيه ماريا مارين الرئيس السابق لاتحاد الكرة في البرازيل بسبب أزمة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وينتظر آخرون الأحكام.